الصبح أخبار – «جـيل ألـفا» رواد المستقبل بين تحديات العصر ومميزات التغيير

ابوظبي – ياسر ابراهيم – الأربعاء 25 ديسمبر 2024 11:39 مساءً – «المستقبل لا يُنتظر، بل يُصنع»، مقولة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، توضح أهمية الحديث عن المستقبل، الذي لا بد أن نصنعه ونهيئه للجيل «ألفا»، الذي نشأ على رؤية الإمارات المستقبلية (مثل رؤية 2071)، ويتأثر بمبادرات الدولة، مثل مسبار الأمل، ومشاريع الذكاء الاصطناعي، باعتبارهم القوة المحركة للمستقبل، وبما يتلاءم مع مهاراته.

و«جيل ألفا» هو المولود بين عامي 2010 و2025، الذي يعد جزءاً حيوياً من مستقبل الإمارات، وسيكون له دور كبير في تعزيز رؤية الدولة للتحول الرقمي والتنمية المستدامة، يعتبر جيلاً متميزاً بصفاته وتحدياته، في عالم فيه الشاشات ذات الحواف الأربعة، هي مصدر المعلومات والترفيه، ما جعل هذا الجيل الذي يخلف الجيل «زد» المولود بعد عام 2000، ينشأ في عصر يهيمن فيه التطور التكنولوجي السريع، ما يجعله محور التوقعات المستقبلية، بكل ما يحمله من طموحات وتحديات، إذا تم توجيهه بشكل صحيح، وتهيئة البنى التحتية في قطاعي التعليم والعمل، لتحويل مميزاته الفريدة إلى أدوات فعالة، تسهم في بناء مجتمع أكثر تطوراً وابتكاراً وإشراقاً.

«حال الخليج» تلقي الضوء من خلال هذا الملف على خصائص ومستقبل الجيل «ألفا»، الذي يمثل نقلة نوعية، حيث يجمع بين التقدم التكنولوجي والوعي الاجتماعي، وبفضل خصائصه الفريدة، يمتلك القدرة على تشكيل مستقبل مشرق ومبتكر، ومع ذلك، يتطلب الأمر توجيهاً ودعماً مستمرين، لضمان تحقيق إمكاناتهم الكاملة، والتغلب على التحديات المحتملة التي قد تواجههم.

طرحنا الملف على طاولة عدد من المختصين والخبراء والأكاديميين، الذين أكدوا أن الجهود المبذولة من قبل دولة الإمارات في هذا المجال، تشير إلى التزامها بتعزيز الابتكار ورعاية الموهوبين، ما يجعلها نموذجاً يحتذى به في المنطقة.

وأشاروا إلى أن أبناء هذا الجيل يتمتعون بقدرة فائقة على التعامل مع التقنيات الذكية والمتقدمة منذ سن مبكرة، إذ تشير الأرقام والإحصاءات التي نشرتها الأمم المتحدة، إلى أن الأطفال يقضون اليوم وقتاً أطول على الإنترنت، أكثر من أي وقت مضى، وبنسبة متزايدة، إذ يتصل طفل بشبكة الإنترنت لأول مرة كل نصف ثانية، ما خلق فرصاً غير مسبوقة لهم للتواصل والتعلم واللعب، والتزود بأفكار جديدة، ومصادر معلومات أكثر تنوعاً.

وقال ضرار بلهول الفلاسي المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، إنه نتيجة للانفتاح العالمي، أصبح الجيل ألفا أكثر وعياً بالتنوع الثقافي، وأهمية تقبل الآخر، مقارنة بالأجيال السابقة، مشيراً إلى أن الاطلاع على محتوى متنوع من ثقافات مختلفة عبر الإنترنت، يعزز قدرتهم على اكتشاف الفروقات الثقافية وتحليلها.

وأضاف أن متابعته المستمرة للمنصات، مثل «يوتيوب» و«تيك توك»، تجعله مدركاً لتعدد وجهات النظر، ما يقلل من تقبل هذا الجيل للمعلومات بشكلها المطلق، كما أن هذا التفاعل اليومي يساعده على التعرف إلى عادات وقيم مختلفة عن مجتمعاتهم.

التعلم المرن

وقال الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، إنه مع انتشار التعليم عبر الإنترنت والتعلم الذكي والمدمج، سيصبح الجيل ألفا أكثر تكيفاً مع أساليب التعلم الحديثة، ما يمنحه قدرة على اكتساب المعرفة بشكل أسرع وأكثر فاعلية، مشيراً إلى أن هذا الجيل يمتاز بمهارات رقمية تفوق نظيراتها في الأجيال السابقة.

وأضاف أن جيل ألفا أصبح بارعاً أكثر من أي جيل مضى، ليس في استخدام الشبكة العنكبوتية، ومواقع التواصل الاجتماعي فحسب، وإنما في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد أفراد هذا الجيل إلى ملياري شخص بحلول 2025، ويستخدم حوالي 72 % منهم عالمياً الأجهزة الرقمية في الفصول الدراسية، كما أنه من المتوقع أن يحصل نصف أفراد هذا الجيل على درجة جامعية، ما يجعله الجيل الأكثر تعليماً حتى الآن.

وأكد على أهمية تهيئة البنية التحتية في قطاع التعليم، ليواكب مهارات هذا الجيل وتطلعاته المستقبلية، بحيث تصبح المدارس والجامعات ذكية بشكل كامل، مشيراً إلى أن التدريس عبر الألواح الذكية بطرق تقليدية، لا يعتبر تعلماً ذكياً، إذ سيصبح التعليم قائماً على الهواتف المتحركة، ومدعماً بالذكاء الاصطناعي.

ونوه بضرورة إعادة هندسة طرق التدريس والتقييم بما يتلاءم مع تطورات العصر، وتوفير بيئة تعليمية متوازنة ومتعددة الأوجه، وتعزيز التعليم الرقمي، واستغلال مهارات الجيل ألفا في التكنولوجيا، لتطوير أنظمة تعليمية تفاعلية ومبتكرة.

من ناحيته، أوضح الدكتور فارس هواري عميد كلية الإنسانيات والعلوم، ومدير برامج التعليم العام بجامعة عجمان، أن مميزات هذا الجيل لا تقتصر على كونه متمرساً في مجال التكنولوجيا فحسب، بل هو واعٍ أيضاً بالقضايا العالمية والبيئية، وواعٍ اجتماعياً بما يتجاوز أعمار أفراده.

وأشار إلى أن هذا الجيل ينشأ في بيئة تركز بشكل متزايد على أهمية الاستدامة وحماية الكوكب، ما يعزز وعيه بأهمية البيئة ومسؤوليته تجاهها، لا سيما أنه سيواجه تداعيات تغير المناخ بشكل أسرع وأكثر حدة، ما يتطلب منه التفكير الإبداعي لإيجاد حلول مبتكرة. وشدد على أهمية تمكين هذا الجيل من القيادة البيئية، من خلال برامج تعليمية وتوعوية، تسهم في تحويل وعيه البيئي إلى مشاريع ريادية لحماية الكوكب.

4 نتائج

من جانبه، أوضح علي جابر عميد كلية محمد بن راشد للإعلام، أن النقاشات العامة حول الأخبار المزيفة والتأثير الإعلامي، دفعت هذا الجيل إلى التشكيك بالمعلومات، بدلاً من تقبلها كما هي، كما أن الأفلام والمسلسلات اليوم تضم شخصيات تمثل مختلف الفئات والهويات، وتناقش قصصها المساواة والعدالة الاجتماعية، تعرض للأطفال منذ الصغر.

وأضاف أن الأطفال يتفاعلون مع أقرانهم من دول وثقافات مختلفة عبر الألعاب الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، ما يخلق 4 نتائج مهمة، وهي: أن هذا الجيل سيصبح أكثر نقداً، وأقل تأثراً بالدعاية والأفكار المسبقة، يتحلى بالإبداع والابتكار، نتيجة الانفتاح على الثقافات الأخرى التي تغذي تفكيره الإبداعي، وثمة توقعات بأن يقود مجتمعات أكثر شمولية وعدالة.

ورأى مارك وهبي الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شفرة، أنه مع التغيرات السريعة في سوق العمل بسبب الذكاء الاصطناعي والأتمتة، سيحتاج جيل ألفا إلى تطوير مهارات جديدة، تتماشى مع متطلبات العصر.

وأضاف أنه بحسب التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2020، تحت عنوان «مستقبل الوظائف 2020»، فإنه من المتوقع أن يحل الذكاء الاصطناعي محل 85 مليون وظيفة في مختلف أنحاء العالم في الشركات المتوسطة والكبيرة بحلول 2025، ما يجعل جيل ألفا يواجه تحدياً كبيراً، يتمثل في إعادة تعريف مفهوم العمل والبحث عن أدوار جديدة تتناسب مع عصر التكنولوجيا، ومع ذلك، يفتح هذا التحول آفاقاً جديدة، بدلاً من كونه مجرد تهديد، حيث يمكن لهذا الجيل أن يركز على 5 محاور أساسية، وهي: الابتكار في وظائف المستقبل، التركيز على المهارات الإنسانية، ريادة الأعمال الرقمية، التعليم مدى الحياة، والتكيف مع الوظائف الهجينة.

وأشار إلى دراسة أجريت في دولة الإمارات، أظهرت نتائجها أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 و15 عاماً، لديهم تأثير متزايد في قرارات الشراء، لا سيما في مجالات الألعاب الإلكترونية، حيث ينفقون 47% من مصروفهم على هذه الألعاب.

وقال إنه من المتوقع أن يتجاوز إنفاق جيل ألفا جميع الأجيال الأخرى بحلول عام 2034، ما يشير إلى تأثير اقتصادي كبير في المستقبل.

وظائف جديدة

وأوضح وهبي أن هذا الجيل سيعمل على إنشاء وظائف جديدة، لم تكن موجودة سابقاً، مثل: تصميم وتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً، قيادة مشاريع في مجالات التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، العمل في مجالات الاستدامة والطاقة المتجددة.

وقال: مع قدرة الذكاء الاصطناعي على أتمتة المهام المتكررة، سيصبح الطلب أكبر على المهارات التي لا يمكن للآلات تكرارها بسهولة، مثل: التفكير الإبداعي وحل المشكلات المعقدة، الذكاء العاطفي والتواصل الفعال، القيادة واتخاذ القرارات الأخلاقية.

وأضاف أنه بفضل البيئة التكنولوجية المتقدمة التي نشأ فيها، سيكون جيل ألفا قادراً على تأسيس مشاريع رقمية بسهولة، مثل: منصات رقمية مبتكرة، إنشاء محتوى تعليمي وترفيهي باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وتطبيقات قائمة على الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الحياة.

وأفاد بأن المرونة في التعلم واكتساب المهارات الجديدة، ستصبح جزءاً أساسياً من حياة جيل ألفا المهنية، إذ سيعتمد على منصات التعليم الذاتي والدورات المتخصصة لتطوير معارف أفراده بشكل مستمر، كما ستظهر وظائف تجمع بين الإنسان والآلة، حيث يعمل «ألفا» بجانب الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية والكفاءة.

من جهتها، أفادت شيخة المنصوري مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، بأن الثورة الرقمية تعتبر من أبرز التحديات في مواجهة تربية الجيل ألفا، مؤكدة على أهمية تعزيز مفاهيم التربية الحديثة، ومواكبة التحديات الرقمية، لا سيما في مختلف مراحل النمو النفسي والاجتماعي للجيل ألفا.

وأوضحت أن جهود مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، لا تقتصر على معالجة القضايا التربوية في سياقها التقليدي، بل تسعى إلى الابتكار في كيفية مواجهة التحديات الحديثة، مثل التأثيرات السلبية للعالم الرقمي، لضمان تنشئة أجيال تمتلك القيم الأخلاقية، والقدرة على التكيف مع المستقبل.

تحديات نفسية

بدوره، أوضح الدكتور حسين مسيح الخبير في الرعاية الاجتماعية، أن الإفراط في استخدام التكنولوجيا والاعتماد عليها من قبل أبناء هذا الجيل، سيؤدي إلى تحديات صحية ونفسية، مثل العزلة الاجتماعية، والإدمان الرقمي، وضعف التحصيل الدراسي.

وأضاف أن جيل ألفا سيعاني من الانعزال الاختياري، والاعتماد بشكل كبير على التقنيات الحديثة، ما قد يولد غياب الشعور الإنساني والتفاعل البشري، وربما قد يؤدي إلى رد فعل معاكس إيجابي، وهذا يسمى ظاهرة البندول، التي تقوم على أساس أن الظواهر تاريخياً تنتقل من أقصى جهة إلى أقصى الجهة الأخرى.

ورأى الدكتور محمد نجفي اختصاصي علم النفس في دبي، أن أبناء هذا الجيل يتنقلون في عالم تتداخل فيه التكنولوجيا في كل جانب من جوانب تعلمهم ولعبهم، وبالتركيز على مهارات التواصل والذكاء العاطفي، يمكن تقليل آثار العزلة الناتجة عن الاعتماد على التكنولوجيا. وأضاف أن الاستخدام المفرط لهذا الجيل للإنترنت، يجعله عرضة للتنمر عبر الشبكة، ولخطاب الكراهية، والمحتوى العنيف عند تصفحه للإنترنت، بما في ذلك الرسائل التي تحرض على إيذاء النفس.

وقال: «لعل الجانب الأكثر إثارة للقلق، هو التهديد الذي يشكله الاستغلال والانتهاك الجنسيين عبر الإنترنت، إذ أصبح الاتصال بالضحايا المحتملة، ومشاركة الصور، وتشجيع الآخرين على ارتكاب الجرائم، في متناول مرتكبي الجرائم الجنسية للأطفال أكثر من أي وقت مضى، وبحسب إحصاءات اليونيسيف، فإن حوالي 80% من الأطفال عبر 25 دولة، صرحوا بتعرضهم للشعور بخطر الاعتداء الجنسي، أو الاستغلال عبر الإنترنت.

10 مخاطر صحية

وحول المخاطر الصحية التي تنتظر هذا الجيل، أوضح الدكتور أحمد الخطيب استشاري طب الأسرة بمستشفى الزهراء بدبي، أن الاستخدام المفرط للأجهزة اللوحية، من قبل الأطفال، يحمل تحديات تهدد صحتهم وسلامتهم الجسدية والنفسية، إذا لم يتم تنظيم استخدامه بشكل صحيح.

وأوضح أن هناك 10 مخاطر صحية متوقعة للاستخدام المفرط لهذه الأجهزة، وهي: ضعف وآلام في العضلات، نتيجة قلة النشاط البدني، تشوه الهيكل العظمي، آلام الرقبة وتقوس الظهر، بسبب الجلوس الخاطئ، اضطرابات النوم والأرق، بسبب التعرض الطويل للشاشات قبل النوم، الشعور بالإرهاق، السمنة وضعف اللياقة البدنية، نتيجة انخفاض النشاط البدني، وزيادة تناول الأطعمة غير الصحية، مشكلات في البصر، إجهاد العين وجفافها، نتيجة التحديق المستمر في الشاشات، ضعف الدورة الدموية ونقص المناعة، مشكلات في النمو الذهني واللفظي.

وقال إن الدراسات التي أجريت في دولة الإمارات وفي دول الخليج، أظهرت أن 46% من الأطفال بين 6 و10 سنوات، يعانون من إدمان الإنترنت، ما ينعكس سلباً على صحتهم الجسدية والنفسية، حيث تشير التقارير إلى أن قضاء ساعات طويلة أمام الأجهزة، يؤدي إلى السمنة، اضطرابات النوم، ومشكلات النمو الذهني واللفظي، خاصة لدى الأطفال دون سن 6 سنوات.

وقال إن الإمارات تصدت لهذه المشكلة، عبر إطلاق قوانين وتشريعات ومبادرات، مثل «السلامة الرقمية للطفل»، لتدريب الأطفال وأولياء الأمور على الاستخدام الآمن للتكنولوجيا، كما أسهم قانون «وديمة» في تعزيز حماية الأطفال من التعرض للمخاطر الرقمية.

عزلة مع الأبناء

وتشكل العلاقة بين أولياء الأمور وأبنائهم من «جيل ألفا» أحد أهم التحديات التي يواجهها الآباء في العصر الحديث، فانعزال الأبناء منذ نعومة أظفارهم خلق فجوة ملحوظة بين الطرفين لعدة أسباب، أبرزها الثورة التكنولوجية، وضيق الوقت، واختلاف القيم والمفاهيم حول الخصوصية، والحرية الشخصية، وأهمية العلاقات الاجتماعية.

وفي لقاءات مع أولياء أمور، تحدثوا عن معاناتهم مع أبنائهم من هذا الجيل، حيث أوضحت سمر عبد الله أن أبناءها يفضلون البقاء أمام الشاشات بدلاً من التواصل مع الأسرة، والتفاعل معهم مما خلق نوعاً من العزلة الاجتماعية، وترى أنهم يتسمون باستقلالية كبيرة، ويتمردون على كثير من القيود، مما يتوجب تعزيز الحوارات المفتوحة والخالية من الأحكام بين الآباء والأبناء، حيث يشعر الطفل بالحرية للتعبير عن نفسه.

وقال محمد مصطفى إنه يجد صعوبة في فرض قيود على استخدام الأجهزة الإلكترونية، التي يستخدمها أبناؤه، مشيراً إلى أنه لاحظ أنهم غالباً ما يعبرون عن مشاعرهم ورغباتهم من خلال التكنولوجيا، مما يقلل من التواصل اللفظي المباشر.

  أبناء «ألفا»: تقليدية المناهج تحدٍ تعليمييتمتع الجيل ألفا بطموح كبير وعقلية منفتحة ونظرة عالمية واسعة أكثر من الأجيال السابقة، ويطمحون أن يصبحوا رواداً في مجالات التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، والبرمجة، وتطوير الألعاب، وأكدوا أنهم قادرون على ابتكار حلول تقنية تساعد في تحسين جودة الحياة، ورغم ذلك أشاروا إلى بعض التحديات التي تواجههم، مثل زيادة تعرضهم للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي، وقلة الوعي حول حماية البيانات الشخصية، فضلاً عن التحديات التعليمية بسبب المناهج التقليدية التي لا تواكب قدراتهم وطموحاتهم.

وطالبوا بتطوير أدوات تكنولوجية تعزز التعلم والإبداع، وتساعدهم على فهمهم لأهمية التعلم المستمر والتكيف مع التغيرات السريعة.

وأوضح زايد البلوشي أنه يعاني من ضغط الأداء الدراسي بسبب تقليدية المناهج التي لا تتماشى احتياجاته المستقبلية، ويشعر بالملل ويرغب في تعليم تفاعلي وعملي أكثر، ويرى أن العلاقات الافتراضية التي يبنيها يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي أوجدت صعوبة لديه في بناء علاقات حقيقية وسط الاعتماد على الإنترنت.

وتشعر سلامة العامري بفجوة بين الأجيال بسبب اختلاف القيم والتوقعات بين جيل ألفا والأجيال السابقة، كما تشعر بالخوف من تأثيرات التغير المناخي في مستقبله، بسبب ما تطلع عليه يومياً في مواقع التواصل والإنترنت، وترغب في مزيد من التوعية حول كيفية الإسهام في حماية البيئة.

وتطالب فواغي عبد الله بإدخال تقنيات تفاعلية، مثل الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي في التعليم، والتركيز على المهارات الحياتية، مثل التفكير النقدي وحل المشكلات وتخفيف المناهج الدراسية وزيادة الأنشطة العملية، فضلاً عن توفير محتوى آمن ومناسب لسنها.

توصيات إصلاحية

حدد أكاديميون ومختصون مشاركون في هذا الملف عدة توصيات لتنفيذ إصلاحات بنيوية عميقة تعالج الثغرات والإشكاليات التي تواجه «جيل ألفا» لضمان جاهزيته وقدرته على مواجهة التحديات المستقبلية من أجل خدمة أوطانه ومجتمعاته، وهي كالآتي:

• تصميم مناهج تعليمية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة

• تعزيز مهارات التفكير النقدي والإبداع

• التحفيز على التعلم الشخصي

• بناء قيم أخلاقية واجتماعية قوية

• تعزيز قيم التسامح والاحترام

• تعزيز الذكاء العاطفي

• الدمج في أنشطة مجتمعية تطوعية

• تحقيق التوازن بين العالم الرقمي والحياة الواقعية

• التوعية بالمخاطر الرقمية

• التشجيع على القيام بالأنشطة البدنية

• إدارة الوقت

• تطوير البنية التحتية المجتمعية

• توفير مساحات تفاعلية للأطفال

• تعزيز التواصل بين الأجيال

• تشجيع ريادة الأعمال

• دعم الفنون والعلوم

• التركيز على الاستدامة

• تعزيز الصحة النفسية والجسدية

• دعم الحوار المفتوح

• إشراك الأبناء في عملية التوجيه

• تقديم برامج تدريبية للأهل

• تعزيز التواصل الأسري

• توفير القدوة الحسنة