ابوظبي – ياسر ابراهيم – الجمعة 17 يناير 2025 04:33 مساءً – أكد مسؤولون مشاركون في فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025، على التحول النوعي الذي شهده الهيدروجين خلال الأعوام الماضية، وذلك بفضل المشاريع واسعة النطاق التي تبرز الإمكانات الهائلة للهيدروجين كمصدر طاقة نظيف.
وأضافوا في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، خلال الحدث الذي يمتد حتى 18 يناير الجاري، أن قطاع الهيدروجين يتأهب لنمو غير مسبوق خلال العام الجاري 2025، وذلك بفضل دخوله في العديد من الصناعات واعتماده في مختلف القطاعات، إلى جانب مواصلته لجذب استثمارات دولية فعلية عززت من نمو إنتاج الهيدروجين بأنواعه.
وقال كولجيت غاتا أورا، رئيس شركة بوينغ في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، إن الهيدروجين الأخضر الذي يتم إنتاجه من مصادر متجددة سيلعب في المستقبل دورا متزايدا في وقود الطيران المستدام وسيحسن من إنتاجيته، مؤكدا أن صناعة الطيران أكدت التزامها بإدخال هذا الوقود الحيوي لتحقيق أهداف الاستدامة العالمية.
ولفت في هذا الإطار إلى شراكتهم المتينة مع دولة الإمارات والجهات الوطنية واتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة الذي يضم معهد مصدر وجامعة خليفة وشركة الاتحاد للطيران وغيرها من الجهات الرائدة في هذا المجال، مؤكدا أن الأبحاث أثمرت عن إنتاج وقود حيوي تم تشغيله لطائرات الناقلة الوطنية “الاتحاد للطيران”.
كما أكد التزام بوينغ بتعزيز علاقاتها مع الإمارات والعمل على تحقيق تقدم نوعي ومستدام في قطاع الطيران، حيث انضمت الشركة كذلك إلى تحالف مع عدد الجهات بهدف تعزيز إنتاج وتصنيع وقود الطيران المستدام في الإمارات، بما يتماشى مع رؤية الدولة نحو مستقبل مستدام.
وأوضح أن الشركة تواصل دعم شركات الطيران الكبرى مثل طيران الإمارات والاتحاد للطيران، التي تشغل نحو 300 طائرة من مختلف طائرات بوينغ، مؤكدا سعيهم لتلبية احتياجات هذه الشركات ودعم توسعاتها المستقبلية.
وقال كولجيت غاتا إن الشركة تعمل عن كثب مع الإمارات لدعم بيئة الابتكار، حيث أسهم التعاون في تنفيذ برامج مسرعات الابتكار التي تركز على تعزيز التكنولوجيا المتقدمة وتشجيع الشركات الناشئة في مجال الطيران، كما تولي أهمية كبرى للاستدامة من خلال مبادرات تدعم تطوير حلول مبتكرة وصديقة للبيئة، ما يعزز التعاون القائم ويدفع نحو تحقيق الأهداف المشتركة في هذا المجال.
وحول أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025، أكد أهمية المناقشات الثرية التي يضمها الحدث، والمتعلقة بإنتاج الهيدروجين في مختلف الصناعات بما فيها الطيران، لافتا إلى أهمية الحدث في فتح فرص لمناقشة إمكانيات وقدرة صناعة الطيران للوصول إلى هدف صافي انبعاثات كربونية بحلول عام 2050 عن طريق وقود الطيران المستدام والهيدروجين الأخضر.
من جانبها، أكدت إيفانا جيميلكوفا، الرئيس التنفيذي لمجلس الهيدروجين، أن قطاع الهيدروجين يشهد تحولاً نوعياً يعكس تطوراً غير مسبوق على المستوى العالمي، موضحة أن الاستثمار في هذا القطاع وصل إلى مستويات مشجعة للغاية، حيث ارتفع رأس المال الملتزم بمقدار سبعة أضعاف خلال السنوات الأربع الماضية، معربة عن أن هذا التقدم يؤكد أن الهيدروجين تحول من رؤية إلى واقع عالمي ملموس.
وأشارت إلى أن مجلس الهيدروجين يشرف حالياً على أكثر من 430 مشروعا في مختلف أنحاء العالم، ما يدل على نضوج القطاع وتقدم المشاريع نحو التنفيذ الفعلي، مضيفة أن المرحلة المقبلة ستركز على بناء نظم إيكولوجية متكاملة لدعم الطلب التجاري على الهيدروجين، ليسهم في تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية، فضلاً عن الإسهام في مواجهة تحديات المناخ.
وأشادت جيميلكوفا بالدور الريادي لدولة الإمارات والمنطقة في دعم المبادرات العالمية لتطوير قطاع الهيدروجين، مشيرة إلى انضمام شركة “مصدر” مؤخرا إلى مجلس إدارة المجلس العالمي للهيدروجين، متطلعة لتكثيف العمل مع الإمارات والمنطقة لدفع جهود نمو مشاريع الهيدروجين على المستوى الإقليمي والعالمي.
وأكدت أن قطاع الهيدروجين يحقق معدلات نجاح نوعية، مقارنةً بمراحل التطوير الأولى لقطاعات الطاقة المتجددة الأخرى مثل الرياح والطاقة الشمسية، ما يمنح القطاع مساراً واضحاً للتوسع والابتكار.
وأضافت الرئيس التنفيذي لمجلس الهيدروجين، أن عام 2025 سيكون محطة محورية لقطاع الهيدروجين، حيث ستتجه الجهود نحو تفعيل السياسات والإطار التنظيمي، ودفع عجلة تنفيذ المشاريع على أرض الواقع، مؤكدة أن الأسواق الرائدة ستلعب دوراً أساسيا في تسريع وتيرة النمو، التي تعزز الثقة العالمية بقدرة الهيدروجين على تحقيق تأثير إيجابي شامل.
