تعرف على 67 قطعة أثرية استردتها مصر من ألمانيا


تعتبر الآثار جزءاً حيوياً من هوية الأمم وتاريخها، حيث تعكس الثقافة والتراث الذي توارثته الأجيال،لقد قوبلت الجهود المصرية في مجال الحفاظ على الآثار واستعادة القطع الأثرية المستردة بعناية واهتمام متزايد،يمثل الاجتماع الدوري لمجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار خطوة هامة في تسليط الضوء على الإنجازات والجهود المبذولة على مختلف الأصعدة في هذا المجال، مما يجسد العمل الدؤوب للحفاظ على التراث المصري القديم.

استعراض الإنجازات الجارية للمجلس الأعلى للآثار

ترأس اليوم مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار اجتماعه بمقر الوزارة في الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة،بدأ الاجتماع باستعراض إنجازات المجلس في كافة قطاعاته، والتي تتضمن عدة اكتشافات أثرية ملحوظة وأعمال ترميم جارية في مواقع أثرية متعددة على مستوى الجمهورية،من أبرز تلك الاكتشافات كان الكشف عن صرح كامل لمعبد بطلمي في سوهاج، بالإضافة إلى أجزاء من مجمع سكني يعود إلى عصر الانتقال الثالث في الإسماعيلية.

أعمال الترميم والتراث الثقافي

تم خلال الاجتماع مناقشة تقدم أعمال الترميم في مقابر ومبانٍ أثرية بكل من الأقصر والمنيا،إلى جانب ذلك، تمت الإشارة إلى إتمام بعض المشروعات الترميمية مثل مبنى هيئة قناة السويس في الإسماعيلية وعدد من المواقع الأثرية الإسلامية في القاهرة التاريخية، مثل سبيل حسن أغا كوكليان وسبيل رقية دودو،جميع هذه العمليات تُعد ضرورية للحفاظ على هوية مصر الثقافية وتاريخها الغني.

استعادة القطع الأثرية المفقودة

يعد استرداد الآثار المصرية من الخارج واحدة من المساعي الوطنية الحيوية،تم عرض معلومات حول القطع الأثرية التي تم استردادها خلال شهر نوفمبر، حيث تمت استعادة 67 قطعة أثرية من ألمانيا، تشمل مومياء محنطة وقطع فنية متنوعة ترجع لحقب تاريخية متعددة،هذا يعكس التزام مصر بمكافحة تهريب الآثار والمحافظة على تراثها الثقافي الثمين.

الضبط الرقابي على المنافذ الأثرية

أسفرت معاينات الإدارة العامة للرقابة على المنافذ الأثرية في الموانئ المصرية عن ضبط 46 قطعة أثرية، بالإضافة إلى عمليات تفتيش أخرى أسفرت عن ضبط 729 قطعة أثرية تعود لعصور تاريخية مختلفة،يمثل ذلك التزام الدولة بحماية الآثار ومكافحة تهريبها، مما يعكس دور المجلس الأعلى للآثار في تعزيز الرقابة على التراث الثقافي.

المعارض الفنية والجولات العالمية

تناول الاجتماع أيضاً نتائج المعرض المقام حالياً في مدينة شنغهاي بالصين، حيث شهد المعرض إقبالاً كبيراً، إذ استقبل نحو مليون زائر منذ افتتاحه في يوليو الماضي، ومن المتوقع أن يصل عدد الزوار إلى نحو أربعة ملايين،تعتبر هذه الفعاليات أحد سبل تعزيز الثقافة المصرية على الساحة الدولية وتقديم تراثها للعالم.

شراكات استراتيجية مع الوزارات

خلال الاجتماع، تم الموافقة على توقيع بروتوكولات تعاون مشترك بين المجلس الأعلى للآثار عدد من الوزارات، بما في ذلك بروتوكول مع وزارة الاتصالات بشأن مشروع “بوابة تراث مصر الرقمي” التي تهدف إلى توفير معلومات شاملة عن الآثار المصرية،كما تمت الموافقة على شراكات مع وزارة الطيران المدني لنقل متحفي مطار القاهرة الجوي إلى أماكن أكثر ملائمة.

التعاون الدولي والعمليات الثقافية

تواصل المجلس الأعلى للآثار جهوده من خلال توقيع مذكرة تفاهم مع جمعية الإنماء الاجتماعي الثقافي بمتحف نابو في لبنان لاستعادة قطع أثرية مصرية ولتعزيز التعاون في مجالات التبادل الثقافي وحماية الآثار،كما تم توقيع وثيقة مرجعية مع جهات كورية لإنشاء مركز توثيق رقمي للتراث بالقاهرة.

إن الجهود المبذولة من قبل المجلس الأعلى للآثار تساهم بشكل كبير في الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية وتعزيز الوعي بتاريخ البلاد، مما يعكس التزام الحكومة المصرية بحماية التراث الحضاري واستعادة الآثار المفقودة، وهذا بدوره يساهم في تعزيز السياحة الثقافية ويحقق أهداف التنمية المستدامة في مصر،إن استمرارية هذه الجهود تعد ضرورية للحفاظ على تاريخ عظيم لمصر وشعبها.