حكومة «مدبولي» الثانية.. تغيير وجوه أم سياسات؟

حكومة «مدبولي» الثانية.. تغيير وجوه أم سياسات؟

نبض الكلمات

جاءت حكومة «مدبولى» فى ظروف أكثر قسوة، وضعت حزمة من الخطط والإجراءات لمواجهة التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية على أوكرانيا، والتى عرضت البلاد لحالة اقتصادية غير متوازنة وفى حالة توتر رهيب، أشعلت سوق الأسعار ليس فى مصر فقط بل فى العالم كله خاصة السلع الغذائية، وتراجع سعر صرف الجنيه المصرى كارثة أخرى وضعت الحكومة فى مأزق كبير، خاصة بعد «تعويم الجنيه» بسبب الانهيار المتواصل للجنيه المصرى، إلا أن مجهوداتها ليست بحجم المشاكل وَالهموم والتحديات، وافتقادها الشفافية والمصارحة والمكاشفة، وهنا جاء تكليف الرئيس السيسى لمدبولى بتشكيل حكومة جديدة وتجديد الثقة به، واختيار حقائب وزارية قوية، حكومة طوارئ من ذوى الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة، تعمل على تحقيق عدد من الأهداف، على رأسها  بل أهمها الحفاظ على محددات الأمن القومى المصرى فى ضوء التحديات الإقليمية والدولية ومواصلة مسار الإصلاح الاقتصادي، مع التركيز على جذب وزيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتشجيع نمو القطاع الخاص، وبذل كل الجهد للحد من ارتفاع الأسعار والتضخم وضبط الأسواق، فهل تنجح الحقائب الجديدة، خاصة بعد ثقة الرئيس على استمرار الدكتور مصطفى مدبولى تولى رئاسة الوزراء للمرة الثانية على التوالي؟!.

للأسف يتعرض الاقتصاد المصرى لهزة عنيفة من التقلبات الغير مستقرة وأحيانا الغير مدروسة، فى الوقت الذى يعيش فيه ملايين من المصريين تحت خط الفقر.. وينتظر الشعب أن يكون التغيير هدفه تطوير الأداء الحكومي، فهل كان الدكتور «مصطفى مدبولى» على مستوى الأداء الذى يرقى لتجديد الثقة فيه كرئيس للوزراء لفترة جديدة يعلم الله مداها، بالرغم من مقدار الفشل والإخفاقات فى معالجة كافة الملفات التى تمس قلب وعقل رجل الشارع، حكومة أزمات تتحمل قدراً كبيراً من المسئولية، لتكون على  مستوى إدارة الاقتصاد أو على مستوى إدارة الخدمات الصحية والتعليمية وتوفير لقمة العيش وضروريات حياة عشرات الملايين من المصريين.. يجب أن يكون تغييراً فى السياسات والتوجهات على جميع الأصعدة، سواء فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية أو الصحية، أو ما يتعلق بقضايا وأزمات الأمن القومى والحفاظ على المصالح العليا للشعب المصري، أو ما يتعلق بالسياسات الإقليمية والدولية، وليس مجرد  تبديل وجوه، أو تغيير أفراد، فى حين يتم العمل على ترسيخ نفس السياسات والتوجهات والانحيازات، التى قادت مصر سابقا إلى هذا الوضع من الأزمات التى لا تنتهى بدرجة غير مسبوقة فى تاريخها القديم والحديث.

وللحديث بقية

سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية.

‏magda [email protected]