الصبح أخبار – الشباب جوهر التخطيط ومحور رؤية القيادة

ابوظبي – ياسر ابراهيم – الأحد 22 ديسمبر 2024 01:01 صباحاً – استطلاع – جميلة إسماعيل ومرفت عبد الحميد
أكد عدد من الأكاديميين والمختصين، أن الشباب جوهر التخطيط الاستراتيجي، ومحور رؤية القيادة، فمختلف استراتيجيات التنمية المستدامة، تقوم على الشباب، وتسند إليهم أدواراً حيوية تهيؤهم لقيادة المستقبل بالشكل الذي يضمن استمرار مسيرة التنافسية الإماراتية، لا سيما أن الإمارات تمتلك رؤية استراتيجية واعية لمئويتها في عام 2071، تحتاج إلى جهود وطاقات أبنائها الشباب في بناء المستقبل.

05

مفتاح التغيير

أوضح محمد عبد الله رئيس معهد دبي للتصميم والابتكار، أن الابتكار يمثل أحد أهم المحاور التي يمكن للشباب أن يسهم فيها، إذ أثبتت المبادرات الشبابية قدرتها على تقديم حلول ذكية ومستدامة.

وأضاف: «إن طلبة معهد دبي للتصميم والابتكار، يقدمون مجموعة من الحلول المستدامة، من خلال مشاريعهم التي تبرز الدور المحوري الذي يلعبه التصميم في بناء مستقبل مستدام.

وإدارة النفايات وحماية التنوع البيولوجي، وغيرها من الحلول التي تقدم تقنيات جديدة لتحسين الكفاءة الطاقة، وتعلمهم استخدام المواد الصديقة للبيئة المستخلصة منها، وإيجاد حلول مبتكرة لتعامل الإنسان مع البيئة، سواء عن طريق التطبيقات أو غيرها.

وقال إن المعهد يحرص على تزويد الطلبة بأساسيات الفكر التصميمي، لا سيما الجيل الجديد ممن نشأوا في عصر الاقتصاد المعرفي المدعوم ببنية تحتية رقمية، ويدعم المواهب الواعدة في مجال التصميم، ويوفر فرصة فريدة لهم لصقل مهاراتهم، وتمكينهم من ابتكار حلول تقدم قيمة مضافة للمجتمع، وتثري الاقتصادين الرقمي والإبداعي، بما يسهم في بناء مستقبل أفضل للجميع.

تفكير ريادي

وأضاف: «إن البرامج الأكاديمية مصممة لتمنحهم فرصة للإسهام في تنمية الاقتصاد المعرفي، من خلال اكتساب مهارات قيمة في التفكير الريادي والابتكار، وإيجاد حلول إبداعية للمشكلات، بالإضافة إلى بناء علاقات تعاون مثمرة، إلى جانب تطوير المهارات التقنية الأساسية، ومهارات إدارة الأعمال، وذلك بغرض دعمهم لإحداث أثر إيجابي مستدام في مجتمعاتهم، والإسهام في تنمية اقتصاد دبي، وبناء مستقبل مزدهر للجميع».

تحفيز وتشجيع

قالت البروفيسور فاطمة طاهر مديرة مركز تكنولوجيا الجيل القادم بجامعة زايد: «إنه لتعزيز دور الشباب في الابتكار والاستدامة، يجب توفير بيئة داعمة، تستند على 4 محاور أساسية.

وهي التعليم النوعي عبر توفير برامج تعليمية تركز على الابتكار والاستدامة، تعزيز التكنولوجيا والأدوات اللازمة للبحث والتطوير، التحفيز والتشجيع عبر تسليط الضوء على قصص النجاح، ومنح الشباب مساحة لعرض أفكارهم، وتوفير الدعم المالي، من خلال إنشاء صناديق تمويل لمشاريع الشباب في المجالات ذات الصلة».

وقال الدكتور محمد المصلح أستاذ مساعد في كلية الهندسة والعلوم الفيزيائية بجامعة هيريوت وات دبي: «إن شباب اليوم هم القادة وصناع القرار في الغد، ما يجعل مشاركتهم في هذه المجالات الحيوية ضرورة، عبر إشراك العقول الشابة في جهود الدولة في مجالات الاستدامة والتطوع، للاستفادة من إبداعاتهم، وشغفهم لمواجهة التحديات العالمية، مثل تغير المناخ، واستنزاف الموارد، ومجالات الطاقة».

حلول رائدة

وأضاف: «غالباً ما تؤدي نظرتهم المختلفة وخبرتهم في مجال التكنولوجيا إلى حلول رائدة، بدءاً من التقدم في مجال الطاقة المتجددة، وحتى التخطيط الحضري المستدام»، مشيراً إلى أن تشجيع الشباب على المشاركة في هذه المجالات لا يؤدي إلى بناء مهاراتهم فحسب، بل يلهم أقرانهم أيضاً، ما يخلق تأثيراً مضاعفاً للتغيير الإيجابي.

حرص

وقال الدكتور إبراهيم علي محمد رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة الإماراتية: «تحرص قيادة دولة الإمارات على أن يكون الشاب الإماراتي محركاً وداعماً رئيساً في التنمية الاقتصادية الوطنية، ومسهماً بفاعلية في المجتمع.

وهذا يكون حتماً من خلال الحرص التام على توظيف قدرات الشباب في تحقيق أهداف المستقبل، بوصفهم الركيزة الأساسية في تحمل مسؤولية تحقيق أهداف التنمية المستدامة».

وأوضحت الدكتورة دلال مطر الشامسي مديرة مركز الوطني للمياه والطاقة بجامعة الإمارات، أن الحكومة وضعت العديد من السياسات لإشراك الشباب في كل القطاعات على جميع مستويات الحوكمة، واتخاذ القرار، وإدماجهم في الاستراتيجية الوطنية كشركاء وفاعلين رئيسين لتحقيق الخطة التنموية للدولة.

وأضافت: «الشباب أولوية مطلقة في الإمارات، باعتباره عنوان الحاضر والمستقبل، ويسهم في صناعة مستقبل الدولة. ونجد شباب الإمارات يتولون مناصب قيادية، ويشاركون في صناعة القرار، في ظل وجود بنية تحتية متكاملة للتعليم والتدريب والتأهيل للكوادر الإماراتية الشابة.

كما أن إدراك القيادات الشابة الجديدة في الدولة أن تولي مهام المسؤولية الجديدة بالشكل الصحيح، يعد من الأساسيات لتمهيد الطريق لمسيرة ناجحة ومثمرة مع فريق العمل لتحقيق التميز».

وقال محمد حمد بن دلوان الكتبي، مؤسس ورئيس فريق عجمان التطوعي: «الجهات المعنية في الدولة تحرص على الأخذ بيد الشباب لرسم مسارات أفضل للمستقبل، وتعزيز دورهم الإيجابي لدعم مسيرة التنمية المستدامة وتنمية المهارات التقنية والتكنولوجية لدى الشباب وتوجيهه لاستخدامها والاستفادة منها».

وقالت فائقة عبد الغفار البستكي «أم المتطوعين»: «إلى جانب دور الشباب في الابتكار والاستدامة، يجب تعزيز الجوانب الإنسانية في نفوسهم، من خلال غرس مفهوم الأعمال التطوعية، والتي تبدأ من المشاركة في المبادرات المجتمعية داخل الدولة.

بالإضافة إلى المساهمة في المشاركة في تنظيم حملات إغاثة، أو دعم اللاجئين، أو تعليم الأطفال في المناطق المحرومة، تسهم في بناء مجتمعات أكثر تضامناً».

طلبة: الابتكار ضرورة

أوضح عدد من الطلبة الذين ساهموا بإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهها المجتمعات، من خلال مشاريعهم الأكاديمية، أن الابتكار ليس خياراً، بل ضرورة، وأكدوا أنه بفضل الدعم، قادرون على رؤية المشكلات من زوايا مختلفة، وإيجاد حلول جذرية لها باستخدام التكنولوجيا.

وقالت الطالبتان لمياء العوضي وفاطمة لوتاه من معهد دبي للتصميم والابتكار، اللتان ابتكرتا مشروع «إحياء»، إنه عبارة عن روبوت مستقبلي، يهدف إلى إعادة إحياء التربة عن طريق تغيير مواقع أعشاش النمل، ويمتاز هذا الروبوت باحتوائه على أنظمة استشعار متقدّمة، تحدّد مستوى الرطوبة في التربة.

رفع الوعي:

أوضحت الطالبة دلال جابر صاحبة مشروع «تحويل صدف البحر إلى مادة حيوية مستدامة»، أن هذا المشروع يهدف إلى البحث في سبل استخدام صدف البحر كمصدر للمواد الحيوية الجديدة، ذات الاستخدامات المتعددة، بما في ذلك بناء المجسمات تحت الماء، للإسهام في حماية الكائنات البحرية، ورفع الوعي باستخدامات الصدف في دولة الإمارات.

أما الطالبتان لطيفة السويدي ولطيفة الخوري، اللتان ابتكرتا مشروع «قهوتنا»، أكدتا أنه يهدف بشكل رئيس إلى معالجة أزمة النفايات الناجمة عن إعداد القهوة وتعبئتها، وذلك في ظل ازدهار قطاع المقاهي في دولة الإمارات. وأكدتا أن الاستدامة ليست مجرد فكرة، بل هي أسلوب حياة، ونريد أن نلهم زملاءنا الآخرين لتبنّي ممارسات قد تبدو بسيطة، لكنها تحدث فرقاً كبيراً.

مسؤولية مشتركة

وترى الطالبة ياسمين جاسم في السنة الرابعة بكلية الهندسة والعلوم الفيزيائية جامعة هيريوت وات دبي، أن مشاركة الشباب في العمل التطوعي والعمل الإنساني، تقوي المجتمعات، وتعزز الشعور بالمسؤولية المشتركة، ومن خلال هذه المشاركة، يتعلم الشباب قيمة التكافل والتعاون، وهي صفات أساسية لمواجهة التحديات العالمية.

وأضافت الطالبة نفلاء محمود الحمداني طالبة ماجستير في علم نفس إدارة الأعمال بالجامعة، أن قدرة الشباب الطبيعية على التكيف مع التقنيات الناشئة، تجعلهم مسهمين قيمين في تعزيز الابتكار الأخضر وخلق مستقبل مستدام.