فيما ورد في الدر المنثور للسيوطي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “بين آدم وبين نوح ألف سنة وبين نوح وإبراهيم ألف سنة، وبين إبراهيم وموسى سبعمائة سنة، وبين موسى وعيسى ألف وخمسمائة سنة، وبين عيسى ونبينا ستمائة سنة”..
لتكون المقاربة في الفترة البينية من سيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهما السلام 1500 سنة، والمقاربة في مقصود الفترة من القرون هي التي بين النبيين والمفهوم والمختار أنها من تاريخ انتقال النبي الأول إلى تاريخ ميلاد النبي التالي، ولفظ البينية يشير لعدم عد قرن المولد لخروجه من البينية..
والشاهد أيضًا أن لسان الهدي النبوي منصرف في معنى القرون والسنين أنها بوصف التاريخ القمري وليس الشمسي لقوله تعالى [إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ وَقَٰتِلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ كَآفَّةٗ كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ كَآفَّةٗۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ (36)] سورة التوبَة
وبحسبان الفارق بين القرن القمري والقرن الشمسي نجده ثلاثة سنين وذلك لأن الفارق بين السنة القمرية والمقدرة 345,37 يوما وبين السنة الشمسية المقدرة 365.25 يوما بفارق مقدر بحوالي 11 يوما، وقد أشار الحق سبحانه لهذا التباين مصداقًا لقوله تعالى “وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سَنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا” سورة الكهف.
وبالمقاربة بين القرن الشمسي والقمري واحتساب الفارق في 1500 سنة المذكورة في الحديث الشريف.. فيقابل القرن الشمسي 100 عاما شمسيا تلقائها 103عاما قمريا، وعليه فإن 97 عاما شمسيا يقابله 100عاما قمريا، وعليه فبحساب معامل 1500 عام بالمراد القمري فإن 970 عاما شمسيا يقابلها 1000 عاما قمريا وباقي الفترة 485 عاما شمسيا يقابلها 500 عام قمريا لتكون المقاربة في تاريخ انتقال سيدنا موسى عليه السلام بالتقدير القمري 1500 عام وبالتقدير الشمسي 1455 قبل الميلاد.
المقاربة في ميلاد سيدنا موسى عليه السلام، والمقاربة في عمر سيدنا موسى عليه السلام بأوسط تقدير مختار فكان عمره 84 عاما، ليكون تقدير ميلاده بالتقويم القمري 1500 + 84 = 1584 قبل الميلاد قمريا، وبالتقويم الشمسي 1455 + 81 = 1536 قبل الميلاد شمسيا.
المقاربة في دخول الهكسوس وحكم فرعون
والمقاربة في دخولهم عسكريا قبل الميلاد الموسوي بأوسط تقدير مختار بحوالي 50عاما قمريا تقريبا، بالتقويم القمري 1584 + 50 = 1633 قبل الميلاد قمريا، بالتقويم الشمسي 1536 + 49 = 1585 قبل الميلاد شمسيا.
المقاربة في تاريخ غرق فرعون
وبتقدير المدة التي عاشها سيدنا موسى عليه السلام قبل خروج الترقب الأول ومدة مكوثه في مدين وتكليفه بالرسالة إلى فرعون وحتى سنة خروجه الثاني فأوسط تقدير مختار كان عمره 44 عاما قمريا، ليكون تقدير عام غرقه بالتقويم القمري 1633 – 50 – 44 = 1539 قبل الميلاد قمريا.. وبالتقويم الشمسي 1585 – 49 – 43= 1493 قبل الميلاد شمسيا.
المقاربة في فترة احتلال الهكسوس لمصر
وبتقدير مدة الاحتلال وأوسط تقدير مختار أنه كان قرنا من الزمان وقرابة الزيادة بعقد أو عقدين بالتقويم القمري 1633 إلى 1533 تقريبا قبل الميلاد قمريا مع مقاربة زيادته لعقد أو عقدين إلى 1513 قبل الميلاد.. بالتقويم الشمسي 1493 إلى 1390 تقريبا قبل الميلاد شمسيا مع مقاربة زيادته لعقد أو عقدين إلى 1470 قبل الميلاد، وهو ما يشير إلى أن فرعون الخروج لم يكن آخر حكام الهكسوس وخلفه من بعده غيره.
المقاربة في العلوم التاريخية
فقد ورد في الأثر التاريخي أن مدة احتلال الهكسوس كانت ما بين 1650 إلى 1550 قبل الميلاد تقريبا، وهو ما يشير إلى فارق قريب من اعتبار التاريخ القمري، كما يشير إلى فارق في التاريخ الشمسي مقدر بحوالي 60 عاما، أو تزيد وهى تعداد أعوام تقبل فيه علوم التاريخ اعتباره والمقاربة في العمر التاريخي لما قبل الميلاد والمقدر بآلاف السنين.. هذا والله أعلى وأعلم.
