ابوظبي – ياسر ابراهيم – الأربعاء 8 يناير 2025 12:05 صباحاً – استطاعت «حديقة النحل ومركز الاكتشاف» في حتا، الوادعة بين أحضان جبال الحجر الشاهقة الساحرة، جذب الأنظار والزوار إليها، لسياحة ترفيهية خضراء ممزوجة بحلاوة العسل، ومتعة التعلم والمعرفة.
«حديقة النحل ومركز الاكتشاف» وجهة سياحية طبيعية بامتياز تمتد على مساحة 16000 متر مربع، بين ظلال أشجار برية معمرة، أبرزها أشجار السمر والغاف والسدر، لتقدم عسلاً صافياً تنتجه نحو 300 خلية نحل من أصل 4,000 خلية، تمتلكها شركة «عسل حتا» منتشرة في ربوع دولة الإمارات.
ويأتي تسليط الضوء على منابع الريادة الإماراتية في صناعة العسل الطبيعي في مزارع الدولة، وجذب الأنظار إليها بوصفها وجهات سياحية ترفيهية خضراء، انسجاماً مع حملة أجمل شتاء في العالم في نسختها الخامسة، التي انطلقت تحت شعار «السياحة الخضراء»، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.
دور رائد
ومنذ أن فتحت أبوابها في عام 2018 حرصت الحديقة على المزج باحترافية ومسؤولية بين العمل التجاري المنتج للعسل الإماراتي الطبيعي، والرائد على مستوى الدولة، وبين الدور التعليمي المعرفي، الذي تربعت به على مرتبة أول حديقة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تقدّم ورش التوعية لآلاف الزوار للتعريف بتاريخ المنطقة العريق في تربية النحل، ودور النحل والملقّحات الأخرى في حماية التنوع البيولوجي، والمساهمة في الأمن الغذائي، مع تسليط الضوء على مهارات تربية النحل المستدامة، والوقوف على التنوع البديع بين فصائل النحل، وخلاياه، والاطلاع على أساليب تربيته والعناية به، ورؤية أنواع العسل الطبيعي، فضلاً عن التنقل بين آلاف الزهور والنباتات المنتشرة في أرجاء الحديقة.
مواصفات عالمية
وقد حجزت حديقة النحل في حتا مكانة متميزة بما تقدمه من منتجات العسل الإماراتي الطبيعي 100 %، الذي يخضع لمواصفات الجودة العالمية للهاسب (HACCP) والآيزو (ISO) والاسما.(ESMA)، بحيث يصل إنتاج الحديقة إلى نحو 25 طناً في الموسم الواحد، الذي لا تتجاوز مدته الشهرين، من العسل ذي القيمة الغذائية العالية بأنواع متعددة مثل، عسل السمر والسدر والغاف والمانغروف (القرم) وعسل الزهور البرية، وفي الوقت ذاته، تنتج الحديقة ما يقرب من 5000 ملكة تقريباً في العام، عبر استحداث أساليب جديدة في إنتاج ملكات النحل محلياً بدلاً من استيرادها.
ويعد نجاح عملية إنتاج ملكات النحل محلياً، خطوة مهمة تسهم في دفع وتطوير قطاع إنتاج العسل في حتّا، لما في ذلك من ضمان لاستدامة هذه الصناعة، والقدرة على تطويرها بما يتناسب مع الظروف البيئية في الدولة، والتعايش مع الطبيعة المناخية.
تدريب النحالين
ومن الأنشطة المجتمعية، التي تتولى مهمتها حديقة النحل، ومركز الاكتشاف في حتا، ما يمكن تسميته بالمعهد التدريبي للنحالين، حيث تقوم بالعمل على مساعدة النحالين على تحسين ممارساتهم، من خلال ورش العمل، وبرامج التدريب، وتقديم دروس في تربية النحل، مقرونة بشهادات تخصص، كما تقوم بإجراء بحوث علمية لتقييم فعالية البرامج، والتعريف بالفوائد الصحية للعسل، من خلال تقديم دراسات علمية، وتسخير العلم لحماية النحل والملقحات الأخرى، مع تطوير البحوث لتفادي الاحتيال الغذائي وغش العسل.
كما تعزز الحديقة عملها بالاعتماد على أحدث التقنيات والكاميرات وأجهزة وبرامج تعقب الخلايا عن بُعد، بحيث تتيح للعاملين الاطلاع على درجتي الحرارة والرطوبة داخل خلية النحل، ومعرفة التغير الناجم عن وزن خلية النحل، ورؤية النحل عند دخوله إلى الخلية وخروجه منها.