قضية الرهائن في غزة تعكس تعقيد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وتداخل العوامل الإنسانية والسياسية.، بينما أصدر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تحذيرًا شديدًا، متعهدًا بعواقب غير مسبوقة إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين حاليًّا في الشرق الأوسط قبل عودته المحتملة إلى منصب الرئاسة في 20 يناير 2025.
وقال ترامب في بيان نشره على «تروث سوشيال»: «الجميع يتحدث عن الرهائن الذين يتم احتجازهم بشكل عنيف وغير إنساني وضد إرادة العالم بأسره. لكن الأمر مجرد كلام دون أي أفعال!»
وأضاف ترامب أن الفشل في إطلاق سراح الرهائن سيؤدي إلى رد قاسٍ، موضحًا: «إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل 20 يناير 2025، وهو التاريخ الذي أعود فيه بفخر لمنصب رئيس الولايات المتحدة، فسيكون هناك جحيم يدفع ثمنه الشرق الأوسط».
وتابع محذرًا المسؤولين عن عمليات الاختطاف: «سيتم ضرب المسؤولين عن هذه الفظائع ضد الإنسانية بشكل أقوى من أي ضربة شهدتها الولايات المتحدة في تاريخها الطويل والعريق».
من جانبها كشفت سارة نتنياهو زوجة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، تفاصيل لقائها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في فلوريدا.
وكتبت مارغو مارتن نائبة مدير الاتصالات لدى ترامب على “تويتر”، إن الرئيس المنتخب تناول العشاء مع سارة نتنياهو في منتجعه.
وقالت سارة نتنياهو إنها طرحت قضية الرهائن خلال اجتماعها مع ترامب، في ملعب الغولف الخاص به في ويست بالم بيتش.
وكتبت في منشور على “إنستغرام” باللغتين الإنجليزية والعبرية: “خلال الاجتماع الذي كان دافئا وودودا ناقشنا العديد من المواضيع، بما في ذلك الصداقة الراسخة بين إسرائيل والولايات المتحدة وأهمية الاستمرار في رعاية الرابطة الفريدة بين بلدينا”.
وأضافت: “لفتت انتباه الرئيس أيضا إلى المعاناة الهائلة التي تحملتها إسرائيل في السابع من أكتوبر”، وأكدت زوجة نتنياهو على “الحاجة الملحة للعمل من أجل إطلاق سراح الرهائن (المحتجزين في قطاع غزة) وإعادتهم بسرعة”.
وتابعت: “ناقشنا أيضا الأهمية الاستراتيجية لانتصار إسرائيل في الحرب ضد محور الشر، من أجل مستقبل أكثر استقرارا وأمانا في الشرق الأوسط وحول العالم”.
كما قالت سارة نتنياهو إنها هنأت ترامب على فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية، التي أجريت في نوفمبر الماضي.
وسافرت سارة إلى ميامي حيث ستبقى هناك لأسابيع، من أجل زيارة ابنها يائير.
موقف حماس المعلن من زمة الرهائن
وقد أعلنت حركة حماس، اليوم الاثنين، مقتل 33 أسيرا إسرائيليا كانوا محتجزين لديها، إذ قضى معظمهم بقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمناطق مختلفة من قطاع غزة منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023.
وقالت الحركة، في مقطع فيديو نشرته على صفحتها بمنصة تليجرام، إن “33 أسيرا إسرائيليا قتلوا وفقدت آثار بعضهم بسبب المجرم (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو وتعنته”.
وحذرت الحركة، وفق ما جاء في الفيديو، من أن “استمرار العدوان (الإسرائيلي) يرفع حصيلة قتلى أسرى العدو”، وقالت في بيان مقتضب أرفقته مع الفيديو “باستمرار حربكم المجنونة، قد تفقدون أسراكم إلى الأبد، افعلوا ما يجب عليكم فعله قبل فوات الأوان”.
وأشارت الحركة، وفق الفيديو، إلى “مقتل 4 أسرى واستشهاد آسريهم في التاسع من أكتوبر 2023، و9 آخرين في 14 أكتوبر من العام ذاته، بسبب القصف المكثف على القطاع، ومقتل أسير في الثامن من ديسمبر 2023 في إفشال محاولة قوة إسرائيلية للوصول إلى جندي أسير مما أدى لمقتله”.
وقالت الحركة إنه في 2024 “قتل 7 أسرى صهاينة في الأول من مارس بعد أسابيع من فقدان الاتصال مع آسريهم، كما قتل 3 أسرى بمجزرة ارتكبها الاحتلال وسط قطاع غزة في التاسع من يونيو “.
ملف الرهائن في غزة تصدر المشهد في الأشهر الأخيرة نتيجة للصراع بين إسرائيل وحركة حماس، خاصةً عقب التصعيد الكبير الذي بدأ في أكتوبر 2023. وفيما يلي أبرز التفاصيل حول الموضوع:
سياق احتجاز الرهائن:
الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر 2023:
- خلال العملية العسكرية التي نفذتها حماس داخل الأراضي الإسرائيلية، تم اختطاف مئات المدنيين والعسكريين الإسرائيليين ونقلهم إلى غزة.
- الرهائن شملوا رجالًا ونساءً وأطفالًا من مختلف الأعمار، بالإضافة إلى جنود إسرائيليين.
دوافع الاحتجاز:
- مساومة سياسية وعسكرية: لاستخدام الرهائن كأوراق ضغط للحصول على تنازلات سياسية أو ميدانية.
- الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين: أحد المطالب الرئيسية كان إطلاق سراح الأسرى من السجون الإسرائيلية.
الجهود الدولية والإقليمية:
- وساطات لإطلاق سراح الرهائن:
- مصر وقطر لعبتا دورًا مهمًا كوسطاء بين إسرائيل وحماس.
- الأمم المتحدة والولايات المتحدة دعتا إلى إطلاق سراح الرهائن دون شروط.
- صفقات الإفراج:
- تم الإفراج عن عدد من الرهائن على دفعات، ضمن اتفاقات تبادل أسرى أو كجزء من جهود إنسانية.
- شملت هذه الاتفاقات إطلاق سراح بعض النساء والأطفال.
ردود الفعل الإسرائيلية:
- إسرائيل اعتبرت قضية الرهائن أولوية وطنية وأطلقت عمليات عسكرية مكثفة في غزة لاستعادتهم.
- ضغوط داخلية: الأسر الإسرائيلية تمارس ضغوطًا على الحكومة الإسرائيلية لإيجاد حل سريع.
- رفض إسرائيل وقف إطلاق النار قبل استعادة جميع الرهائن.
- ملف الرهائن لا يزال مفتوحًا ومعقدًا بسبب عدم التوصل إلى اتفاق شامل.
- العدد الدقيق للرهائن المتبقين غير واضح بشكل كامل، ولكن الجهود مستمرة من مختلف الأطراف لحل الأزمة.