ابوظبي – ياسر ابراهيم – الجمعة 17 يناير 2025 02:11 صباحاً – أشاد الفائزون بجائزة «نوابغ العرب»، بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وتكريمه لهم أمس في دبي. وأكدوا أن اهتمام سموه ينطلق من حرصه على الاحتفاء بذوي الإسهامات المعرفية، ودفعهم إلى الأمام.
مشيرين إلى أن التكريم يضع على عاتقهم مسؤوليات كبرى، ويدفعهم إلى بذل كل الجهد، ليكونوا على مستوى الثقة. وقال البروفيسور ياسين أيت سحالية، الفائز بجائزة فئة الاقتصاد:
«إن تكريمي يعد ثمرة لجهود جماعية، أسهم فيها العديد من الأشخاص على مدار مسيرتي المهنية»، مضيفاً «لم أصل إلى هذه اللحظة بمفردي، بل بفضل أساتذتي الذين شكلوا أساس تعليمي، وزملائي الذين تشاركت معهم العمل، وطلابي الذين تعلمت منهم كما علمتهم، وشركائي في البحث العلمي».
من جهته، قال أسامة الخطيب، أستاذ علوم الحاسوب ومدير مختبر الروبوتات في جامعة ستانفورد الأمريكية، تعليقاً على فوزه بالجائزة، عن فئة الهندسة والتكنولوجيا: «إن الربوتات مجال تتكامل فيه هذه العلوم بطريقة مذهلة، ويشكل مصدر إلهام كبير للشباب لدخول هذا العالم العلوم»، وأشار إلى أنه: «ليس لدي أدنى شك في أن هناك في عالمنا العربي شباباً وباحثين، نابغين ومتعطشين للفرص التي حظي بها أمثالي في المهجر».
وأكد البروفيسور عمر ياغي، أستاذ الكيمياء بجامعة كاليفورنيا، عقب تكريمه بجائزة العلوم الطبيعية، أن البحث العلمي هو استثمار طويل الأمد يتطلب الأمن والدعم، لأنه يتضمن محاولات متكررة من الفشل قبل الوصول إلى النجاح، «وعندما ننجح، فإننا نحل مشكلات كبرى في المجتمع ونغير طريقة تفكير الناس».
وقال: «ولدت لأسرة لاجئة، وعشت طفولة شاقة خالية من وسائل الحياة الحديثة بما فيها الماء والكهرباء، وكان تركيزي مبكراً على التعليم مؤمناً بقوته في تغيير مسارات حياتي إلى الأفضل».
ونصح الشباب الطموحين بعدم الوقوف أمام العراقيل، ورفض الاستسلام للصعوبات التي ستواجههم في مسيراتهم العلمية.
أما البروفيسورة ياسمين بلقايد، رئيسة معهد باستور في فرنسا، والفائزة بالجائزة عن فئة الطب، فأكدت اعتزازها بالتكريم الذي تهديه لوطنها الجزائر، والمرأة العربية في كل مكان.
وقالت: «إنه لشرف عظيم أن أتسلم هذه الجائزة، التي لا أعتبرها تقديراً لجهدي الفردي، بل هي تقدير للجهد الجماعي الذي كان وراء الدراسات والأبحاث التي قدمتها».
وأضافت: إن اهتمامي الأساسي ينصب على علم المناعة، الذي جذبني مبكراً، ولدي أكثر من 220 بحثاً علمياً حول وسائل تعزيز الجهاز المناعي، لمكافحة العدوى، ودور الميكروبات في تحقيق ذلك.
هوية معمارية
وقال المهندس المعماري الأردني، سهيل الحياري، الفائز بالجائزة لفئة العمارة والتصميم: «إن الجائزة تشجع العقول العربية المبدعة، على مواصلة المسيرة العلمية لما فيه خير البشرية بأسرها». ورداً على سؤال حول إسهاماته العلمية أوضح أنه دمج اتجاهات المدارس الحديثة في التصميم مع الأسلوب التقليدي للعمارة العربية التقليدية، بما تشمله من اعتماد كبير على الأعمال الحجرية.
مشيراً إلى أن معادلة المزج بين الأصالة والمعاصرة، صنعت له هوية معمارية متميزة، تعتمد أساساً على التناغم مع البيئة الطبيعية.وأكد الفنان التشكيلي ضياء العزاوي، الفائز بجائزة الأدب والفنون، على أن دبي تعطي المثل الملهم في الاحتفاء بالمبدعين العرب والشد على أياديهم.
وقال: «إن تكريم فنان تشكيلي يعبر عن رؤية حضارية بأن الأمم لا تتقدم بالعلم وحده، وإنما بالعلم والفنون على تباين أنماطها»، مشيراً إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يقدم نموذجاً مستنيراً للقائد الذي ينظر إلى المستقبل بعين ثاقبة. وأهدى العزاوي جائزته إلى وطنه العراق الذي وصفه بأنه مستودع تاريخي للفنون والثقافات والآداب.