كتب ناصر المحيسن – الكويت في السبت 4 يناير 2025 11:30 مساءً – فيما تواجه الصين تحدياً صحياً جديداً مع تفشي فيروس تنفسي بشري يُعرف باسم «الفيروس التنفسي البشري الميتابينوم» وفيروس «HMPV»، لدرجة أنها طلبت من الناس ارتداء الكمامات والتباعد بشكل عاجل، طمأن أخصائيون أن هذا الفيروس معروف منذ سنة 2001، وينتمي للمجموعة نفسها التي ينتمي لها الفيروس المخلوي التنفسي «RSV»، وفيروس الحصبة، وتكثر الإصابة به خاصة في فصل الشتاء وبدايات فصل الربيع.
وأشار الأخصائيون في تصريحات متفرقة لـ«الراي» إلى أن الفيروس ينتقل بالطرق نفسها التي تنتقل بها الفيروسات التنفسية المعروفة الأخرى، كالمصافحة والعطاس والسعال، أو عن طريق الأسطح الملوثة، وأنه يسبب أعراضاً التهابية في الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، تتراوح بين سعال وكحة مزمنة طويلة المدى، قد تكون مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة وصداع.
وشددوا على أهمية التحلي باليقظة بلا هلع، واتخاذ التدابير الوقائية، مثل الحفاظ على النظافة الشخصية وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة.
«أعراضه مشابهة لأعراض الإنفلونزا العادية»
بهبهاني: معظم الإصابات بالفيروس… طفيفة
أوضح طبيب الصحة الوقائية الدكتور عبدالله بهبهاني أن الفيروس التالي لالتهاب الرئة (HMPV) معروف منذ سنة 2001، حيث تم اكتشافه في هولندا، وهو ينتمي للمجموعة نفسها التي ينتمي لها الفيروس المخلوي التنفسي RSV وفيروس الحصبة، وتكثر الإصابة به خاصة في فصل الشتاء وبدايات فصل الربيع.
وقال بهبهاني، إن «الفيروس ينتقل بالطرق نفسها التي تنتقل بها الفيروسات التنفسية المعروفة الأخرى كالمصافحة والعطاس والسعال، أو عن طريق الأسطح الملوثة»، مشيراً إلى أن «من أبرز أعراض الفيروس المعروفة ارتفاع درجة الحرارة والسعال واحتقان وسيلان الأنف وآلام الجسم وقد يسبب ضيق التنفس».
ولفت إلى أن «الفئات الاكثر عرضة للإصابة بالفيروس هم الأطفال الصغار وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة ومرضى الجهاز التنفسي، كالربو والداء الرئوي الانسدادي المزمن، وما قد يرافقه من مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية وتفاقم مرض الربو والأمراض التنفسية المزمنة الأخرى».
وأفاد بأن «الأبحاث والإحصائيات تفيد أن الفيروس يتسبب في ما يتراوح بين 10 و12 في المئة من الإصابات التنفسية بين الأطفال، ورغم عدم وجود لقاح خاص به أو عقار فيروسي لعلاجه، فإن معظم الإصابات طفيفة ويتم علاج الأعراض والمضاعفات».
ونصح بهبهاني للوقاية من المرض، بتجنب مخالطة المرضى وغسل اليدين جيداً، والالتزام بالإتيكيت الصحي للسعال والعطاس»، مؤكداً أن «مختبرات وزارة الصحة قادرة على اكتشاف الإصابة بالفيروس عند إجراء المسحات الأنفية أو الحلقية».
«السلطات الصحية الصينية لم تتحدث عن فيروس غامض جديد»
النجار: مطلوب اليقظةواتخاذ التدابير الوقائية… بلا هلع
لفت استشاري الجهاز الهضمي والكبد الدكتور فهد النجار، إلى أن «الصين تشهد حالياً زيادة في حالات العدوى التنفسية، وخاصة بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عاماً في المناطق الشمالية، وفيروس الميتابنيمو البشري (HMPV) يعد أحد العوامل الرئيسية في هذا الانتشار».
وقال النجار إن «هذا الفيروس التنفسي يسبب عادة أعراضاً خفيفة تشبه نزلات البرد، مثل السعال، الحمى، احتقان الأنف، الصداع، والإرهاق. ومع ذلك، قد يؤدي في بعض الحالات، وخاصة لدى الأطفال الصغار، إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب القصيبات الهوائية أو الالتهاب الرئوي».
وحول ما تسبب به هذا الفيروس الغامض من زيادة حالات الدخول إلى المستشفيات في الصين، لفت إلى أن «السلطات الصحية الصينية نفت وجود فيروس غامض جديد، مؤكدة أن الزيادة الحالية في أمراض الجهاز التنفسي ناجمة عن فيروسات معروفة، مثل فيروس الميتابنيمو البشري التي تزيد عادةً ما تزداد خلال فصل الشتاء».
وإذ دعا النجار إلى «أهمية التحلي باليقظة من دون هلع، واتخاذ التدابير الوقائية، مثل الحفاظ على النظافة الشخصية وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، وطلب الرعاية الطبية عند ظهور الأعراض»، لفت إلى أن «العلاج يتركز على تخفيف الأعراض، مثل استخدام الأدوية الخافضة للحرارة وعلاج السعال لاسيما مع عدم وجود حالياً لقاح لهذا الفيروس».
«حضانته تمتد 7 أيام قبل ظهور الأعراض»
السالم: مثل أي مرض… له تداعيات صحية على كبار السن وذوي الأمراض المزمنة والأطفال
فيما أشار استشاري الأمراض الباطنية الدكتور غانم السالم، إلى ما أعلنت عنه السلطات الصحية في الصين أخيراً، بشأن زيادة أعداد مراجعي المستشفيات في
الطوارئ والعيادات، التي تعيد للذاكرة ما حدث إبان جائحة (كوفيد -19)، أوضح أن «الأعداد المتزايدة كانت بسبب أعراض في الجهاز التنفسي بسبب فيروس معروف لدى الإنسان منذ فترة، وهو ما يسمى (Human metapneumovirus HMPV)».
وقال السالم، إن «هذا الفيروس يسبب أعراضاً التهابية في الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، وتتراوح بين سعال وكحة مزمنة طويلة المدى، قد تكون مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة وصداع، وقد يتجاوز ذلك إلى التهاب الجزء السفلي من الجهاز التنفسي، ما يؤدي إلى التهاب في الرئة وما يسمى بالنيمونيا».
وأوضح أن «فترة حضانة هذا الفيروس تتراوح من 3 إلى 7 أيام، حيث عندها تبدأ الاعراض في الظهور وقد تمتد لفترة زمنية طويلة وتختلف من مريض لآخر، غير أن الفئة المعرضة للخطورة والتي قد تتطلب حالتها الدخول إلى المستشفى وربما تلقي العلاج في العناية المركزة أو الوفاة هم الفئات التي تعاني ضعف المناعة مثل كبار السن أو من يعانون من مراض مزمنة وكذلك الأطفال».
وبين أن «الفيروس من فصيلة مختلفة عن فصيلة فيروس (كوفيد -19) وهو فيروس ينتمي إلى ما كان يعرف بفيروس إنفلونزا الطيور، وهو عبارة عن حمض نووي Single RNA Avian virus».
وأوضح أن «الفيروس ينتشر عن طريق الرذاذ أو السعال أو تلامس اليد إذا كانتا غير نظيفة، أو عن طريق لمس الأسطح الملوثة»، لافتاً إلى «عدم وجود علاج شاف من هذا المرض، وانما يتم التعامل مع الأعراض، حيث إذا كان هناك ارتفاع في الحرارة يعطى المريض خافضاً للحرارة، وإذا كان هناك سعال شديد يعطى العلاج المناسب للتخفيف من شدته، وكذلك إعطاء المريض بعض السوائل إذا ظهرت بوادر الجفاف».
وأشار إلى «عدم وجود تطعيم حتى هذه اللحظة للفيروس. لذا فإن أفضل الطرق وأسلمها لتجنب الاصابة، غسل اليدين وارتداء الكمام وعدم التواجد بالأماكن المغلقة والمزدحمة، لأن الوقاية خير من العلاج».