جرائم إسرائيل الآثمة؟

جرائم إسرائيل الآثمة؟

بدون رتوش

جريمة آثمة نفذتها إسرائيل الثلاثاء الماضى عندما استهدفت المدنيين اللبنانيين، وشكلت خرقاً خطيراً للسيادة اللبنانية، وإجراماً موصوماً بكل المعايير المنبوذة. جرى ذلك عبر أجهزة الاتصالات اللاسلكية من نوع (البيجر)، التى يستخدمها اللبنانيون عندما قامت إسرائيل بتفخيخها لكى تنفجر بعد ذلك عند استعمال اللبنانيين لها ـــ وهو ما اعتبر أكبر خرق أمنى يتعرض له جنوب لبنان خلال ما يقرب من عام من الحرب مع إسرائيل ـــ والذى أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 2750 خلال انفجارات أجهزة الاتصال (البيجر)، لتخلف حالات خطيرة. كما طالت التفجيرات عدداً من المناطق السورية.
ما حدث يترافق مع تهديدات إسرائيلية توعدت فيها بتوسيع رقعة الحرب باتجاه لبنان على نطاق واسع مما يؤكد تصلب المواقف الإسرائيلية الداعية إلى المزيد من سفك الدماء والدمار والخراب. إن ما قامت به إسرائيل يعتبر جريمة تتحدى عبرها كافة القوانين والأعراف، وتأتى فى إطار العدوان الصهيونى الشامل على المنطقة. ما قامت به إسرائيل هو عملية غادرة نفذتها أجهزة اتصال يستخدمها المواطنون. إنها جريمة حرب ألحقت أضرارا بالغة بعدد كبير من المدنيين الآمنين داخل بيوتهم. جريمة نفذتها إسرائيل عن عمد وبنية غدر مبيتة.
لقد حذرت الأمم المتحدة من أن ما جرى فى لبنان يشكل تصعيداً مقلقاً للغاية بعد نحو عام من الحرب فى غزة منذ أن بدأت فى السابع من أكتوبر الماضى. تصعيد مقلق فى ظل سياق قابل للاشتعال بشكل كبير قد يقود إلى تصعيد أوسع لا يستطيع أحد تحمله. إن ما قام به الكيان الصهيونى الثلاثاء الماضى هو عملية غادرة استهدفت المواطنين اللبنانيين من خلال تفجير أجهزة اتصالات، وفى مناطق مختلفة من الأراضى اللبنانية، ومرافق مدنية وخدمية مما أدى إلى إصابة مئات المواطنين، وهى جريمة تتحدى عبرها إسرائيل كافة القوانين والأعراف الإنسانية.
إنها جريمة مروعة ارتكبتها إسرائيل على مرأى من العالم كله، ولم يحرك أحد ساكناً. وكان يتعين مجابهة هذا الكيان عبر تدخل دولى عاجل. لا سيما أن التطورات الخطيرة والمتسارعة التى شهدها جنوب لبنان تعد مؤشرا واضحاً على أن المنطقة بصدد منعطف خطير جراء تصرفات أحادية متهورة وغير مسؤولة من جانب الكيان الصهيونى، والتى حتما ستؤدى إلى تبعات تنذر بالخطر ما لم يتم مواجهتها. تبعات ستلقى بظلالها على استقرار المنطقة بأسرها. ولهذا كان من الأهمية بمكان العمل على منع التصعيد، وهو ما يتحقق من خلال الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، والالتزام بقرار مجلس الأمن 1701، وسرعة التوصل إلى اتفاق يضمن اطلاق سراح الرهائن والأسرى. بات يتعين وقف التصعيد الخطير الذى تشهده المنطقة عبر الوقف الفورى للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، والتصعيد القائم فى الضفة الغربية المحتلة.
كان يجب أن يكون هناك تدخل دولى حتمى، فالتهديدات والاعتداءات المستمرة التى يرتكبها الكيان الصهيونى الغاصب، والتهديد بشن حرب واسعة على لبنان هى أمور تستدعى تدخلاً دولياً عاجلاً. إن ما يشهده لبنان اليوم يعد مؤشراً واضحاً على أن المنطقة بصدد منعطف خطير جراء تصرفات إسرائيل الأحادية والموتورة وغير المسئولة، والتى يمكن أن تؤدى إلى تبعات ستلقى بظلالها على استقرار المنطقة بأسرها. ما حدث الثلاثاء الماضى يشكل وضعاً مقلقاً للغاية فى ظل سياق قابل للاشتعال على نطاق واسع. ولهذا بات يتعين اليوم على الأطراف المعنية الامتناع عن أى تصعيد إضافي، والامتناع عن أى خطابات عدائية قد تؤدى إلى نشوب نزاع أوسع لا يستطيع أى طرف تحمل تبعاته.