الصبح أخبار – المرور السعودي ينبه للسرعة القصوى الجديدة المسموح بها على طريق مكة

الرياض – ياسر الجرجورة في الخميس 9 يناير 2025 04:11 صباحاً – أعلنت الإدارة العامة للمرور في السعودية عن تعديلات جديدة في السرعة القصوى المسموح بها على طريق مكة – المدينة، مؤكدة أن كاميرات ساهر بدأت فعليًا في رصد وتسجيل المخالفات اعتبارًا من هذا الأسبوع.

المرور السعودي ينبه للسرعة القصوى الجديدة المسموح بها على طريق مكة – المدينة

ويأتي هذا الإعلان ضمن الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة السعودية لتطوير شبكة الطرق وتحسين مستويات السلامة المرورية، بما يتوافق مع رؤية 2030 الرامية إلى توفير بيئة نقل آمنة ومتطورة.

طريق مكة – المدينة: طوله ومميزاته  

يعد طريق مكة – المدينة واحد من أهم المحاور الرئيسية في المملكة العربية السعودية؛ إذ يربط بين أقدس مدينتين لدى المسلمين، وتقدر مسافته بنحو 420 كيلومترًا تقريبًا.

ويسهم هذا الطريق في تسهيل حركة الحجاج والمعتمرين والزوار الذين يقصدون المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، كما يلبي احتياجات سكان المناطق المجاورة الراغبين في التنقل بين المدينتين لأغراض العمل أو الزيارة.  

وتستغرق مدة السفر بالسيارة على هذا الطريق في المتوسط بين ثلاث إلى أربع ساعات، وذلك بحسب السرعة وحركة المرور.

كما يمر بعدة مناطق محاذية للجبال والوديان، ما دفع الجهات المعنية إلى تنفيذ مشاريع تطويرية مستمرة بهدف جعل الطريق أكثر أمان وراحة للمسافرين.

أعمال التطوير والتحديث  

في إطار حرص الحكومة السعودية على تطوير البنية التحتية للنقل، شهد طريق مكة – المدينة مؤخرًا سلسلة من المشاريع التي تضمنت توسيع بعض الأجزاء، وتحسين الإضاءة، وإنشاء مسارات جانبية لحالات الطوارئ، بالإضافة إلى بناء جسور وأنفاق تساعد في تقليل الازدحام والحد من حوادث السير.  

كما عملت الجهات المعنية على زيادة عدد نقاط الخدمات على طول الطريق، بما في ذلك محطات وقود ومطاعم واستراحات للزوار، بهدف تلبية احتياجات الملايين من المسافرين سنويًا.

وتتواصل جهود وزارة النقل والإدارة العامة للمرور في تطوير أنظمة مراقبة السلامة المرورية والتحكم في التدفق المروري، لضمان انسيابية التنقل والحد من الحوادث.

السرعة القصوى المسموح بها  

بحسب إعلان الإدارة العامة للمرور، فقد تم تحديد السرعة القصوى المسموح بها على بعض أجزاء طريق مكة – المدينة بـ 120 كيلومتر في الساعة للمركبات الصغيرة، فيما جرى تقنين السرعة في أجزاء أخرى قد تشهد منعطفات أو طرق مرتفعة لتصل إلى 100 كيلومتر في الساعة.

ذلك بعد دراسات هندسية متخصصة أجرتها جهات مختصة للوقوف على أنسب المعايير التي تضمن سلامة مستخدمي الطريق.  

ونبهت الإدارة قائدي المركبات إلى ضرورة متابعة اللوحات الإرشادية التي تحدد السرعات المسموح بها على طول الطريق، والتحلي بالحيطة والحذر عند المنحدرات أو المناطق الحساسة.

كاميرات ساهر ورصد المخالفات  

بدأت كاميرات ساهر بمتابعة التزام السائقين بالسرعات المحددة، حيث تم تركيبها في مواقع استراتيجية على الطريق، بما يشمل المناطق التي ترتفع فيها نسب المخالفات أو التي تشهد كثافة مرورية.

وتعمل هذه الكاميرات بنظام متقدم لقراءة لوحات السيارات وحساب سرعة المركبة، ثم إرسال بيانات المخالفين إلى النظام المركزي لاتخاذ الإجراءات اللازمة وتسجيل الغرامات.  

وأكد المتحدث الرسمي للإدارة العامة للمرور أن الهدف من تفعيل كاميرات ساهر ليس جباية الأموال بقدر ما هو حرص على سلامة المواطنين والمقيمين والزائرين، داعيًا الجميع إلى الالتزام بالأنظمة والقوانين المرورية.

أهمية الالتزام بالأنظمة لحفظ الأرواح  

بحسب تقارير رسمية، يسجل طريق مكة – المدينة عدد كبير من المركبات يوميًا، إذ يشهد مواسم الذروة خلال فترات العمرة والحج.

ولذلك تحرص الحكومة السعودية على توفير كافة السبل التي تضمن سلامة المسافرين، سواء من خلال تطوير البنية التحتية أو ترسيخ مفهوم القيادة الآمنة.  

ويشدد الخبراء على أن الالتزام بالسرعة المحددة وإجراء الصيانة الدورية للمركبات والفحص الفني قبل السفر يعد أحد أهم العوامل التي تسهم في الحد من الحوادث، كما ينصحون بالاستراحة الدورية عند السفر لمسافات طويلة لتجنب الإرهاق والنعاس.

رؤية مستقبلية للنقل البري  

تتوافق التعديلات المرورية على طريق مكة – المدينة مع رؤية 2030، التي تضع تطوير قطاع النقل ضمن أولوياتها.

وتهدف هذه الرؤية إلى تقديم خدمات مواصلات متنوعة وآمنة تواكب الزيادة المتوقعة في أعداد الزائرين والسكان، من خلال توسيع شبكات الطرق وإنشاء خطوط سكة حديد ومترو وباصات نقل عام.  

ويُتوقع أن يستمر العمل على تحديث طريق مكة – المدينة بشكل متواصل، بما يشمل إدخال تقنيات ذكية للتعامل مع الازدحامات المرورية وتوفير معلومات آنية للمسافرين، بالإضافة إلى تكثيف استخدام أنظمة المراقبة لضمان التزام السائقين بمعايير السلامة.