ابوظبي – ياسر ابراهيم – الأحد 29 ديسمبر 2024 03:47 صباحاً – تعتبر الإمارات عموماً ودبي خصوصاً وجهة للباحثين عن الجمال، وذلك بفضل المستشفيات الكثيرة والخاضعة للمعايير العالمية والأمان الطبي والمتابعة الحكومية، وتنافسية الاسعار حيث أصبحت دبي الأولى في المنطقة في مجال السياحة التجميلية.
وأكدت هيئة الصحة في دبي أن طب الأمراض الجلدية والتجميل أصبح أحد أهم المجالات التخصصية المؤثرة في حركة وسوق السياحة العلاجية في دبي، ما يعكس تنامي الطلب على هذا النوع من الخدمات الطبية، لا سيما مع ارتباط الأمراض الجلدية بالعديد من الأمراض الأخرى، إلى جانب النمو اللافت، والإقبال الملحوظ على جراحات التجميل، وغيرها من الجراحات التكميلية، في مختلف المجتمعات، كما تنامت مساحة الطلب على التقنيات المتقدمة والعلاجات الحديثة، المرتبطة بهذا التخصص الطبي، وازدادت معها أدوار المراكز البحثية، التي أصبحت في تحدٍ متواصل، لتوفير خلاصات علمية للأمراض الجلدية، المزمنة منها، وغير المزمنة، وما إلى ذلك من عقاقير وقائية وعلاجية وتجميلية.
وأكد الدكتور مروان الملا، المدير التنفيذي لقطاع التنظيم الصحي في هيئة الصحة بدبي، أن الهيئة وضعت استراتيجية جديدة خاصة بالعام المقبل للسياحة العلاجية في الإمارة، سيتم تنفيذها بالتنسيق مع الشركاء المعنيين والمؤسسات العلاجية، لتعزيز مكانة دبي على خريطة السياحة العلاجية في العالم، مشيراً إلى أن دبي تمكنت من جذب السياح للعلاج من أوروبا وشرق آسيا، ووفرت الرعاية للذين لديهم تأمين صحي دولي، حيث مكنتهم من تلقي الخدمة العلاجية بسهولة في مستشفيات الإمارة.
وأوضح الملا أن الإمارة تجاوزت المستهدف المحدد بشأن منظومة السياحة العلاجية في دبي في العام الماضي، من خلال استقطاب سائحين من مختلف الجنسيات.
وأكد أن المنظومة الصحية في إمارة دبي تعتمد على الاستدامة والجودة، واعتماد الابتكار في الرعاية الصحية، لافتاً إلى أن تجربة السياحة العلاجية في الإمارة تتبع معايير جودة الرعاية الصحية والسلامة، وتطوير تجربة المريض، فضلاً عن تعزيز التنافسية العالمية لإمارة دبي، فيما كشف أطباء مختصون في طب التجميل أن نحو 50 % من المقبلين على إجراء عمليات التجميل مؤخراً من الرجال، بعضهم يجرون عمليات كانت مقتصرة على النساء، مثل تكبير الشفاه بالفيلر، ونحت وشد البطن وبوتوكس الوجه وغيرها، ومن المتوقع أن تزيد هذه النسبة مستقبلاً.
تفوق
وأفاد الدكتور خالد النعيمي، استشاري الأمراض الجلدية والليزر والتجميل ورئيس منظمة الشرق الأوسط الدولية للأمراض الجلدية وطب التجميل، أن نجاح الإمارات كونها إحدى أهم الوجهات للسياحة العلاجية التجميلية في العالم وخصوصاً إمارة دبي أصبح واقعاً ملموساً خاصة بعد استضافة وإطلاق أهم المؤتمرات العالمية، التي تضم أفضل الأطباء في مجال التجميل، والذين أجمعوا على أن الإمارات تمتلك كل المقومات لتكون الوجهة الأولى عالمياً في السياحة العلاجية التجميلية.
وأكد جذب دبي لملايين الزوار، بهدف السياحة العلاجية، وعلى رأسها التجميلية، وهناك مرضى من أوروبا وأمريكا يقصدون دبي باستمرار، للاستفادة من جودة الخدمات المقدمة والأسعار التنافسية. ونوه الدكتور النعيمي بأنه نظراً لكون معظم سكان المنطقة والخليج خصوصاً من الشباب فإن نسب الإقبال على الخدمات التجميلية عموماً تعد من الأكبر عالمياً.
تنافسية
وقال طبيب التجميل الدكتور فراس حمدان: «إن الإمارات وخصوصاً دبي أصبحت تنافس مدناً أخرى شهيرة في التجميل، بفضل استقطابها لأمهر الكفاءات في هذا المجال وتطبيق البروتوكول الطبي، والإجراءات الوقائية والتنظيمية الصارمة، إضافة إلى توفير أحدث الإجراءات التجميلية سواء الجراحية أو غير الجراحية».
وذكر أن المنافسة الكبيرة وسوق التجميل المفتوح في الإمارات يصب في مصلحة الأشخاص الراغبين في الحصول على إجراءات تجميلية، حيث يلجأ الكثيرون إلى العروض الخاصة، إضافة إلى تقديم أحدث الأساليب التجميلية بأقل المخاطر، وتوجيه المرضى خاصة من النساء للطريقة المثلى، لتحصل على تجميل لا تشويه.
ولفت الدكتور فراس إلى أن إصلاح عمليات تجميلية فاشلة أشد خطورة وتكلفة، وأنه للأسف الدعايات المضللة، التي تستخدم الفلاتر والفوتوشوب في عرض الحالات يتسبب في انتكاسة نفسية وصحية لبعض المراجعات، التي تعتقد أن الأمر حقيقي، وترغب في الحصول على نتيجة مماثلة في حين المعايير مختلفة، موجهاً بضرورة اختيار الطبيب والعيادة ذات المصداقية المرتفعة من مرضى حقيقيين.
استقطاب
ولفت الدكتور إلياس زغيب، أخصائي جراحات التجميل والترميم إلى أن دبي تمكنت من استقطاب ملايين الأشخاص من مختلف الجنسيات الراغبين في الحصول على التجميل خصوصاً بعد التطور الكبير، الذي شهده هذا المجال، خصوصاً استخدام التقنيات والإجراءات الحديثة، لافتاً إلى تواصل مرضى من خارج الدولة معه، للتنسيق والحضور إلى دبي، للاستفادة من الخدمات العلاجية التجميلية المختلفة.
إقبال كبير
وأفادت أخصائية التجميل، ريمة الجنحاني أن هناك إقبالاً لافتاً من قبل نساء شرق أوروبا والنساء العربيات على الإجراءات التجميلية المختلفة في الإمارات، ومنهن عدد كبير يترددن باستمرار على دبي، بهدف الحصول على هذه الإجراءات بأسعار أقل من مثيلاتها في دولهم، وبجودة أعلى.
وذكرت إحدى الوقائع من مواطنة أسترالية قصدت دبي بهدف السياحة، ومددت زيارتها للحصول على بعض الإجراءات التجميلية، والتي منحتها مظهراً مختلفاً، وأصغر عمراً جعلها في غاية السعادة عند عودتها، حيث فوجئت عائلتها بهذا التغير، وقامت أخواتها بزيارة دبي خصيصاً لنفس الهدف، وهو السياحة العلاجية التجميلية.