الذكاء الاصطناعي في مصر.. شراكات استراتيجية لبناء مستقبل مستدام


الاحد 27 أكتوبر 2024 | 12:31 مساءً

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

: الذكاء الاصطناعي كفرصة وتحدٍ

في زمن تتسارع فيه خطوات التكنولوجيا نحو مستقبل غير مسبوق، يقف العالم على أعتاب تحول هائل يقوده الذكاء الاصطناعي. لم يعد هذا الاسم مجرد أداة، بل أصبح بوابة لفرص اقتصادية وتنموية واسعة، مما يثير تساؤلات حول الخصوصية وأمان البيانات وكيف يمكن لهذه التقنية أن تخدم الإنسان دون تجاوز حقوقه.

يتطلب تحقيق أثر اقتصادي مستدام شراكة حقيقية بين الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص، تهدف لبناء قاعدة من الكفاءات الشابة التي ستصبح جسرًا لعصر جديد، حيث يندمج الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية بشكل آمن ومسؤول.

رؤية مايكروسوفت

ميرنا عارف، مديرة مايكروسوفت مصر، أكدت في تصريحات صحفية أن التقدم نحو مستقبل يقوده الذكاء الاصطناعي يواجه تحديات جديدة تتعلق بحماية الخصوصية وأمان البيانات الشخصية.

 وفي هذا السياق، تأخذ مايكروسوفت زمام المبادرة في قيادة النقاش العالمي حول الذكاء الاصطناعي المسؤول.

أشارت عارف إلى أن مايكروسوفت لا تقتصر على كونها مزودًا للتكنولوجيا فقط، بل أصبحت جزءًا أساسيًا في وضع ممارسات مبتكرة تضمن استخدام هذه التقنيات في خدمة المجتمع وفق أعلى معايير الأمان والخصوصية.

التحول إلى اقتصاد الذكاء الاصطناعي

يتطلب التحول إلى اقتصاد الذكاء الاصطناعي في مصر تعزيز الشراكات مع شركات التكنولوجيا العالمية وإنشاء مراكز للابتكار. تسعى هذه الشراكات إلى تعزيز التعاون بين الأكاديميين والمؤسسات والشركات الناشئة، مما يسهم في خلق بيئة محفزة للأفكار ويدعم ثقافة الابتكار.

الذكاء الاصطناعي يُعتبر من أهم التقنيات التي تعيد تشكيل العالم، حيث يقدم حلولًا مبتكرة للتحديات اليومية، ويعزز من النمو الصناعي والاجتماعي بشكل غير مسبوق. 

وتشير الدراسات إلى أن هذه التكنولوجيا قد تسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي في مصر بحوالي 42.7 مليار دولار بحلول عام 2030، وهو ما يمثل 7.7% من الاقتصاد الوطني.

مبادرات الحكومة المصرية

أطلقت الحكومة المصرية العديد من المبادرات الرقمية مثل “مصر الرقمية” و”الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي”، وتسهم الشراكات مع وزارة الاتصالات والمؤسسات الأخرى في تحويل الرؤى إلى واقع ملموس.

 توفر مايكروسوفت حلولاً متقدمة مثل Azure AI وAzure OpenAI Service وMicrosoft Copilot لدعم هذا التحول.

تتزايد وتيرة تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعين العام والخاص، مما يعكس رغبتها في تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز القدرة التنافسية. 

كما يعمل مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء على دمج الذكاء الاصطناعي في عملياته، مما يعزز من فاعلية اتخاذ القرار.

وجهة التكنولوجيا في مصر

تعتبر مصر وجهة جذابة للذكاء الاصطناعي بفضل وجود مجموعة من الشباب الموهوبين المتحمسين للابتكار. التركيز الاستراتيجي للحكومة على التحول الرقمي والاستثمار في تطوير البنية التحتية يعزز مكانتها كمركز رئيسي للتقدم التكنولوجي.

تشهد ريادة الأعمال نمواً ملحوظاً، حيث تبرز القاهرة والإسكندرية كنقاط جذب للمستثمرين، مدعومةً بمؤسسات مثل مركز الإبداع التكنولوجي. الجامعات توفر دورات متخصصة في الذكاء الاصطناعي لتجهيز جيل رقمي يقود المستقبل.

دعم الشركات الناشئة

تلتزم مايكروسوفت بدعم الشركات الناشئة من خلال برنامجها لمؤسسي الشركات الناشئة، والذي يوفر التكنولوجيا والموارد والخبرة اللازمة لإنشاء حلول مبتكرة. عقدت مايكروسوفت شراكة مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا” لدعم وتدريب رواد الأعمال.

وعن دور مايكروسوفت في توجيه المواهب الشابة، قالت عارف إن الشركة تركز على الاستخدام المسؤول لهذه التكنولوجيا لتعزيز الإنتاجية ورضا المستخدمين، وتسعى لتمكين المجتمع في مصر من إطلاق إمكاناته الابتكارية.

التفاعل مع المجتمع التكنولوجي

مايكروسوفت تتفاعل بنشاط مع المجتمع التكنولوجي في مصر من خلال مجموعة من المبادرات، بما في ذلك هاكاثونات وبرامج تقنية مخصصة للخريجين، كما أسست مركزًا هندسيًا لتعزيز الابتكار.

زيادة الوعي التكنولوجي

على الرغم من إنجازاتها، تواجه مايكروسوفت تحديات تتعلق بزيادة الوعي حول تقنياتها وضمان استخدامها بشكل مسؤول. تسعى الشركة لوضع حلولها في مقدمة التقدم التكنولوجي، مع ضمان توفير فرص متساوية للجميع.