الصبح أخبار – ما هو مقدار زكاة المال وكيف يمكن أن تؤثر على حياتك المالية الروحية؟


تُعتبر الزكاة من الركائز الأساسية التي أُمر بها المسلمون، حيث تمثل هذا الركن أحد أبعاد العبادة في الإسلام الذين يرتبطون بعلاقة قويّة مع الله،الزكاة تعكس روح العطاء والنفس الخيرة التي تتميز بها الأمة الإسلامية،تكمن أهميتها في كونها طريقًا لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتعزيز التضامن بين كافة أفراد المجتمع،لهذا السبب، نتناول في هذا البحث مقدار زكاة المال، وهو موضوع ذو أهمية خاصة للمسلمين في مختلف أنحاء العالم، بحيث يتعرف الجميع على مفهوم الزكاة وطرق إخراجها.

ما هو مقدار زكاة المال

زكاة المال هي واجب يتعين على المسلم إخراجه عن نفسه من أمواله الخاصة عند استيفاء شروط معينة،وكمقدار تبلغ الزكاة نسبة 2.5% من إجمالي المال الذي يمتلكه المسلم، ويكون ذلك بعد أن يصل المال إلى النصاب المحدد شرعًا،النصاب هو المقدار الذي يُعتبر الحد الأدنى الذي تجب عنده الزكاة، وفي حالة المال النقدي، يجب أن تكون الأموال قد مضى عليها عام كامل (حول) قبل إخراج الزكاة.

  • فيما يتعلق بالذهب، فقد حُدد نصاب الزكاة بحدود معينة، حيث يُعتَبَر النصاب بمقدار 85 جرامًا من الذهب عيار 21.
  • توضح دار الإفتاء المصرية أن الزكاة تُفرض على المسلمين عند بلوغ المال النصاب المحدد مع مراعاة مرور عام كامل على المال،يجب أن يكون المال الذي تحققت فيه الزكاة خاليًا من الدين، وأن يكون زائداً عن حاجات المزكي الشخصية.
  • عند حساب مقدار الزكاة، يُنظر في المال الناتج عن النشاط التجاري أو الثروات التي تم تراكمها، حيث تُحسَب الزكاة على رأس المال كاملاً.

تتجلى أهمية الزكاة في كونها ركنًا من أركان الإسلام، حيث تسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل بين المسلمين.

مصارف الزكاة الثمانية

بعد توضيح مقدار زكاة المال، يأتي التعرف على مصارفها،وقد حدّد الله عز وجل الأصناف المستحقة للزكاة في كتابه الكريم،الآية القرآنية توضح أن

إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفِي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ

بناءً على الآية الكريمة، يمكننا تقسيم المستحقين للزكاة إلى ثمانية أصناف أساسية، وهي كما يلي

  • الفقراء والمساكين هم الذين لا يملكون ما يكفيهم لتلبية احتياجاتهم الأساسية،يمثل الفقراء من لديهم بعض المال لكنهم لا يكفيهم لقوت يومهم، بينما المساكين من ليس معهم شئ.
  • العاملين عليها يبدو أنهم الأشخاص المعنيين بجمع الزكاة وتوزيعها على مستحقيها.
  • المؤلفة قلوبهم وهم الذين دخلوا حديثًا في الإسلام ويحتاجون للدعم لتثبيت إيمانهم.
  • في الرقاب وتشمل هذه الفئة المساعدات المقدمة لتحرير الرقاب من العبودية.
  • الغارمين وهم الأفراد المثقلين بالديون الذين يحتاجون إلى المساعدة لسدادها.
  • في سبيل الله وهذا يشمل الزكاة المخصصة لدعم المسلمين المجاهدين في سبيل الله.
  • ابن السبيل وهو المسافر المنقطع الذي يحتاج إلى مساعدة للعودة إلى وطنه.

بدراسة هذه المصارف، يظهر الأثر الإيجابي الكبير للزكاة على المجتمع الإسلامي وأثرها المباشر في تحسين حياة الأفراد.

الفئات التي لا تستحق الزكاة

على الرغم من وجود فئات عديدة مستحقة للزكاة، إلا أن هناك أيضًا فئات محددة لا تستحقها،يوضح النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا الأمر من خلال قوله (لا تحِلُّ الصَّدقةُ لغَنيٍّ ولا لذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ)، مما يعني أن الأغنياء القادرين على الكسب لا تجب عليهم الزكاة،

الأغنياء هنا هم أولئك الذين يمتلكون المال الذي يغطي احتياجاتهم الأساسية،كما أن الشخص السوي، أي الذي يتمتع بصحة جيدة ويمتلك القدرة على العمل، لا تنطبق عليه شروط الزكاة.

أما بالنسبة للأقارب، فلا تجب نفقتهم على المزكي مثل (الوالدين، الأبناء)، ولكن يُمكنه دفع الزكاة لهم إن كانوا في حاجة، حيث إنهم أولى بمساعدته.

توضيح هذه الأمور يساعد المسلمين على فهم نطاق الزكاة وكيفية توزيعها بفاعلية على الفئات الأكثر حاجة.

الفرق بين زكاة المال وزكاة الفطر

توضح الزكاة نوعين رئيسيين في الإسلام زكاة المال وزكاة الفطر، ولهما اختلافات مهمة يجب أخذها في الاعتبار،إليك بعض هذه الفروق

  • زكاة الفطر لا تتطلب نصابًا معينًا، فهي واجبة على كل مسلم يملك قوت يومه، بينما زكاة المال تتطلب بلوغ النصاب المحدد وهو عشرون مقدارًا من الذهب.
  • زكاة المال مرتبطة بانقضاء عام كامل على المال، في حين يتم إخراج زكاة الفطر في وقت معين قبل صلاة عيد الفطر.
  • زكاة الفطر تشمل الأشخاص الذين ينفق عليهم المزكي، في حين أن زكاة المال تتعلق بالمال نفسه.
  • زكاة المال تُظهر أن الفرد مُكتفي وغني، بينما زكاة الفطر تُبرز تضامن الفقراء والأغنياء على حد سواء.
  • تُقدّر زكاة الفطر بمقدار محدد، كأربعة مدّ من الطعام، بينما زكاة المال تُحتسب بنسبة 2.5%،

خلاصة الموضوع في 4 نقاط

بحسب الموضوع السابق، يمكن استنتاج النقاط التالية

  1. مصارف زكاة المال تشمل أيضًا مصارف زكاة الفطر.
  2. حُدِّدَت أصناف معينة تستحق الزكاة، حيث يتعين على المزكي معرفتهم لدعمهم.
  3. الزكاة تعتبر فرضًا وقد أُمر المسلمون بإخراجها كركن من أركان الدين.
  4. تتطلب زكاة المال إخراجها بمقدار معين حددته الشريعة.

وبهذا، يتضح دور الزكاة في تحقيق المصلحة العامة، إذ تسهم في تحسين مستوى المعيشة وتخفيف الأعباء عن كاهل المحتاجين.