الدوحة – سيف الحموري – رصدت «العرب» أول أيام انطلاق فعاليات مراكز الأنشطة الطلابية ربيع 2024 التابعة لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي التي تستمر حتى 2 يناير المقبل. وشهد مركز مدرسة جابر بن حيان الابتدائية في مدينة الوكرة إقبالا من الطلاب من مختلف مدارس المدينة الحكومية والخاصة وتنوعت الفعاليات في اليوم الأول بين تربوية ودينية ورياضية. وانطلقت الفعاليات في المراكز الربيعية أمس في 16 مركزا خصصت منها وزارة التربية 8 مراكز للبنين و8 مراكز للبنات، حيث تستهدف طلاب المدارس الحكومية والطلاب القطريين في المدارس الخاصة.
وقال الأستاذ جـابر العرق المري رئيس اللجنة الإعلامية للمراكز الطلابية ربيع 2024 في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، إن الهدف من تنظيم المراكز الربيعية 2024 يكمن في تفريغ طاقات الطلبة وملء أوقات فراغهم بما يتناسب مع ميولهم من خلال أنشطة ترفيهية وتربوية وعلمية تم إعدادها من جهات متمكنة في الدولة، حيث تساهم هذه البرامج والأنشطة في تطوير قدرات الطلبة وتوجيههم نحو قضاء عطلة نافعة وهادفة لأنفسهم.
وأكد رئيس اللجنة الإعلامية للمراكز الطلابية في تصريح لـ «العرب»، أن عدد الطلبة الذين قدموا للالتحاق بمراكز الأنشطة الطلابية التي تستمر حتى 2 يناير المقبل وصل إلى 2207 طلاب حتى هذه اللحظة وما زال التسجيل متاحا للجميع من البنين والبنات.
مشاركات واسعة
وأوضح أن المراكز تتضمن العديد من الأنشطة والفعاليات أبرزها برنامج «شرطة الغد» حيث تم تخصيص مركز الأحنف بن قيس لتفعيل برامج شرطة الغد، وبرنامج «ميدان التحدي» الخاص بإدارة الدفاع المدني حيث تم تخصيص له مركز سعد بن معاذ، وأيضا يوجد برنامج الوكالة الوطنية للأمن السيبراني حيث تم تخصيص مركز خولة بنت الأزور لتفعيل برامج خاصة بالتربية الرقمية والتوعية بأنشطة الأمن السيبراني.
وتابع «أيضا تم تفعيل برامج إدارة الدعوة والإرشاد من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في جميع المراكز بنين وبنات، حيث ستتولى إدارة الدعوة الإشراف على صلاة الظهر ومن ثم همسات إيمانية للطلبة والطالبات».
وأوضح المري في تصريحاته أن أكاديمية اسباير لها دور بارز أيضا في الأنشطة الرياضية والتثقيفية لمراكز البنين، كما أن لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية دورا هاما أيضا في توفير العيادة المتنقلة والتوعية بصحة الفم والأسنان لجميع المراكز الربيعية للبنين والبنات، مضيفا أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان لها إسهامات هادفة في توعية الطلبة ببرامج وأنشطة تثقيفية وتوعوية.
وأضاف أن للهلال الأحمر القطري دورا هاما في تنظيم ورش توعوية هادفة لمراكز البنين والبنات، كما أن لإدارة الدراسات والشؤون الدولية للإدارة العامة لمكافحة المخدرات برامج وأنشطة وورشا خاصة للتوعية بأهمية التربية الوقائية، بالإضافة إلى مركز أمان الذي أسهم بشكل ناجح في إثراء برامج المراكز الربيعية لليافعين والبراعم.
وأشار إلى دور إدارة التمكين الأسري في وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة التي تقدم برامج وأنشطة منوعة تعزز من المهارات الحياتية واليدوية في جميع المراكز الربيعية لفئة البنات، وكذلك لإدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية والإلكترونية دور أيضا في المراكز الربيعية الخاصة بالبنات من خلال مجموعة من الورش التوعوية الهادفة.
تعزيز الموروث
وأكد جابر المري أن الوزارة حرصت في المراكز الربيعية على تعزيز قيمة الموروث القطري الأصيل وتعزيز العادات القطرية الأصيلة من خلال برامج تراثية مثل ورش بشت السالم لفئة البنين، وورشة مصممة الأزياء القطرية إلهام الأنصاري لفئة البنات، وأيضا سيكون لأصدقاء البيئة أيضا حضور متميز في المراكز الربيعية حيث نظموا برامج متنوعة وورشا للمراكز الربيعية لتعزيز قيم الاستدامة والحفاظ على البيئة، ولإدارة الأحداث دور أيضا في المراكز الربيعية حيث أعدّوا مجموعة من البرامج الهادفة تسهم في الحفاظ على هذا الجيل وتعزز من قيمه.
وأكد أن هناك مشاركات عدة متنوعة في الورش المقدمة من قبل مركز عيد الثقافي للطلبة المشاركين وبالإضافة لتعاون نادي حمد توستماستر في مشاركاته في فنون الخطابة الارتجالية وغرس ثقة المتحدثين، بالإضافة إلى دور بيت الحكمة للاستشارات والذي كان لهم دور بارز في مراكز البنات الربيعية، فضلاً عن مرور الحافلة المكتبية المتنقلة لجميع المراكز الربيعية لتعزيز قيم القراءة وأثرها التربوي الكبير.
فرصة غنية
واعتبر عدد من الطلاب المشاركين في مركز جابر بن حيان الابتدائية في تصريحات لـ «العرب»، أن المشاركة في المراكز الربيعية فرصة غنية لتعلم المزيد من القيم الإسلامية واستثمار الوقت بشكل أفضل في الإجازة بين الفصلين الدراسيين الأول والثاني، مشددين على أن هذه المراكز تساعد في إبعادهم عن إدمان الألعاب الإلكترونية بل واكتساب أصدقاء جدد وبناء علاقات اجتماعية مع الآخرين.
وقال الطالب خالد أحمد البوعينين من مدرسة الوكرة الثانوية للبنين إن «المشاركة في مركز جابر بن حيان للأنشطة الطلابية منحتني فرصة لاستثمار وقت الفراغ بطريقة مفيدة وممتعة، بعيدًا عن إدمان الألعاب الإلكترونية»، موضحا «لقد تعلمت مهارات قيادية وقيما إسلامية تسهم في تطوير شخصيتي».
وقال الطالب جاسم حسين المالكي من مدرسة سعيد بن زيد الإعدادية للبنين إن «الأنشطة كانت تجربة رائعة للتعرف على أصدقاء جدد من مختلف المدارس. كما أنها ساعدتني على تنظيم وقتي خلال الإجازة وتعلم القيم الإنسانية التي يمكن أن تفيدني في المستقبل»، مضيفا «لقد استمتعنا أيضا بلعبة كرة القدم والدورة التي قدمت لنا حول بر الوالدين».
فيما رأى الطالب محمد خالد الأنصاري من مدرسة أبوبكر الصديق الإعدادية للبنين، أن تنظيم وزارة التريبة والتعليم والتعليم العالي للأنشطة بين الفصلين الدراسين فكرة ممتازة تساعد في أخذ راحة من الدراسة واستغلال الأجازة في أمور مفيدة للجسم والعقل، موضحا أن «أنشطة المركز عززت في الطلاب حب التعاون والعمل الجماعي. كما كانت وسيلة رائعة للابتعاد عن الألعاب الإلكترونية وتطوير مهارات جديدة».
بينما اعتبر الطالب تميم محمود من مدرسة سعود بن عبدالرحمن الابتدائية، أن أنشطة مركز جابر بن حيان ساعدته كثيرا في استغلال وقت إجازته النصفية بشكل إيجابي، بالإضافة إلى ذلك، اكتسبت صداقات جديدة وتعلمت قيمًا إسلامية مفيدة».
بينما قال الطالب طلحة محمود أحمد من مدرسة عبدالرحمن بن جاسم الإعدادية، إن «هذه الفعالية كانت فرصة مميزة لاكتشاف مواهب جديدة لديَّ. كما أنها ساعدتني على الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية وتعزيز علاقاتي الاجتماعية».
وبدوره، أكد الطالب ثامر كمال نايف من مدرسة الشروق الابتدائية للبنين أن «المشاركة في مراكز الأنشطة جعلتني أستمتع بإجازتي بطريقة مفيدة ومليئة بالمرح. تعلمت خلالها قيمًا إنسانية وإسلامية، وكانت فرصة رائعة للتعارف مع أصدقاء جدد».