الصبح أخبار – احتفل بوصول محطة المترو الجديدة إلى حيك: مترو الأنفاق يتوسع في هذه المحافظة وتحضيرات لإطلاق الخدمة قريباً!


يطرح مشروع مترو الإسكندرية العديد من التحولات الجذرية في نظام النقل الجماعي في الثانية أكبر المدن المصرية،يأتي المشروع في إطار جهود الدولة لتطوير وسائل النقل العام وتحسين جودة الحياة للمواطنين،يعتبر هذا المشروع حلاً عملياً لمواجهة مشكلات الزحام والتكدس التي تعاني منها المدينة، كما يقدم بديلاً متطوراً لقطار أبو قير القديم الذي كان يخدم السكان لعقود، مما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

يتميز مشروع مترو الإسكندرية بأنه يمثل خطوة هامة في تحقيق رؤى الدولة بشأن تحسين البنية التحتية للنقل العام،سيساهم المشروع بشكل كبير في توفير وسائل نقل سهلة وآمنة وسريعة، مما يعزز مكانة الإسكندرية كإحدى أبرز المدن الساحلية والاستثمارية في المنطقة،سنستعرض في هذا البحث خلفية المشروع وتفاصيل المرحلة الأولى والتقنيات المستخدمة في تصميمه، بالإضافة إلى المميزات والآثار المستقبلية المنتظرة.

خلفية المشروع وأهميته

تجسد مدينة الإسكندرية تاريخاً طويلاً من المشكلات المرتبطة بوسائل النقل الجماعي، حيث طالما مثلت تلك الوسائل عبئاً ثقيلاً على المواطنين نتيجة لقلة كفاءتها وكثرتها الأعطال،كان خط قطار أبو قير، الذي يعود تاريخه لعقود، أحد أبرز خطوط النقل ولكن لم يعد قادراً على تلبية احتياجات السكان المتزايدة،حيث كان ينقل حوالي 2800 راكب في الساعة بزمن رحلة بلغ 50 دقيقة، مما أدى إلى تفاقم مشاكل التكدس وتأخير الرحلات.

استجابة لهذه التحديات والمعوقات، أطلقت الدولة مشروع مترو الإسكندرية كحل جذري سيساهم في رفع كفاءة وسائل النقل وتحقيق نقلة نوعية في البنية التحتية للمدينة،يستهدف المشروع تعزيز جودة الحياة للمواطنين وتوفير بيئة ملائمة للنمو الاقتصادي.

تفاصيل المرحلة الأولى من المشروع

تم البدء في تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع في يناير 2025، حيث أعلنت الهيئة القومية لسكك حديد مصر عن بدء الأعمال الإنشائية لمسار يمتد من محطة أبو قير شرقًا إلى محطة مصر وسط المدينة،يبلغ طول المسار الجديد 21.7 كيلومترًا ويضم 20 محطة موزعة على طول الخط، مما يجعل الوصول إلى الوجهات المختلفة أكثر سهولة ويسراً.

من المتوقع أن يستغرق تنفيذ هذه المرحلة 30 شهراً، مما يجعل الافتتاح الرسمي لهذا المشروع في منتصف عام 2026،بالإضافة إلى المحطات الرئيسية، سيتم إضافة خمس محطات جديدة، وهي “ميامي” و”محمد نجيب” و”كفر عبده” و”سبورتنج” و”باب شرق”.

المميزات الرئيسية لمترو الإسكندرية

1،قدرة استيعابية هائلة

تم تصميم المترو ليستوعب 60 ألف راكب في الساعة، وهو ما يمثل ملحوظة مقارنة بقطار أبو قير القديم،هذه السعة العالية ستساهم بشكل كبير في تخفيف الزحام المروري وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة.

2،زمن رحلة أقل

من المتوقع أن يقلل المترو زمن الرحلة بين أبو قير ومحطة مصر إلى 30 دقيقة فقط، مما يعد تقليصاً كبيراً مقارنة بالزمن المستغرق في وسائل النقل القديمة.

3،محطات عصرية ومجهزة

يشمل المشروع محطات حديثة مجهزة بمصاعد كهربائية، وسلالم متحركة، وأنظمة تكييف، مما يجعل التنقل أكثر راحة وأماناً،كما تتوفر خدمات مخصصة لذوي الهمم لتسهيل وصولهم إلى المحطات.

4،تقنيات متطورة

يتبنى المترو نظاماً آلياً يضمن دقة التشغيل وسلامة الركاب،كما تم تزويد المحطات بكاميرات مراقبة وبوابات إلكترونية لتعزيز الأمان داخل المحطات.

5،نقل صديق للبيئة

يعتمد المترو على الكهرباء بدلاً من الديزل، مما يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية والتوجه نحو أهداف النقل الأخضر.

تصميم المسار

ينقسم المسار إلى قسمين رئيسيين

القسم السطحي يمتد من محطة مصر إلى كفر عبده بطول 6.5 كيلومتر.

القسم العلوي يمتد من الظاهرية إلى أبو قير بطول 15.2 كيلومتر.

هذا التصميم يضمن حركة سريعة ومتواصلة في المناطق الأكثر ازدحامًا في المدينة، مما يسهم بشكل مباشر في تخفيف الازدحام على الطرق الرئيسية.

الخطة الزمنية وآلية التنفيذ

تم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل لتجنب التأثير المفاجئ على الركاب،وقد أُجريت عمليات الإغلاق التدريجي لقطار أبو قير مع توفير بدائل نقل مناسبة لضمان الاستمرارية في تقديم الخدمة.

الصيانة والتطوير المستقبلي

يتضمن المشروع إنشاء ثلاث ورش صيانة موزعة في مناطق بوكلي، أبي قير ومرغم،وتضمن هذه الورش استمرارية الخدمة وصيانة المترو بشكل دوري للحفاظ على كفاءته.

ربط المترو بشبكة النقل القومية

سوف يتم ربط مترو الإسكندرية بمشروع النقل السريع “العلمين العين السخنة” في منطقة برج العرب، مما يعزز الربط بين الإسكندرية وعدد من المدن الأخرى ويساعد في دعم النشاط الاقتصادي والسياحي.

أهمية المشروع لمستقبل الإسكندرية

يمثل مشروع مترو الإسكندرية نقلة حضارية كبيرة تساهم في تحقيق العديد من الأهداف الحيوية، ومنها

  • تقليل الازدحام المروري في المدينة.
  • خفض الانبعاثات الضارة الناتجة عن وسائل النقل التقليدية.
  • تعزيز جاذبية المدينة للاستثمارات السياحية والتجارية.
  • تحقيق نمو اقتصادي مستدام يدعم الاقتصاد المحلي.

بالتالي، فإن هذه الإنجازات تعكس التوجهات الاستراتيجية للدولة نحو تحويل الإسكندرية إلى مدينة عصرية تواكب متطلبات القرن الواحد والعشرين، مما يتيح مستوى حياة أفضل للمواطنين ويضمن التنمية المستدامة للمستقبل.