أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أمام القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بالرياض إن المطلوب ھو وقف فوري لإطلاق النار في غزة وفي لبنان، وعلى العالم كله ان يتحمل المسؤولية في وقف العدوان الاسرائيلي.لم تعد الكلمات تكفي لوصف المأساة التي یكابدھا أھل فلسطین، الحقائق معروفة لنا جمیعاً، ومعروفة للعالم، وھي صعبة ومخجلة وكاشفة.
واشار أبو الغيط الى أن الخطة الإسرائیلیة أیضاً لم تعد بخافیة.. .فالمطلوب ھو تدمیر المجتمع الفلسطیني في غزة أو تھجیره قسراً أو طوعاً.. المطلوب ھو إزاحة مجتمع كامل، بمؤسساته القائمة، ونسیجه الجامع.. والقضاء على إمكانیة استعادته في المستقبل.. المطلوب إسرائیلیاً ھو قتل الأمل الفلسطیني في الدولة المستقلة.. ونحن نقول ھنا لمن یسمع إن تلك الاماني الإسرائیلیة لن تتحقق أبداً بإذن ﷲ.
وأكد إن ما تقوم به حكومة اسرائیل ومناصروھا من قطعان المستعمرین الیوم إنما ھو تدمیر لمستقبل التعایش في ھذه المنطقة.. وتخریب لإمكانیات السلام الذي طالما طالبنا به، السلام القائم على العدل، العدل ھو الذي یمكننا من إقامة سلام دائم، لن یكون ھناك سلام مع الظلم والقتل والتنكیل، قمة الیوم تحمل رسالة واضحة بأن العالم لا یستطیع أن یتحمل عواقب إدارة ظھره لھذه المقتلة المتواصلة، عجز وسلبیة المجتمع الدولي أثارا شھیة قوة الاحتلال المتعطشة للدم، فانطلقت توسع دائرة النار من غزة إلى لبنان مُعرضة استقرار المنطقة كلھا للخطر البالغ.
وقال إن إسرائیل ربما تحتاج من بین من تبقى من أصدقائھا إلى من ینقذھا من نفسھا ومن أفعالھا.. فانعدام المحاسبة، وتغییب القانون الدولي، شجع قیادتھا بكل أسف على المُضي في تنفیذ مخططات لا یمُكن وصفھا سوى بالعبث والجنون. فرئیس حكومتھا یتحدث عن رسم خریطة الشرق الأوسط من جدید، أي شرق أوسط ھذا الذي ترسم خریطته بالدم والقنابل والاغتیال والتجویع وحرق مخیمات اللاجئین بمن فیھا؟
الیوم یعیش%90 من سكان غزة على 10% من مساحته، مروعین محرومین من أبسط وسائل البقاء على قید الحیاة.. معرضین لقتلٍ ینھمر علیھم بلا تمییز.. إن الشرق الاوسط الذي نریده ونسعى إلیه ولن نتنازل عنه ھو إقلیم تكون في قلبه دولة فلسطینیة مستقلة ذات سیادة على حدود الرابع من یونیو 67 وعاصمتھا القدس الشرقیة، وفي لبنان، یستمر القصف القاتل یحصد أرواحاً بریئة ویدمر ممتلكات خاصة وعامة وترتفع أعداد الضحایا من المدنیین وتتفاقم مشكلات ملیون نازح یثقلون كاھل بلدٍ یئن بالفعل تحت وطأة الأزمات منذ سنوات.
إن المطلوب ھو وقف فوري لإطلاق النار في غزة وفي لبنان، والمطلوب ھو مسار یفُضي إلى تنفیذ حل الدولتین.. في أسرع وقت ممكن وبرعایة دولیة، وبالتزام حقیقي بتجسید الدولة الفلسطینیة على الأرض، والمطلوب كذلك ھو وقف إطلاق نار في لبنان یستند إلى تنفیذ القرار 1701 بكافة مندرجاته ویحقق الأمن على جانبي الحدود.
أما التأخیر فلا یعني سوى مزید من الدماء المراقة.. مع تصاعد احتمالات الانفجار الشامل في المنطقة.. ولعل الرئیس الأمریكي المنتخب الذي وعد بوقف الحرب أن یفي بوعده في أقرب أجل.قمة الیوم ھي رسالة بأن منسوب الخطر بلغ مستوى لا یمكن احتماله.. وكلي ثقة في الحكمة التي ستتعامل بھا القمة مع ھذه الأزمة التاریخیة.