ابوظبي – ياسر ابراهيم – الثلاثاء 14 يناير 2025 12:19 صباحاً – أكدت إدارات مدرسية أن المتعلقات الشخصية، التي يفقدها الطلبة في المدارس تشكل عبئاً عليها، وعلى أولياء الأمور، في وقت ذكروا فيه أن هذه المفقودات تمثل فرصة لتعزيز القيم الإنسانية، والتكافل الاجتماعي، وتحويل الأزمة إلى عمل خيري لدعم الفئات المحتاجة من خلال التبرع بها، بعد تلاشي فرص استرجاعها من قبل أصحابها.
وبحسب تلك الإدارات فإن الأغراض التي يفقدها الطلبة في المدارس تشمل سترات وملابس رياضية وقرطاسية وحقائب لكتب والطعام وأجهزة حواسيب.
وقالت كلي ولكنسون، مديرة مدرسة نيو دون، إن ظاهرة المفقودات ترجع غالباً إلى قلة وعي الطلبة بأهمية الحفاظ على ممتلكاتهم الشخصية، موضحة أن المدرسة تعمل على تنظيم ورش توعية للطلبة حول كيفية ترتيب أغراضهم الشخصية، والاحتفاظ بها بطريقة آمنة، كما شددت على أهمية دور الأسرة في تعزيز هذا الوعي، من خلال متابعة الأطفال وتذكيرهم بترتيب حقائبهم يومياً.
وأضافت أن إدارة المدرسة خصصت ركناً للمفقودات في مكان بارز، حيث يتم تسجيل كل قطعة يتم العثور عليها ووضعها فيه، مما يسهل على الطلبة وأولياء الأمور التعرف إلى أغراضهم المفقودة واسترجاعها.
نظام إلكتروني
وتحدث أحمد يحيى، نائب مدير مدرسة اليحر عن سلوكيات الطلبة أثناء فترات الراحة أو مغادرة المدرسة، مشيراً إلى أن البعض منهم يهرع للمغادرة وقت انتهاء الدوام الخروج.
ويترك أغراضه دون اهتمام، مما يجعل فقدانها أمراً شائعاً، وأن المدرسة لجأت إلى تفعيل نظام إلكتروني للإبلاغ عن المفقودات، يمكن الطلبة أو أولياء الأمور من تسجيل بيانات القطع المفقودة أو المسترجعة عبر منصة مخصصة لذلك. وأضاف أن هذه الخطوة لم تسهم فقط في تقليل عدد الممتلكات المفقودة، بل عززت أيضاً من مشاركة أولياء الأمور في حل المشكلة.
3 إجراءات
وفي السياق ذاته ذكرت تسليم كوثر، مدير مدرسة السلام بدبي، أن التعامل مع المفقودات يتطلب تنظيماً واضحاً وخطوات مدروسة، لضمان استرجاعها أو الاستفادة منها، موضحة أن المدرسة تعتمد عدة إجراءات، منها تجميع المفقودات في مكان مخصص داخل المدرسة، بحيث يكون واضحاً للطلبة وأولياء الأمور، ويتم تسجيل كل قطعة مفقودة في سجل خاص، يشمل وصفها ومكان العثور عليها.
كما تبلغ المدرسة أولياء الأمور عن المفقودات، من خلال ثلاث رسائل إلكترونية، تتضمن الرسالة الأولى إشعاراً عاماً بالممتلكات التي تم العثور عليها، أما الرسالة الثانية فتتضمن معلومات تفصيلية عن القطع ذات القيمة الكبيرة مثل أجهزة الحواسيب، والرسالة الثالثة تكون بمثابة تذكير نهائي لاسترجاع هذه الممتلكات.
وأوضحت المتحدثة أنه بعد مرور فترة محددة دون استلام المفقودات من قبل أصحابها، وخاصة بعد نهاية كل فصل دراسي، فإن المدرسة تنسق لعملية التبرع بالمفقودات إلى الجمعيات الخيرية المحلية، باستثناء أجهزة الحواسيب التي يتم الاحتفاظ بها داخل المدرسة لحين التواصل مع أولياء الأمور واسترجاعها.
التبرع للجمعيات
ومن جهتها ركزت ديما الزهير، رئيس قسم المرحلة الثانوية في مدرسة المعارف، على الجانب الإنساني والاستفادة من المفقودات غير المستردة، مشيرة إلى أن المدرسة بدأت بتنفيذ مبادرة خيرية تهدف إلى التبرع بالمقتنيات، التي لم يتم المطالبة بها بعد فترة محددة، موضحة أن المفقودات مثل الملابس والأدوات المدرسية يتم تقديمها إلى الجمعيات الخيرية المحلية لدعم الطلاب المحتاجين في المجتمع.
وذكرت أن المدرسة تضع استثناء للمقتنيات التكنولوجية مثل أجهزة الحواسيب، والسماعات حيث يتم الاحتفاظ بها لفترة أطول، والتواصل المستمر مع أولياء الأمور، لضمان استرجاعها، مؤكدة أن هذا النظام يعزز قيم التكافل الاجتماعي، ويحول مشكلة المفقودات إلى فرصة لنشر الخير بين أفراد المجتمع.