تستضيف مصر، اليوم الخميس، قمة منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي تحت عنوان “الاستثمار في الشباب ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة: تشكيل اقتصاد الغد”، وذلك بمشاركة عدد من قادة وزعماء الدول النامية.
وأنشئت منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي في عام 1997، وتضم بالإضافة إلى مصر كلا من نيجيريا وتركيا وباكستان وبنجلاديش واندونيسيا وماليزيا وإيران.
ومن المتوقع كذلك أن تشهد القمة عقد عدد من اللقاءات الثنائية بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والقادة والزعماء المشاركين فى الفعاليات، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والدول الأعضاء فى مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية ودراسة إقامة مشروعات إنتاجية واقتصادية بين الجانبين، كما سيبحث الرئيس السيسى كذلك تطورات الأوضاع التى تمت بها دول الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأوضاع فى سوريا ولبنان وليبيا وفلسطين والعدوان الإسرائيلى على دول المنطقة.
كما أنه من المقرر أن يبحث قادة دول المنظمة تعزيز جهود تحقيق التنمية الشاملة والقضاء على الفقر واستشراف الفرص لتحقيق تحول مستدام فى الأداء الاقتصادى للمنظمة وخلق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة والعمل على تخطيط وتنفيذ مشروعات استثمارية مشتركة فى مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية والتجارية، وعلى رأسها الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمى وتطبيقات الذكاء الاصطناعى والصناعات التحويلية والطاقة الجديدة والمتجددة وخاصة الهيدروجين الأخضر والأمن الغذائى .
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد استقبل ، أمس ، رئيس جمهورية إندونيسيا برابوو سوبيانتو، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى مصر.
مباحثات ثنائية بين مصر وإندونيسيا
وعقد الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية أعقبها جلسة موسعة حضرها من الجانب المصري الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.
وذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس السيسي رحب بضيف مصر الكبير، مؤكداً على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الصديقين، مشيداً بتطلعات مصر نحو تعزيز الشراكة الثنائية مع إندونيسيا في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف التعاون والتنسيق السياسي إزاء القضايا والأزمات الإقليمية والدولية.
كما أوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون الثقافي والعلمي، حيث أعرب الرئيس الإندونيسي عن شكره لمصر، قيادةً وشعباً، على الفرص التعليمية التي أُتيحت للطلاب الإندونيسيين على مدار السنوات الماضية في الجامعات المصرية وبالأخص جامعة الأزهر الشريف، وما لذلك من أثر إيجابي على المجتمع الإندونيسي ومساهمته في نشر الفكر الإسلامي الوسطي.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس السيسي أكد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية في مجالات التجارة والاستثمار، والتصنيع وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى أمن الغذاء والطاقة المتجددة، معرباً عن استعداد الدولة لتقديم كافة التسهيلات التي تضمن نجاح أعمال الشركات والمستثمرين الإندونيسيين في مصر.
أهمية زيادة الاستثمارات الإندونيسية في مصر
من جانبه، أعرب الرئيس الإندونيسي عن تقديره للجهود التي بذلت في مصر لإنشاء بنية تحتية قوية وجاذبة للاستثمارات الأجنبية، مشيراً إلى أهمية زيادة الاستثمارات الإندونيسية في مصر، فضلاً عن إمكانية النظر في إقامة شراكات لتوطين بعض الصناعات.
وأشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إلى أن الزعيمين تناولا تطورات الأوضاع في قطاع غزة وسوريا ولبنان، وأكدا على أهمية مواصلة الجهود للوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بدون أي قيود. كما شددا على ضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفقاً للقرارات الشرعية الدولية. وعبرا عن أهمية عودة الاستقرار إلى كل من سوريا ولبنان، وضرورة احترام سيادتهما ووحدة وسلامة أراضيهما.
وفي ختام اللقاء، أعرب الرئيس الإندونيسي عن عميق تقديره لمصر، قيادةً وشعباً، مؤكدًا المكانة الكبيرة والاعتزاز الذي يحمله الشعب الإندونيسي للشعب المصري وللعلاقات التاريخية بين البلدين، مشيداً بالدور التاريخي لمصر في دعم قضايا الأمة الإسلامية والدفاع عن مصالحها.