تُعَدُّ العلاقات الاقتصادية بين الدول عنصرًا حيويًا في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الاقتصادية الاستراتيجية،وفي هذا السياق، عززت مصر والمملكة العربية السعودية موقفهما من خلال تنظيم مؤتمر مشترك، يُظهر التزام الطرفين بتطوير شراكة اقتصادية متينة،جاء هذا المؤتمر تحت شعار “نرسم المستقبل لاقتصاد مستدام وأمن معزز”، حيث شهد مشاركة واسعة من خبراء ومسؤولين من مختلف أنحاء العالم، مما يعكس أهمية التعاون الاقتصادي بين البلدين،يسعى المؤتمر إلى تحقيق نتائج ملموسة تسهم في تعزيز العلاقات التجارية والنمو الاقتصادي في المنطقة.
اتفاقية الاعتراف المتبادل ببرنامج المشغل الاقتصادي المعتمد
مثل جمهورية مصر العربية في المؤتمر نائب وزير المالية والمشرف على مصلحة الجمارك، الذي أبرم اتفاقية مهمة مع الوفد السعودي،هذه الاتفاقية تهدف إلى تعزيز التعاون التجاري بين البلدين، وتأتي في إطار المؤتمر الذي أُقيم بالرياض في نسخته الثالثة، خلال يومي 4 و5 ديسمبر 2025،وقد تميز المؤتمر بجلسات حوارية متعمقة، ومعرض مصاحب يضم نحو 90 جهة محلية وإقليمية ودولية، بالإضافة إلى عقد أكثر من 70 ورشة عمل، مما يسلط الضوء على الأهمية الكبرى للحدث.
على هامش المؤتمر، وتم توقيع الاتفاقية التاريخية للاعتراف المتبادل ببرنامج المشغل الاقتصادي المعتمد بين الجمارك المصرية و هيئة الزكاة والضريبة والجمارك السعودية،وتُعَد هذه الاتفاقية الأولى من نوعها بين مصر والدول الأخرى، حيث تمثل خطوة ملموسة نحو تعزيز التعاون الجمركي والتجاري،تسهل هذه الاتفاقية على الشركات المؤهلة في مصر والسعودية الحصول على تسهيلات جمركية تجارية، مما يساعد في تقليل التكاليف و تنافسية المنتجات في الأسواق الدولية، مما يُعزز فرص الاستثمار بين البلدين.
تتميز هذه الاتفاقية بكونها تقدم إطار عمل جديد للشراكة الاقتصادية التي تعود بالنفع على كلا البلدين،فمن خلال تعزيز مرونة متطلبات الجمارك والتخفيف من الأعباء المالية، تستطيع الشركات مزيدًا من المنافسة في الأسواق العالمية، مما يؤدي إلى نتائج إيجابية على مستوى الاقتصاد كل من مصر والسعودية،تتطلب خطوة تعزيز التعاون استمرار العمل المشترك وتبادل المعرفة والخبرات بين الجانبين، مما يمكنهما من تحقيق أهدافهما الاقتصادية المشتركة.
في الختام، يشير المؤتمر والاتفاقيات الموقعة خلاله إلى توجه جاد نحو تعزيز التعاون بين مصر والسعودية في مجالات التجارة والجمارك،إن هذه الخطوات تساهم بفاعلية في تعزيز العلاقات الاقتصادية وتحقيق رؤية الاستدامة، مما يُعزز من التكامل الاقتصادي في المنطقة،ولذا، يُعتبر هذا المؤتمر نقطة انطلاق هامة لمزيد من التعاون والتنسيق بين الدولتين في المستقبل القريب، مما سيكون له عظيم الأثر على تعزيز الأمن الاقتصادي ومكافحة التحديات المشتركة.