كتب ناصر المحيسن – الكويت في الاثنين 9 ديسمبر 2024 07:34 مساءً – أكد رئيس الهيئة العامة لمكافحة الفساد (نزاهة) عبدالعزيز الإبراهيم أن أحد أهم عوامل نجاح جهود الوقاية من الفساد هو امتلاك الدولة لأدوات رصد وقياس لمخاطر الفساد التي تمكن أجهزة الدولة من إدارة هذه المخاطر.
وفي كلمته الافتتاحية لمنتدى (نزاهة) الرابع تحت عنوان (قياس الفساد وإدارة مخاطره) بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي يصادف اليوم الاثنين، أكد الابراهيم حرص الهيئة على بذل الجهود وتطويرها من أجل القضاء على كل مظاهر الفساد وتهيئة بيئة مواتية لتحقيق التقدم والازدهار في شتى مناحي الحياة.
وقال إن تنظيم فعاليات ذات طابع توعوي وتثقيفي وتفاعلي يضمن تحقيق أكبر قدر من القيمة المضافة للجهود الحكومية والأهلية الهادفة لمنع الفساد ومكافحته.
وأضاف أن الإيمان بآليات وسبل مكافحة الفساد لا يقف عند حد محاربة أفعال الفساد وملاحقة مرتكبي جرائمه «بل تؤدي الوقاية منه وتوقي حدوثه ومنع أسبابه دورا إن لم يقل أهمية فإنه يفوق باقي السبل في أثرها».
ولفت إلى حرص (نزاهة) على ترجمة كل الأعمال سواء المتعلقة بإدارة الهيئة أو ما تختص به من مهام وأعمال في إطار بياني وإحصائي بما يسهل معه الوصول إلى النتائج والمستخلصات التي يمكن منها رصد المخاطر المتوقعة ومنع حدوثها.
وشدد الإبراهيم على أهمية هذا المنتدى الذي يستمر يوما واحدا في تبادل الخبرات والتعرف على أفضل الممارسات في مجال قياس الفساد وإدارة مخاطره حيث يتضمن عرضا لخبرات جهات دولية رائدة.
من جانبها قالت الأمين المساعد لقطاع الوقاية في (نزاهة) أبرار الحماد لوكالة الأنباء الكويتية خلال أعمال المنتدى إن هذه المواضيع المطروحة تم اختيارها ومناقشتها في المنتدى لأنها تشكل قياسا للفساد ومعرفة مدى انتشاره وآثاره ومعرفة ما إذا كانت الجهود التي بذلت أتت بثمارها.
وأوضحت الحماد أن هذه المنهجيات المطروحة هي معايير عالمية وطبقت (نزاهة) 6 منهجيات من هذه المعايير والحرص على نشرها والتعريف بها.
ولفتت إلى عزم (نزاهة) إطلاق دليل لإدارة مخاطر الفساد لمساعدة الجهات والمؤسسات للقيام بعمليات استباقية لمعرفة أوجه الفساد ومنع المخاطر والوقاية منها قبل وقوعها.
ويناقش المنتدى الذي يستمر يوما واحدا ثلاثة محاور رئيسية الأول في مجال تجربة (نزاهة) في تطبيق منهجيات قياس الفساد فيما يتناول المحور الثاني أفضل الممارسات الدولية في مجال تقييم مخاطر الفساد والمحور الثالث تجربة تقييم مخاطر الفساد في المؤسسات المحلية.
ويشارك في المنتدى عدد من المنظمات الدولية والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني ممثلة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) وديوان المحاسبة وبنك الكويت المركزي ومؤسسة البترول الكويتية وشركة برايس ووتر هاوس كوبرز (PWC).
وفي ختام أعماله أوصى المنتدى بتعزيز الجهد التشاركي والتعاون مع (نزاهة) في إطار تنفيذ استراتيجية الكويت لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد بما يوفر بيئة ملائمة لقياس الفساد والعمل على مكافحته وحث الجهات الحكومية على نشر التقارير السنوية المحدثة والمترجمة بما يساهم في توفير المعلومات والبيانات اللازمة لمؤشرات القياس المحلية والعالمية.
كما أوصى المنتدى برفع مستوى الوعي في الجهات الحكومية في شأن أهمية إدارة مخاطر الفساد وتبني المؤسسات لمفهوم إدارة مخاطر الفساد وتخصيص الموارد المناسبة له وإيجاد السياسات اللازمة لتطبيقه وفق إطار من الحوكمة.
وتضمنت التوصيات أيضا أهمية التحول الرقمي وحفظ البيانات والمعلومات بصورة رقمية مما يقلل عملية ويعزز سهولة استخراجها والرجوع إليها كذلك سهولة التدقيق والمراجعة مما يكشف أي تلاعب او فساد مع الربط الآلي لجميع البيانات والمعلومات الحكومية مما يترتب عليه تقليل مخاطر التلاعب في البيانات والمعلومات.