المخيم الشتوي لبرنامج «لكل القدرات» يعزز الثقة بالنفس
January 9th, 1:30amJanuary 9th, 1:30am
الدوحة – سيف الحموري – من خلال توفير فرص للنمو، وبناء علاقات ذات قيمة، واستكشاف الذات، يستطيع الأطفال ذوو الإعاقة تحقيق تطور ملموس في مسار حياتهم بمختلف تجلياتها؛ هذا ما اختبرته مها المري مع ابنها صالح، من ذوي متلازمة داون، البالغ من العمر سبع سنوات، عندما شارك في المخيم الشتوي لبرنامج «لكل القدرات»، التابع لمؤسسة قطر.يلتزم برنامج «لكل القدرات»، بتعزيز الشمولية وتوفير الفرص الرياضية والحياتية للأشخاص ذوي الإعاقة، وتوضح المري، قائلة: «في البداية، واجه ابني صعوبة في التكيف مع مثل هذه البرامج، غير أني لمست فيها فرصة سانحة له للخروج من منطقة راحته والسعي لتطوير مهارات أساسية».أدركت المري كيف تُسهم هذه المخيمات، إلى جانب تعليمه في أكاديمية العوسج، المنضوية تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، في تطوير مهاراته الشخصية بالتواصل مع الآخرين وزيادة منسوب الثقة بنفسه.لاحظت المري تغيرات كبيرة تجلت في تعزيز ثقة ابنها وسلوكه. في سياق ذلك، قالت: «هذا ليس المخيم الأول الذي يشارك فيه، لكن منذ أن دأب على المشاركة في مثل هذه الفعاليات أصبح أكثر انفتاحًا على تجربة أشياء جديدة، وأكثر فعالية في التواصل، وأكثر تفاعلًا معنا بطرق لم نكن نلاحظها من قبل». وأبرزت أن أثر المخيم الإيجابي بقي مستمرًا حتى بعد انتهائه، مما ساهم بشكل كبير في تطور مهاراته وتحسين تفاعله مع الآخرين.بالتعاون مع مجموعة شاطئ البحر، لم يقتصر النهج الشمولي للمخيم على دعم نمو صالح الشخصي فحسب، بل تعداه ليشمل أيضًا تعزيز علاقته بخالته. بهذا الخصوص، قالت المري: «سعادتي لا توصف وأنا أشاهد ضحكاتهما ولعبهما معًا؛ أنا سعيدة جدًا بهذه الفرصة التي مكنتني من رؤيته يندمج في المجتمع ويكوّن علاقات مع أطفال آخرين».وأضافت المري: «أشعر بالامتنان للعيش في بلد يولي أهمية كبيرة لدعم الأشخاص من ذوي الإعاقة. وآمل أن أرى المزيد من البرامج تشمل جميع أنحاء البلاد، ليس فقط من خلال مبادرات مخصصة، بل كجزء من جهد أوسع لجعل الشمولية حجر أساس في كل مجتمع».وعن تجربة ابنها في المخيم، قالت: «كان نشاط ركوب الخيل تجربة مميزة بالنسبة لصالح، فقد أتاح له المخيم فرصة لممارسة نشاط يحبه كثيرًا. وبعد النشاط، لم يتوقف عن التعبير بحماس عن استمتاعه بيومه مع الخيول».وتضيف المري: «أظهر هذا المخيم التأثير الهائل الذي يمكن أن يحدثه الدعم المناسب والفرص الملائمة. لقد أبرز ما يمكن للأطفال تحقيقه عندما تتوفر لهم الفرص، مما يفتح آفاقًا لمستقبل أكثر إشراقًا لهم».دعت المري العائلات الأخرى إلى تجربة برامج مشابهة، قائلًة: «تتيح هذه التجارب فرصة لاكتشاف إمكانيات قد لا نعلم بوجودها في أطفالنا، وتساعدهم على تنمية ثقتهم بأنفسهم، واكتساب مهارات جديدة، وبناء علاقات ذات قيمة في مجتمعاتهم».