قالت سعاد يا شين هوا، المحللة السياسية الصينية، إنه عند التحدث عن العلاقات الصينية الأمريكية، وكيف تتطور هذه العلاقة في الفترات المقبلة نرى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قدم التهنئة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وأكد على ضرورة إيجاد البلدين للطريق الصحيح للتعايش السلمي بينهما، وأكد على أهمية وجود علاقات مستقرة ومستدامة بين البلدين فهذا يخدم المصالح المشتركة بينهما ويتوافق مع متتابعات المجتمع الدولي.
العلاقات الصينية الأمريكية
وأضافت «شين هوا»، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي، خلال برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أنه من خلال هذه التصريحات يمكن الملاحظة أن الموقف الصيني تجاه الولايات المتحدة ثابت ولم يتغير وقائم على التعايش السلمي والاحترام المتبادل من أجل المصالح المشتركة، رغم أن الأحوال الطبيعة للبلدين تشهد تغير كبير.
وتابعت المحللة السياسية الصينية: « الصين ملتزمة دائمًا بتطوير العلاقات الصينية الأمريكية، في إطار الاستقرار والسلام، كما تتماسك الصين أيضًا بحماية سيادتها الوطنية والأمنية»، مشيرة إلى أن الصين تسعى إلى تطوير تعاملاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وتعزيز التعرف بين الشعبين.
العودة إلى سياساته الخارجية القائمة على مبدأ «أمريكا أولا»
إلى ذلك، قالت الإعلامية أمل الحناوي، إن ملفات السياسة الخارجية تحتل أهمية قصوى للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بعد فوزه في السباق الرئاسي في ظل تطورات خطيرة تشهدها منطقة الشرق الأوسط والخريطة الدولية، بداية من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان، وصولا إلى صراعات الولايات المتحدة المتواصلة مع كلا من روسيا والصين وإيران.
وأضافت «الحناوي»، خلال تقديمها لبرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في خطابا له عن انتصاره في السباق الرئاسي الأمريكي، فضلا عن رغبته في العودة إلى سياساته الخارجية القائمة على مبدأ «أمريكا أولا»، لافتة إلى أن ذلك يشير إلى تحول الولايات المتحدة نحو المزيد من الإنعزالية وتقليص الاهتمام بالقضايا الدولية.
وتابعت: «ولكن ما تفرضه الاضطرابات والتوترات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في غزة ولبنان، يدفع ترامب إلى ضرورة التفاعل مع تلك التوترات، حيث تعهد ترامب بإنهاء الحروب، وإحلال السلام بالمنطقة خلال فترة ولايته الثانية».
ولفتت، إلى أن دائما ما يدعم ترامب إسرائيل، إذ أنه خلال فترة رئاسته السابقة، وجه بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس المحتلة، مؤكدة أن ذلك أثار غضب المواطنين الفلسطينيين، إلى أن ترامب انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صراحة وقال: «أننا بحاجة إلى السلام، وعلى إسرائيل إنهاء مهمة الحرب في غزة بسرعة».
ترامب الخيار الأقل سوء لإيران مقارنة بالإدارة الديمقراطية
وكان قد قال الدكتور محمد محسن أبوالنور، خبير السياسات الدولية، إن إيران كانت تعلم أن دونالد ترامب هو الرئيس الأمريكي المقبل لأسباب يطول شرحها، لذلك طهران وضعت تصور لما سيحدث مع الرئيس الأمريكي، فالعقلية الاستراتيجية لإيران تتصور أن ترامب هو الخيار الأقل سوءا مقارنة بالإدارة الديمقراطية، لأن الأخيرة دعمت رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعما كبيرا، وجعلته يفعل في الإقليم ما يشاء، بل أن الرئيس الأمريكي جو بايدن شارك للمرة الأولى في التاريخ – على حسب علمه – في مجلس الحرب الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر 2023.
وأضاف «أبوالنور»، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، أنه يبدو في إيران من الصعب للغاية – على الاٌقل في الوقت الراهن- أن يتم الاتفاق مع ترامب، لأن الأخير لا يريد أن يجلس مع الرئيس الإيراني، ولكن مع المرشد الأعلى علي خامئني، وهذا أمر غير وارد بتاتا في السياسة الإيرانية.
وأشار إلى أن تصريحات الرئيس الإيراني في الأمم المتحدة بسبتمبر الماضي بأن يده ممدودة للسلام مع الجميع كالولايات المتحدة الأمريكية، هذا في رأيه الشخصي لم يكن تصور جيد لترامب للذهاب والتفاوض مباشرة مع إيران ما لم تقدم طهران مشروعا أو صفقة كبيرة للرئيس الأمريكي المنتخب حتى يضغط من خلالها على اللاعب الإسرائيلي في الإقليم.