الاكتتابات الأولية بالشرق الأوسط وآسيا تجذب نصف أموال الطروحات العامة عالميًا


خلال السنوات الأخيرة، شهد سوق الطروحات الأولية نمواً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، حيث استقطبت هذه المناطق حوالي نصف قيمة الأموال التي تم جمعها من الطروحات الأولية على مستوى العالم في هذا العام،يسعى هذا البحث إلى تحليل أهم الأسباب التي أدت إلى هذا التحسن الملحوظ، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أبرز الصفقات التي تمت في هذه المناطق مقارنة بالسوق العالمية.

أهمية السوق في منطقة الشرق الأوسط

تعتبر منطقة الشرق الأوسط مركزاً حيوياً يشمل العديد من الطروحات الأولية المهمة، حيث أظهرت المنطقة خمساً من أكبر 10 صفقات على مستوى العالم،ومن أبرزها اكتتاب “طلبات” في دبي وطرح “أوكيو- OQ” للاستخراج والإنتاج في سلطنة عمان، حيث جمع كل منهما مبلغ ملياري دولار،كما ساهم اكتتاب “لولو للتجزئة” في أبوظبي بمبلغ 1.7 مليار دولار، مما يعكس نجاح هذه المشاريع في جذب الاستثمارات.

ترتيب الدول من حيث جمع الأموال في الطروحات الأولية

تحتل الولايات المتحدة الأمريكية صدارة الدول من حيث قيمة الأموال المجمعة من الطروحات الأولية، إذ بلغت حوالي 41 مليار دولار،في المرتبة الثانية تأتي الهند بمبلغ 17.5 مليار دولار، تليها الصين بـ 15 مليار دولار،الأمر المثير للاهتمام هو أن الإمارات العربية المتحدة احتلت المرتبة الخامسة بحصيلة بلغت 6.2 مليار دولار، مما يبرز أهمية السوق الإماراتي في هذا السياق.

تدهور وضع بورصة لندن

على الرغم من أنها كانت ضمن أكبر خمس أسواق للطروحات الأولية في السنوات السابقة، إلا أن بورصة لندن شهدت تراجعاً ملحوظاً في مكانتها،إذ جاءت في المرتبة العشرين على مستوى العالم هذا العام، بعد أن حققت مليار دولار فقط، أي بتراجع بنسبة 9% عن العام السابق،هذا يشير إلى أن الأسواق الصغيرة قد تكون قادرة على منافسة الأسواق العالمية الكبرى.

تأثير الأسواق النامية

المثير أن أسواقاً صغيرة مثل سوق عمان، التي تمثل نسبة 1% من سوق لندن، تمكنت من التفوق عليها، حيث احتلت المركز الرابع عشر على مستوى العالم،هذه الظواهر تسلط الضوء على تغير ديناميكيات السوق وتساهم في إعادة النظر نحو استراتيجيات الاستثمار والتوسع في هذه الأسواق.

في الختام، يعكس التحسن الملحوظ في سوق الطروحات الأولية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا قدرة هذه الأسواق على جذب الاستثمارات الأجنبية وتحقيق النمو الاقتصادي،يتضح من خلال المعلومات المقدمة أن التحديات التي تواجهها بعض الأسواق التقليدية، مثل بورصة لندن، لا تعني نهاية قوتها، بل تشكل دعوة لإعادة تقييم استراتيجياتها،مع استمرار هذا الاتجاه الإيجابي، ستبقى الأسواق النامية محط أنظار المستثمرين في المستقبل القريب.