الصبح أخبار -محامية الأمن القومي الأمريكي تكشف التحديات التي تنتظر ترامب بعد دخوله البيت الأبيض (خاص)

قالت إيرينا تسوكرمان محامية الأمن القومي الأمريكي وعضو مجلس إدارة مركز واشنطن  الخارجي لحرب المعلومات أن  الحقبة الأمريكية   الجديدة لا تختلف كثيراً عن الحقبة القديمة، تعتبر هذه هي الولاية الثانية لترامب، فهو يروج للعديد من شعاراته السابقة، بينما يرث العديد من المشاكل التي يواجهها هو وبايدن.

 

 وأوضحت إيرينا تسوكرمان محامية الأمن القومي الأمريكي  وعضو مجلس إدارة مركز واشنطن  الخارجي في تصريحات خاصة لـ “مصر تايمز” أنه من ناحية أخرى، فإن ترامب  يأتي بفريق جديد، يتمتع بخبرات أكبر في الآليات السياسية، ويتعامل مع أزمات جديدة، بما في ذلك تداعيات الحروب بالوكالة في الشرق الأوسط، والحرب الروسية الأوكرانية، وانتشار الجيوسياسية الصينية. 

إيرينا تسوكرمان 

 

وتابعت أنه من المرجح أن يحاول ترامب في البداية استخدام بعض أساليبه القديمة لاستعادة النفوذ في البلدان التي نأت بنفسها عن الولايات المتحدة، لكن الشرق الأوسط على وجه الخصوص قد تغير بسبب الصراعات، وسياسات بايدن، والتطبيع مع قطر وإيران، والصراعات و  صعود الصين على وجه الخصوص.

 

وأشارت إلى أنه لم يتم بعد التغلب على عدم الثقة بشأن تقاعس ترامب ردًا على هجوم أرامكو عام 2019. و يتعارض الفريق الجديد مع العديد من الانعزاليين، وأصحاب المليارات من شركات التكنولوجيا والعقارات، وجماعات الضغط السابقة ورجال الأعمال الذين لديهم علاقات مع دول الخليج، ولكن ليس بالضرورة أن يتمتعوا بالكثير من الخبرة أو المعرفة في السياسة الخارجية. 

 

 ونوهت لذلك وعلى الرغم من ذكاء العصر الجديد في ميكانيكا واشنطن، إلا أنه لا يضمن حلولاً سريعة أو سهلة للمشاكل الطويلة الأمد والمترسخة التي تعاني منها المنطقة أو السياسة الخارجية بشكل عام.

 

 

وفيما يتعلق بنهاية الحروب، تحدثت إيرينا تسوكرمان  أن سيطرة ترامب على النتيجة أقل بكثير مما دفع أنصاره إلى الاعتقاد، على سبيل المثال، رفضت روسيا مقترح خطة السلام التي قدمها وتواصل التقدم داخل أوكرانيا والاستيلاء على المناجم والموارد الطبيعية الحيوية. ومن الواضح أن روسيا ليست مهتمة بصراع مجمد أو تنازلات، بل بالسيطرة على أوكرانيا بأكملها. إن مثل هذه النتيجة غير مقبولة، ليس فقط بالنسبة لأوكرانيا، بل أيضاً بالنسبة لأوروبا التي تشعر بالقلق إزاء ترسيخ روسيا وجودها في موقع قريب من حدود حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وإزاء انتشار روسيا للإجراءات النشطة والحرب غير المتكافئة. 

 

 

لقاء ترامب سيكون بمثابة فوز سياسي لبوتين

ومن المرجح ألا يحل الاجتماع مع بوتين هذا الصدام بين الرؤى الجيوسياسية، حيث ترى روسيا أن استحواذها على الأراضي والسيطرة السياسية داخل أوروبا يتناقض مع الحلفاء المؤيدين للغرب. وفي حين يهاجم ترامب المركز الأوروبي باعتباره ضعيفا، ويشعر بالغضب إزاء ما يعتبره نقصا في الاستثمار المالي في الردع من جانب حلف شمال الأطلسي على حساب الولايات المتحدة، فإن السيطرة الموالية لروسيا على أوروبا لن تفيد الولايات المتحدة على المدى الطويل.

 

 بوتين لا يبحث عن وجه ودود في البيت الأبيض، بل يسعى إلى الفوضى وتدمير المؤسسات الأميركية. ولذلك فإن لقاء ترامب سيكون بمثابة فوز سياسي لبوتين، ولكن لجميع الأسباب الخاطئة؛ وبدلاً من استغلال هذه الفرصة لتنشيط العلاقات التجارية وحل النزاعات، فمن المرجح أن يستخدم بوتين الاجتماع كسلاح لإظهار ضعف الولايات المتحدة الواضح لمؤيديه ولإظهار أن الولايات المتحدة تزحف إلى روسيا وتستجدي الرحمة والحل. من غير المرجح أن يتعرض ترامب للإذلال العلني، وربما تكون يده قوية لإغراق أوكرانيا بالأسلحة، كما وعد سيباستيان جوركا، المدير الكبير لمكافحة الإرهاب الذي رشحه ترامب.

 

ما الذي ينتظر ترامب بعد حفل التنصيب؟

بعد التنصيب، من المتوقع أن يوقع ترامب على أكثر من 200 أمر تنفيذي موضع التنفيذ، بعضها سيؤدي إلى التراجع عن سياسات بايدن السابقة. ولكن ما لم يعمل ترامب بشكل وثيق مع الكونجرس لتنفيذ العديد من سياساته وتحويلها إلى قوانين، فإن إرثه يمكن التراجع عنه بنفس السهولة على يد أي خليفة ديمقراطي.