تعد نوة قاسم إحدى الظواهر المناخية المهمة التي تحدث في الفترة الزمنية الأولى من شهر ديسمبر، والتي تعتبر من التغيرات المناخية الملحوظة في منطقة الإسكندرية والسواحل الشمالية،فهي ليست مجرد حدث طبيعي، بل تمثل جانبًا من جوانب التغيرات المناخية التي تؤثر على نمط الحياة اليومية للمجتمعات الساحلية،هذه النوة تتسم بوجود رياح قوية وعواصف شديدة تتسبب في تغيرات جوية جذرية، مما يدفع السكان والجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات احترازية للتقليل من آثارها السلبية.
الإسكندرية البوابة البحرية للعواصف
تتسم مدينة الإسكندرية بكونها من أكثر المدن تعرضًا للعواصف وهبوب الرياح، بفضل موقعها الجغرافي المتميز على البحر الأبيض المتوسط،فعلى مدار العام، تشهد المدينة العديد من النوات التي تشمل رياحًا من اتجاهات مختلفة، مما يؤدي إلى تغييرات جوية مفاجئة،تكون هذه العواصف عادة ناتجة عن الرياح القادمة من البحر والتي تؤثر بشكل مباشر على الأنشطة اليومية، بدءًا من حركة المواصلات إلى ممارسة الصيد وصناعة الشحن.
التعريف بالنوة وأصولها التاريخية
تعتبر “النوة” من المصطلحات الشائعة بين سكان محافظة الإسكندرية، ويميزها عادة تأثيرها خلال فصلي الخريف والشتاء،تكمن أهميتها في ظهور رياح قوية تؤدي إلى اضطراب البحر وارتفاع موجاته، مما قد يسبب أضرارًا للسفن والمراكب،وقد أطلق اسم “نوة قاسم” نسبةً إلى أحد أبناء الصيادين الذي غرق في تلك المياه، مستمرًا بذلك في إرثها التاريخي والبيئي،يعتاد السكان المحليون على استخدام أسماء النوات لتسهيل التعرف عليها وتمييزها.
النوة وظواهرها المصاحبة
تتميز نوة قاسم بوجود رياح قوية تؤدي إلى اضطراب عالي في البحر، مما يترافق مع هطول أمطار غزيرة في بعض الأحيان،تتسبب هذه الظاهرة في تقلبات جوية شديدة تؤثر بشكل مباشر على حركة الملاحة والصيد في المنطقة،غالباً ما يتم التعرف على النوات من قبل الصيادين، الذين خلال رحلاتهم قاموا بتصنيف الأيام ذات الظروف الجوية الممطرة بأساليب تساعدهم على التخطيط لأسفارهم وإدارة مخاطرهم.
استعدادات الإسكندرية لنوة قاسم
تشهد محافظة الإسكندرية استعدادات مكثفة لاستقبال نوة قاسم، التي تُعتبر من أشد النوات وأخطرها على مرّ السنين، وذلك بعد انتهاء نوة المكنسة السابقة،وفقًا للهيئة العامة للأرصاد الجوية، يظهر تأثير منخفض جوي قوي قادم من اليونان، مما يعني في شدة العواصف والأمطار الرعدية خلال الفترة القليلة المقبلة،يتوقع أن يبدأ تأثير هذا المنخفض على مصر يوم الثلاثاء، مما يحتم على السكان والسلطات المحلية اتخاذ احتياطات مناسبة للتخفيف من المخاطر المحتملة.
في النهاية، فإن نوة قاسم تعد ظاهرة مناخية عابرة تعكس التحديات المناخية التي تواجهها المدن الساحلية كالإسكندرية،من خلال فهم هذه الظواهر والتخطيط المناسب، يمكن التقليل من تأثيرها على الحياة اليومية والمحافظة على سلامة المجتمع وصياديه،كلما زاد وعي المجتمعات المحلية حول تغيرات الطقس، زادت قدرتهم على التكيف مع هذه الظواهر الطبيعية، وبالتالي تحسين جودة حياتهم.