تسعى الأحداث السياسية إلى تشكيل مسارات جديدة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، ولا سيما مع الأجواء المتوترة التي تسود البلاد عقب اقتحام الكابيتول في السادس من يناير 2021،يأتي إعلان المنتخب **دونالد ترامب** عن اعتزامه العفو عن أغلب المتهمين أو المدانين في تلك الأحداث كخطوة أولى خلال ولايته الثانية، مما يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب وراء ذلك والخلفيات السياسية التي تحرك هذا القرار،إن دراسة هذا الموضوع تكشف عن أهمية فهم تأثير القرارات السياسية على المجتمع الأمريكي وتوجهاته خلال الفترات الانتقالية.
اعلان العفو عن المتهمين
قام المنتخب **دونالد ترامب** بإعلان عزيمته العفو عن معظم المتهمين أو المدانين بإقتحام مبنى الكابيتول في السادس من شهر يناير 2021، في خطوة تعد من الإجراءات الأولية خلال رئاسته الثانية،وأشار **ترامب** في تصريحات صحفية إلى أن “الأمر سوف يبدأ في أول ساعة من ولايته.،وربما في الـ 9 دقائق الأولى”.
قد أكّد المنتخب جهوده المستمرة خلال حملته الانتخابية بخصوص منح العفو لهؤلاء المتورطين، حيث وصفهم أثناء تلك الحملة بأنهم سجناء سياسيون،ويعكس هذا التوجه رؤية ترامب المستمرة حول الهجوم على الكابيتول، حيث اعتبره محاولة للوقوف ضد نتائج الانتخابات، في وقت كانت فيه مشاعر الاستياء سائدة بين أنصاره.
استجابة الشارع للرئاسة الثانية
وأمام المحكمة، قال العشرات من مثيري الشغب إنهم يتوقعون راحة فورية مع عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة،حيث طلب محاموهم من القضاة تأجيل الأحكام والمحاكمات وكافة الإجراءات الأخرى مع قرب التنصيب، لكن طلباتهم قوبلت بالرفض من قبل القضاة،تجدر الإشارة إلى أنه تم اتهام أكثر من ألف وخمسمائة شخص في السادس من يناير 2021، فيما يتعلق بهجوم الكابيتول، حيث كانت سلوكياتهم تتراوح بين جنح التعدي على ممتلكات الغير إلى التآمر بهدف إثارة الفتنة ضد النظام الأمريكي.
كما يواجه كبار القادة من جماعة **Proud Boys and Oath Keepers** اليمينية المتطرفة، عقوبات قد تصل لعقود من السجن لدورهم في أعمال الشغب، مما يعكس حجم تداعيات تلك الأحداث على الأفراد والجماعات السياسية.
استطلاع الرأي حول قرارات ترامب
وفي سياق متصل، أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة مونماوث ونشر في صحيفة “الجارديان” أن أغلب الأميركيين يعارضون عفو **ترامب** عن الأشخاص المتورطين في هجوم 6 يناير،حيث أفاد الاستطلاع الذي شمل 1006 بالغين، وتم إجراؤه في الأسبوعين الفائتين، أن أكثر من 60% من المشاركين أبدوا عدم موافقتهم على هذا القرار، في حين وافق عليه نحو 30% فقط.
علاوة على ذلك، كانت لدى الأميركيين وجهة نظر مشابهة متمثلة في عدم تأييد قرار **ترامب** بالعفو الرئاسي عن نجله “هانتر”، حيث وافق نحو 30% فقط من المشاركين في الاستطلاع على هذا القرار، بينما عارضه ما يقرب من 60%،كل هذه الأرقام تشير إلى تباين كبير في آراء المجتمع الأمريكي حول قرارات الرئيس، ومدى تأثيرها على مستقبل البلاد.
باختصار، فإن السياسات التي ينتهجها **دونالد ترامب** تستمر في إثارة الجدل بين مؤيديه ومعارضيه، ويبدو أن القرارات المتعلقة بالعفو ستبقى محط أنظار المجتمع الأمريكي،يبقى تأثير هذه السياسات على المستقبل السياسي والاجتماعي في الولايات المتحدة أمراً يستحق البحث والدراسة في قادم الأيام.