الصبح أخبار – السيارات الكهربائية أم الهجينة أم التي تعمل بالوقود الأحفوري؟

ابوظبي – ياسر ابراهيم – الاثنين 13 يناير 2025 04:15 مساءً – تشهد السيارات الكهربائية نمواً ملحوظاً في مختلف الأسواق العالمية، ما يعكس التحول الكبير الذي يشهده قطاع السيارات نحو مستقبل أكثر استدامة ووسائل نقل صديقة للبيئة. ووفقاً لتقرير Global EV Outlook 2024[1]، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية في الربع الأول من عام 2024 بنسبة 25% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ومن المتوقع أن تصل المبيعات إلى 17 مليون وحدة بحلول نهاية العام الجاري.

وقال ماركو ميلاني، المدير العام في شركة الفطيم للسيارات – المشروعات التجارية ودوماسكو: تعتمد السيارات التقليدية على محركات البنزين أو الديزل، وقد هيمنت على مشهد النقل لأكثر من قرن، بفضل انتشارها الواسع ودعمها ببنية تحتية متطورة للتزود بالوقود، بدءاً من محطات الخدمة وصولاً إلى الابتكارات الحديثة، مثل خدمة «كفو» المتنقلة التي تقدم خدمة تزويد الوقود للسيارات. ووفقاً لتقرير صادر عن وكالة البيئة الأوروبية، ورغم قدرة هذه السيارات على قطع مسافات طويلة قبل الحاجة للتزود بالوقود وسرعة عملية التزود نفسها، إلا أنها تتسبب في انبعاثات أعلى مقارنة بالسيارات الكهربائية والهجينة. كما تتطلب هذه المركبات صيانة دورية لتجنب الأعطال، ما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف التشغيلية بمرور الوقت نتيجة تزايد الأعطال الميكانيكية مع تقدمها في العمر.

وأضاف: تعتمد السيارات الكهربائية، التي لا تُصدر أي انبعاثات على الإطلاق، على بطاريات لتزويد محركاتها بالطاقة. ويمكن إعادة شحن هذه البطاريات في المنزل باستخدام منافذ تقليدية أو أجهزة شحن مخصصة، إضافة إلى محطات الشحن العامة. ويشير مركز بيانات الوقود البديل إلى أن خلو السيارات الكهربائية من الانبعاثات أو العوادم يعد من أبرز مزاياها، ما يجعلها خياراً صديقاً للبيئة. إضافة إلى ذلك، تتميز السيارات الكهربائية بمتطلبات صيانة أقل مقارنة بالسيارات التقليدية، نظراً لقلة الأجزاء المتحركة التي تتعرض للتلف. وفي ظل استراتيجيات مثل الإمارات للطاقة 2050، ودبي للطاقة النظيفة 2050، التي تهدف إلى تعزيز الطاقة النظيفة وتطوير حلول مبتكرة للبنية التحتية، يؤدي تبني السيارات الكهربائية دوراً محورياً في رؤية الدولة للتحول إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر. ومع أدائها المتفوق وتأثيرها البيئي المحدود، تبرز السيارات الكهربائية كخيار متقدم يتماشى مع هذه الرؤية المستقبلية.

وتابع: تجمع السيارات الهجينة بين محرك احتراق داخلي ومحرك كهربائي يعمل مساعداً للمحرك الأساسي، ما يسهم في تحسين كفاءة استهلاك الوقود. ولا تتطلب السيارات الهجينة التوصيل بمصدر كهربائي لإعادة شحن بطارياتها، حيث تُشحن تلقائياً عبر نظام الكبح والطاقة الناتجة عن تشغيل محرك الاحتراق الداخلي. وعلى الرغم من اعتمادها على الوقود الأحفوري، إلا أن السيارات الهجينة تستهلك كميات أقل بكثير مقارنة بالسيارات التقليدية، ما يجعلها خياراً أكثر استدامة. كما توفر هذه السيارات مرونة تشغيل تجمع بين استخدام البنزين للرحلات الطويلة والاستفادة من الطاقة الكهربائية للتنقلات القصيرة داخل المدن، ما يعزز من كفاءتها وسهولة استخدامها.

وتعد السيارات الهجينة القابلة للشحن امتداداً متطوراً للسيارات الهجينة التقليدية، حيث تجمع بين محرك احتراق داخلي ومحرك كهربائي، وتتميز ببطاريات أكبر يمكن شحنها مباشرة عبر التوصيل بالكهرباء. يتيح هذا النوع من السيارات قيادة تعتمد بالكامل على الكهرباء لمسافات قصيرة، ما يقلل استهلاك الوقود والانبعاثات، مع إمكانية التحول إلى الوقود الأحفوري للرحلات الأطول، ما يمنح السائق تجربة قيادة تجمع بين الكفاءة والاستدامة.

وتعتمد السيارات الكهربائية على محرك كهربائي أو عدة محركات كهربائية، ولا تنتج أي انبعاثات، ما يجعلها من أكثر وسائل التنقل استدامة وصديقة للبيئة. ورغم أن الخوف من نفاد شحن البطارية قبل الوصول إلى الوجهة المقصودة يعتبر من أكثر المخاوف شيوعاً بشأن السيارات الكهربائية، إلا أن الطرازات الحديثة تتمتع بقدرة على قطع مسافات طويلة بشحنة واحدة، حيث يمكن للعديد منها تجاوز 300 كيلومتر بسهولة.

وتعمل الحكومات والقطاع الخاص في مختلف أنحاء منطقة الخليج العربي على توسيع شبكة محطات الشحن، ما يسهم في تقليص هذه المخاوف ويسهل عملية إعادة شحن السيارة، سواء في المنزل، أو في العمل، أو أثناء التنقل.

تم تصميم بطاريات السيارات الكهربائية والهجينة لتدوم لسنوات طويلة، وغالباً ما تتجاوز عمر السيارة نفسها. وتقدم العديد من الشركات ضمانات للبطاريات تمتد إلى 8 سنوات، ما يوفر راحة البال للعملاء طوال فترة امتلاك السيارة. كما أسهم التقدم التكنولوجي في صناعة البطاريات في خفض تكاليف استبدالها، ما يزيد من جدوى هذا الخيار المستدام.

أهم النصائح لاختيار السيارة المناسبة:

• تقييم عادات القيادة: من الضروري مراعاة المتطلبات اليومية للتنقل والرحلات الطويلة. تعتبر السيارات الكهربائية مثالية للرحلات القصيرة والتنقل داخل المدينة، بينما توفر السيارات الهجينة المرونة اللازمة للرحلات الطويلة.

• تقييم البنية التحتية للشحن: يجب التحقق من توفر محطات الشحن في المنطقة وما إذا كان يمكن تركيب شاحن منزلي أو إعادة شحن السيارة في العمل.

• تكاليف الصيانة: عادة ما تتطلب السيارات الكهربائية صيانة أقل، بينما تتمتع السيارات الهجينة بتكاليف وقود أقل مقارنة بالسيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي.

• تجربة القيادة: من المهم تجربة قيادة طرازات مختلفة من السيارات، بما في ذلك السيارات التي تعمل بمحركات احتراق داخلي، كهربائية، وهجينة. قم بتقييم التحكم، التسارع، والتجربة الكلية للقيادة لتحديد السيارة الأنسب لك.

• التكاليف طويلة الأجل: يجب الأخذ في الاعتبار التوفير الذي تحققه السيارات الكهربائية على المدى الطويل، بما في ذلك انخفاض تكاليف الوقود والصيانة والحوافز الأخرى التي توفرها السيارات الكهربائية والهجينة.

يدرك قطاع السيارات تماماً أهمية التطورات التكنولوجية والفوائد البيئية التي تتيحها السيارات الكهربائية والهجينة. وفي هذا السياق، تقدم الفطيم للسيارات مجموعة متميزة من الخيارات التي تشمل طرازات من العلامات التجارية الرائدة مثل هوندا وفولفو، بما في ذلك سيارة هوندا أكورد هايبرد المتطورة، وفولفو EX30 الكهربائية، والسيارة الهجينة القابلة للشحن XC90 Recharge. توفر هذه السيارات للعملاء فرصة فريدة للمشاركة في تبني الاستدامة والإسهام في التحول إلى مستقبل أكثر صداقة للبيئة.