الصبح أخبار – الاحتفال باليوم الوطني يعزز ثقافة الانتماء لدى كل فئات المجتمع

الدوحة – سيف الحموري – أكد سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، أن الاحتفال باليوم الوطني يعزز الانتماء لدى كل فئات المجتمع، وقيمة الولاء للوطن ولقيادته الحكيمة لمواصلة مسيرة البناء والازدهار.

وقال سعادته، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، “إن الاحتفال باليوم الوطني يأتي إيمانا بأن الوطن أمانة، حيث تكون مشاعر الانتماء معبرة عن تجدد العلاقة به”، مضيفا: “نستعيد في هذا اليوم العبر من الآباء المؤسسين الذين مهدوا الطريق لتقدم بلدنا على كل الأصعدة، فمن واجبنا أن نتذكر دور الآباء وما قاموا به، وفاء لهم واعترافا بجليل صنعهم”.

واعتبر أن مناسبة اليوم الوطني تحمل رصيدا قيميا، من أبرزه تماسك المجتمع وترابطه في وحدة تنظر إلى الماضي باعتباره دافعا للعمل، وترى في الحاضر تحديات كثيرة خاض غمارها القطريون فأثبتوا نجاحهم في الاستجابة لها، موضحا أن هذه القيم تبلور الرسائل التي نعمل جميعا على ترسيخها في مجتمعنا، ومنها تربية الناشئة على حب الوطن وتغذية مشاعر الانتماء لديهم.

وأبرز سعادة وزير الثقافة أهمية الأسرة ودورها فهي نواة المجتمع وثروته الحقيقية، لذلك تقع في صميم عملية تعزيز الهوية الوطنية، وبقدر ما تكون الأسرة متماسكة ومتحدة يكون المجتمع قويا، لافتا إلى أن ما يعيشه الأفراد داخل الأسرة ينعكس على الحياة الاجتماعية من أفكار وسلوك ومبادئ أخلاقية، وأنه إذا كانت الهوية الوطنية قائمة على ثوابت أساسية، منها رابطة الانتماء إلى الوطن والاعتزاز بثقافته وتاريخه المجيد والتمسك بالدين والمحافظة على اللغة العربية، فإن للأسرة دورا كبيرا في ترسيخ هذه الثوابت.

وأضاف سعادته: “إذا نجحنا في الاستثمار النوعي لدور الأسرة فإننا نعزز روح المواطنة التي تقوم على وعي تام بالحقوق والواجبات تجاه وطننا، فلا يفكر الفرد بما يجنيه من الوطن بقدر ما يفكر في عطائه لبلده، ويتحقق ذلك من خلال المشاركة المجتمعية ونشر ثقافة العمل المتقن والمساهمة في التنمية بمختلف المجالات”.

كما تطرق سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، في تصريحه لـ/قنا/، إلى الحراك الثقافي الذي تقوم به الوزارة والهادف إلى تطوير الوعي وتنمية الرصيد القيمي لأبناء الوطن، فالثقافة رافعة أساسية في تعزيز الهوية الوطنية وتأكيد روح المواطنة لذلك اتسمت مجمل البرامج الثقافية ببث رسائل في هذا الاتجاه، موضحا أن من أهم برامج وزارة الثقافة ما تقوم به لجنة احتفالات اليوم الوطني للدولة، التي تنظم فعالياتها كل عام في /درب الساعي/، إلى جانب ما يساهم به معرض الدوحة الدولي للكتاب من دور في تثقيف الأسرة عامة، من خلال تحفيزها على القيام بدورها التثقيفي بالتشجيع على القراءة ونشر القيم الأصيلة، لما للكتاب من أثر إيجابي في بناء شخصية الناشئة.

وأشار سعادته، في هذا السياق، إلى ما يوفره المعرض من فرص للأطفال عبر تخصيص “دوحة الأطفال” التي هي بمثابة فضاء ثقافي يمارس فيه الأطفال هواياتهم وقراءاتهم ويبنون فيه بعضا من أحلامهم، ويكتشفون مواهبهم ويعبرون عنها بحرية وشغف، لافتا إلى مراهنة وزارة الثقافة على برامج تعزيز المبادئ الأخلاقية النبيلة في المجتمع لأنها جوهر السلوك الاجتماعي، حيث عملت من خلال مسابقة “مثايل” الذي استقطب شعراء النبط القطريين والعرب في حلقات تنافسية على ترسيخ القيم، وجعلت من شعارها “للأخلاق دلايل” تعبيرا عن أهمية الأخلاق في المجتمع، فضلا عن الحرص على أن يبث الشعراء رسائل أخلاقية بصياغات شعرية تظل راسخة في الأذهان والقلوب.

وأبرز سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، أيضا، حرص الوزارة على تنمية روح المواطنة في جميع فئات المجتمع، حيث جعلت من المسرح القطري وسيلة لبث قيم المواطنة، سواء من خلال مسرح الطفل أو المسرح الطلابي، وقد عد مهرجان الدوحة المسرحي ركيزة لهذه القيم التي عبرت عنها المسرحيات المعروضة خلال أيامه، لافتا إلى إعداد الوزارة برامج تخص الناشئة وتعزز فهمهم لهويتهم الوطنية، وتعرفهم على ثقافات أخرى.