جسده الفنان الراحل أحمد زكى شخصية الرجل الفقير النازح من الأقاليم بأسرته ليعمل حارسا للعقار فى فيلم «البيه البواب» وبذكائه تمكن من العمل سمسارا بجانب مهنة البواب حتى نجح فى جمع أموال طائلة..
وبالطبع فإن انشغاله بالعمل أجبره على استخدام زوجته وتسخيرها للعمل معه من خلال السوبر ماركت الذى افتتحه أسفل العمارة، هذا من خلال السينما أما الحقيقة الآن فقد تخلى الرجال عن المهنة وتركوا المهام كلها لزوجاتهم وأصبحنا نشاهد زوجة البواب تقوم بكل أعمال العمارة من حراسة وغسيل سيارات ومسح السلالم، فى مقابل «البيه البواب» يجلس على القهوة. البوابة «سميحة حسن « التى تعمل كبوابة منذ ٢٠ عامًا، برفقة زوجها الذى تعرض بعد ذلك لحادث سير مما تسبب فى صعوبة حركته بشكل دائم، لتصبح مع الوقت هى «البوابة» الفعلية، وتروى السيدة التى تبلغ ٤٥ عامًا، عن معاناة طوال السنوات الماضية منذ كانت تحمل الأسمنت والرمل والجبس للأدوار العليا بالعمارة حتى يتم توضيب الشقق، حتى لا تخسر العمل والسكن لتوفر المعيشة لأبنائها الخمسة.
وتكمل: يبدأ يوم العمل بالعمارة شراء الطلبات للسكان حينما يطلبون منى شيئًا، وطوال اليوم أحرس العمارة من دخول الغرباء بها، وبعد الساعة الثانية عشرة صباحًا أغلق باب العمارة وأنام، وأقوم بنظافة السلم مرة فى الأسبوع، موضحة أن راتبها الشهرى من العمارة ١٢٠٠، وهذا لا يكفى مصاريف البيت، ورغم ذلك تحاول توفير احتياجات أبنائها، خاصة أن منهم من فى الدراسة وآخرين تخلفوا عن العملية التعليمية نظرًا لضيق الحال».
وتحكى نجاة محمود، التى تبلغ من العمر ٣٥ عامًا، وتعمل بوابة عقار منذ ١٠ سنوات، بعد أن ترك لها زوجها القيام بجميع المهام، ليخرج هو للعمل كصنايعى نجار مسلح باليومية، وإذا لم يجد يظل جالسًا بلا عمل، لتصبح هى المسئولة فى الإنفاق على زوجها وأبنائها، حيث تتقاضى من العمارة راتبًا ثابتًا ١٥٠٠ جنيه، لكن اعتمادها الأصلى على شرائها طلبات العمارة وغسيل السيارات ولزيادة دخلها تقوم بنظافة العمارات المحيطة للعمارة التى تعمل بها، وتقول: يبدأ يومى من الساعة السابعة ونصف فى حراسة العمارة خاصة لو وجد صنيعية يقومون بتوضيب إحدى الشقق، وبعد صلاة العشاء نغلق باب العمارة وندخل حجرتنا للنوم.
أما وفاء عبدالعال، ٣٧ سنة، فجاءت من محافظة المنيا مع زوجها للبحث عن فرصة عمل براتب شهرى، بدلًا من عمل اليومية الذى كان الدخل الوحيد لهم فى المنيا، وتؤكد أنها فى البداية كانت تساعد زوجها فى القيام بالمهام فى العقار، بالإضافة إلى نظاقة الشقق السكنية، حتى تستطيع الإنفاق على أبنائها الخمسة وفى الوقت الذى تقوم فيه بجميع المهام فى العقار، الزوج يقضى وقته على القهوة، بحجة عدم قدرته على فهم أعمال العمارة، مشيرة إلى أنه رغم أن الحياة صعبة للغاية لكنها تحاول توفير حياة كريمة للأسرتها وحرصها على تعليم أبنائها الخمسة الذين يدرسون فى مراحل تعليمية مختلفة وتوفر احتياجات منزلها من شراء السوبر ماركت بالشكك على أن تقوم التسديد حينما تحصل على شهرية العقار وهكذا، أما احتياجات الدراسة والعلاج توفيرها من خلال نظافة الشقق والسيارات.
بينما عملت سميرة حسين، كبوابة منذ أتت من محافظة الفيوم إلى القاهرة من ١٥ عامًا، وحتى تستطيع توفير سكن مجانًا لها ولأسرتها وافقت على العمل كبوابة لأحد العقارات، فى مقابل أن الزوج كان غير متفرغ، لعمله كعامل نقاشة، بالتالى السكان أصبحوا يتعاملون معها على أنها بوابة العقار. وتابعت: يبدأ اليوم منذ الاستيقاظ وحتى النوم نغلق باب العقار، وأحضر طلبات السكان من السوق وأشرع فى نظافة السلم وما يحتاجون تنظيفه فى شققهم، كما أن من مهام حارس العقار منع دخول الغرباء والتأكد من هويتهم وإلى أين سيتوجهون حين يأتون لسكان العمارة.
راتبها الشهرى من العمارة ١٢٠٠ وهذا لا يكفى مصاريف البيت ورغم ذلك تحاول توفير احتياجات أبنائها خاصة أن منهم من فى الدراسة
فى البداية كانت تساعد زوجها فى القيام بالمهام فى العقار، بالإضافة إلى نظاقة الشقق السكنية، حتى تستطيع الإنفاق على أبنائها الخمسة