أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن الإسلام هو دين التوازن الذي يوازن بين جميع جوانب حياة الإنسان، مشيرًا إلى أن تعاليم الدين الحنيف تعكس توازنًا بين الروح والجسد، وبين العقل والقلب، وبين العمل والعبادة.
وقال الدكتور هاني تمام، خلال حلقة برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد: “الإسلام هو دين الوسط، لا إفراط ولا تفريط، فحين نتأمل في الغرض الأساسي من خلق الإنسان في هذه الحياة، نجد أن هناك ثلاث وظائف رئيسية وضعها الإسلام للإنسان، أولًا: العبادة، ثانيًا: عمارة الأرض، وثالثًا: تزكية النفس.”
وأشار إلى أن العبادة هي الوظيفة الأساسية التي ينظم بها الإسلام علاقة الإنسان بربه، قائلاً: “ربنا سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، فالإسلام يعنى أن العبادة لا تقتصر على الصلاة والصوم فقط، بل تشمل جميع الأعمال التي تُؤدى بنية صادقة من الإنسان، بداية من العبادة الشخصية وحتى عمارة الأرض.”
وتابع: “لكن هل الإسلام يقتصر على العبادة فقط؟ الجواب لا. فالإسلام أيضًا جاء ليعلمنا كيفية عمارة الأرض. يقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ}، أي أن الله سبحانه وتعالى يطلب منا أن نساهم في بناء الحضارة وصناعة التقدم، وأن نعمل بجد لتعمير الكون.”
وأكد أن الوظيفة الثالثة التي يعنى بها الإسلام هي “تزكية النفس”، حيث قال: “النفس البشرية تحتاج إلى تهذيب، ولذلك نجد في القرآن الكريم قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}، لافتا إلى أن الإسلام يهتم بتزكية النفس وتطهيرها، بما يساهم في بناء شخصية الإنسان بشكل متوازن.”
وأضاف: “الإسلام يوازن بين جميع هذه الجوانب، نحن مطالبون كمسلمين بأن نعبد الله بأحسن طريقة، وفي نفس الوقت مطالبون بعمارة الأرض والسعي نحو التقدم في شتى المجالات، الإسلام لا يعزل بين العبادة والعمل، بل يشملهما معًا، ويحث المسلم على التميز في جميع مجالات الحياة.”
جدير بالذكر أن “قناة الناس” قناة دينية اجتماعية، إحدى قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تُعنى بكل ما يهم الناس من أمور دينهم ودنياهم، وترسخ الوعى الدينى الصحيح والقيم والأخلاق بمنهج وسطى رشيد.