انتشار المخطوطات العربية فى أنحاء العالم

انتشار المخطوطات العربية فى أنحاء العالم

لغتنا العربية جذور هويتنا

انتشرت المخطوطات العربية ـ بلسان عربى مبين ـ فى جميع أنحاء العالم منذ العصور الوسطى، وتنافس المستحوذون والمقتنون، وقام الاستعمار بدور كبير فى ذلك المضمار، ومن مواطن اقتناء تلك المخطوطات:
المكتبة الرضوية فى مدينة مشهد:
وهى مكتبة مرتبطة بمقام الإمام الرضى، ولها مبنى حديث أنشئ عام 1995، ويزيد عدد مخطوطاتها على ثلاثين ألف مجلد، وقد أصدرت عام 2016 كتابين من مخطوطاتها الإسلامية، منها كتاب نفائس المكتبة الرضوية ومتحفها، يرجع بعض هذه المخطوطات إلى القرنين: التاسع والعاشر الميلاديين، وفى الكتابين حديث عن تاريخ المخطوطات، وإبداعات خطاطيها، وزخارفها وتزيينها.
جمعية المكنز الإسلامى بدبى:
أنشئت عام 1995، لدعم التراث الإسلامى، وتهدف إلى جمع مادة الحديث الشريف، وأصدرت موسوعة الحديث فى تسعة عشر جزءاً، وتصدر مسند الإمام أحمد فى خمسة عشر جزءاً، وتنسق مع الهيئات المماثلة فى المخطوطات، والفن الإسلامى.
تعدد خزائن المخطوطات 
لقد أسهم العرب إسهاماً إنسانياً خالداً فى مجال المعرفة والحضارة، بما خلفوه من كنوز التراث، وخزائن المعرفة، وذخائر الفكر. توافر وجود المخطوطات فى المكتبات، كمكتبة أو خزانة الإمام سيدى عبدالجبار (825هـ ـ 918هـ)، فى فجيج الواحة الهادئة جنوب شرقى المغرب، أسسها الإمام، وقصدها الرحالة والعلماء، وتضم النفائس من علوم القرآن مثل: مصحف شريف بخط مغربى، وتفسير القرآن العظيم لأبى محمد مكى، ومختصر جامع أحكام القرآن المبين لما تضمنه من السنة وآى الفرقان لعبدالجبار، والفقه وما يتصل به تهذيب المدونة، واليواقيت الحسان الجامعة بين جواهر الدولة وشراح ابن الحاجب، وتحفى الأصحاب زالرفقة ببعض مسائل بيع الصفقة، والدر الثمين والمورد المعين فى شرح المرشد المعين على الضرورى من علوم الدين، ومن المعارف العامة، والتاريخ وطبقات الرجال، والحساب والفلك ـ انظر حديث محمد بن عبدالسلان بن ناصر فى «الرحلة الكبرى»، واستدراكات الفجيحى على القرطبى، لمحمد بن زيان بنعلى، مجلة دعوة الحق، العدد 343 سنة 1999، وخزانة دار العدة بفجيح لمحمد بو زيان بنعلى، المجلة ذاتها العدد 248، وفجيح، رحلات الفكر والأدب بين العصرين المرينى والعلوى للكاتب نفسه،دار النشر الجسور، وجدة، المغرب 2000، ومخطوطات خزانة آل عبدالجبار بفجيح، محمد بو زيان بنعلى، آفاق الثقافة والتعتاون، دائرة البحث العلمى، مركز جمعة الماجد، دبى العدد 5 السنة 9، أكتوبر 2001 ص 114ـ124)، ومكتبة جامع القرويين التى تضم مخطوطات مقدمة من ملك إسبانيا سنة 1285م،ورسالة ابن رشد (البيان والتحصيل) فى 638 صفحة من ورق الغزال، وباقى كتبه، وكتب ابن خلدون، ولسان الدين ابن الخطيب، وابن بطوطة، والمكتبة المحمودية التى أنشأها وأوقفها السلطان محمود الثانى سنة 1237هـ، ومكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة التى أنشأها القاضى شيخ الإسلام أحمد عارف حكمت سنة 1270هـ/ 1852م، وتضم 4389 مخطوطاً، إضافة إلى 632 مجموعاً خطياً، وعلى 8445 كتاباً، ومكتبة الحرم المدنى التى أنشئت سنة 1352هـ، ومكتبة المدينة المنورة التى تأسست سنة 1380هـ، والمكتبة الظاهرية فى دمشق، وأسس قسم المخطوطات بها سنة 1880م، وبلغت محتوياته ثلاثة عشر ألف مخطوط مفهرسة، وأقدم مخطوطاتها (مسائل الإمام أحمد بن حنبل)، ونسخ سنة 266هـ،وكتاب (المختلف والمؤتلف) للأزدى، ونسخ سنة 489هـ، ثم بدأت فى التدهور أثناء الحكم التركى، ولما فتتحت مكتبة الأسد نقل منها آلاف المخطوطات، ومكتبة الجامع الأزهر، والخزانة التيمورية وبها مخطوطات نادرة، من أنفس المخطوطات، ونماذج الخطوط العربية وتطورها خلال القرون الأربعة الولى للهجرة، ولوحات فنية وأثرية، ودار الكتب المصرية وبها معرض لأوراق البردى.
خزائن خارج الوطن العربى كمجموعة مكتبة «ألفريد تشستربيتى»: 
‏CHESTER BEATY. (ولد 1875)، أسسها فى دبلن بإيرلاندا، وقد اهتم بالمخوطات الشرقية، ووهب خزائنه الخاصة قبل وفاته 1968 إلى بلاده، وتضم اثنى عشر ألفاً من المخطوطات منها 365 مخطوطاً عربياً، وحظيت بدراسات من المستشرقين أمثال: أ. ج. آربرى، كما درس المستشرق «ب. فان.ريجيمورتر» مجموعة الجلود القديمة للمخطوطات العربية المحفوظة فى تلك المجموعة، ومكتبة فيرستون بجامعة برنستون، وتحوى مخطوطات لكبار العلماء المسلمين كالغزالى والرازى وابن رشد، وغيرهم، ومنها ما كتب بخطوط رائعة من النسخى والكوفى والفارسى، ومن أبرزها مقالة طبية لابن النفيس، ونسخة أصلية من كتاب الموسيقى للفارابى، وترجمة طويلة لجالنوس، ومكتبة المتحف البريطانى، ومكتبة جون ويلاندز بمانشيستر، وبهما مخطوطات مهمة ترجع للقرون: الثانى للهجرة حتى أواخر القرن الرابع الهجرى، منها مصحف نفيس يحْمل خاتم السلطان الغورى آخر سلاطين المماليك بمصر، وكتبت الصفخات الأولى منه بماء الذهب، وما فى معهد ويلكولم الطبى WELCOME INSTUTUTEوما فى إسكوتلانده فى جامعة أدنبره، ومجموعة مورجان فى نيويورك، والمكتبة الهلية بباريس، ومكتبات فى أوروبا، ومن أبرزها مكتبة «هيلموت شومان» بزيورخ بسويسرا، وخزائن استانبول، ومكتبة سيريل وميثوديوس الوطنية فى بلغاريا الت تأسست 1878 فى صوفيا، وتضم التراث الأدبى منذ 1806، وتهتم بالمخطوطات الشرقية، وبها قسم للمخطوطات العربية والفارسية، وضغت فى 323 مخزناً مغطية مرحلة منذ القرن الخامس عشر ختى التاسع عشر، وبها مختبر لحف المخطوطات، وصيانتها غى حالة الرطوبة، والحرارة، وعدد المخطوطات العربية بها يزيد على ثلاثة آلاف مخطوطة: دينية، وتاريخية، ولغات، وطب، وفلك، وأدب، وأبرزها كتاب العالم الجغرافى العربى الإدريسى، وهى نسخة تعود للقرن السادس عشر الميلادى (انظر من نوادر المخطوطات والكتب العربية القديمة فى مكتبات العالم، أسماء زكى المحاسنى، الخفجى ديسمبر 1995 ص 50)، ومكتبات: الربط والتكايا، والسقايا والمساجد والمعابد القديمةوالمدارس فى العواصم الإسلامية، وضمت الفريد من المخطوطات.