ابوظبي – ياسر ابراهيم – الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 07:43 مساءً – أكد يوسف شاكر، أحد منتسبي الدفعة الثانية للخدمة الوطنية، أن تجربته شكلت محطة فارقة في حياته، إذ اكتسب خلالها قيم الولاء والانضباط التي عززت ارتباطه بوطنه وأسرته، لافتاً إلى أنها أصبحت مصدر إلهام يشاركها مع أبنائه، مشيراً إلى أنه أب لسبعة أبناء منهم 3 توائم يسعى إلى غرس قيم المسؤولية والانتماء في نفوسهم.
التحق شاكر بالخدمة الوطنية في الدفعة الثانية عام 2015، وكان حينها متزوجاً ولديه ابن وحيد يدعى أحمد، وخلال فترة خدمته، رزقه الله بثلاثة توائم، موضحاً: «عندما التحقت بالخدمة كنت أعلم أنها تتطلب الكثير من الالتزام والتضحية، خاصة مع وضعي كزوج وأب، وكنت أتساءل كيف يمكنني الجمع بين حياتي العائلية والعسكرية، لكنني اكتشفت أن دعم أسرتي وزملائي في الخدمة كان عاملاً أساسياً لتحقيق هذا التوازن».
وأضاف أن الخدمة الوطنية لم تكن مجرد تجربة تدريب عسكرية، بل كانت مدرسة للحياة مليئة بالدروس القيمة، موضحاً أن العسكرية علمته قيم الالتزام والانضباط والصبر، كما منحته الفرصة لتطوير مهاراته في القيادة والعمل بروح الفريق، وهذه المهارات لم تكن مفيدة فقط في الحياة العسكرية، بل انعكست بشكل إيجابي على حياته اليومية ودوره كأب وزوج.
وأشار إلى أن إحدى أبرز مميزات الخدمة الوطنية كانت تنظيم أوقات نزول الجنود لزيارة أسرهم، مما ساعده في الحفاظ على استقراره العائلي.
وقال شاكر: «كنا نزور الأسرة كل نهاية أسبوع، مما جعلني أشعر بتوازن كبير بين واجباتي الوطنية ودوري الأسري، وعندما كنت أعود إلى المنزل، كنت أعود بشعور من الفخر والإنجاز، لأنني أؤدي واجبي تجاه وطني وأكون بجانب عائلتي في الوقت ذاته».
وبعد انتهاء فترة خدمته الأساسية، لم تنقطع علاقة شاكر بالخدمة الوطنية، حيث يلتحق بالدورة الإنعاشية السنوية، وهو برنامج يهدف إلى تحديث معلومات المنتسبين السابقين وتطوير مهاراتهم.
إلى جانب ذلك، حرص شاكر على غرس القيم التي اكتسبها من الخدمة الوطنية في أبنائه، موضحاً: «سأروي لأبنائي كيف كانت فترة الخدمة الوطنية نقطة تحول في حياتي، وكيف تعلمت خلالها التضحية والعمل الجماعي وحب الوطن، وسأربيهم على أن خدمة الوطن ليست واجباً فحسب، بل شرف عظيم ومسؤولية نتحملها بفخر».
ويفتخر شاكر بكونه جزءاً من الدفعة الثانية للخدمة الوطنية، ويعتبر أن هذه التجربة زرعت فيه حب الوطن والتفاني في خدمته، مؤكداً أن الخدمة الوطنية ليست مجرد فترة نقضيها ثم نغادر، بل هي مدرسة تعلمنا الكثير من القيم والمعاني، ما تعلمته في تلك الفترة لا يزال يرافقني كل يوم، سواء في عملي أو حياتي الأسرية.
واختتم شاكر حديثه قائلاً: «عندما أنظر إلى أبنائي اليوم، أشعر بفخر كبير لأنني أُساهم في بناء وطن قوي ومستقر لهم، والخدمة الوطنية علّمتني كيف أكون قدوة لهم، وكيف أن حب الوطن والعمل من أجله هما من أسمى القيم التي يمكننا أن نغرسها في الأجيال القادمة».