أختتمت آمس الأربعاء فعاليات الأسابيع الثقافية التي نظمتها مديرية أوقاف الفيوم بالإدارات الفرعية، تحت عنوان “كان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن”، وذلك عقب صلاة العشاء.
تأتي هذه الفعالية في إطار الدور التوعوي الذي تضطلع به وزارة الأوقاف المصرية لتحقيق مقاصد الشريعة ونشر الخطاب الديني الوسطي المعتدل، وبتوجيهات من وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري، وبرعاية الدكتور محمود الشيمي، مدير المديرية، وحضور نخبة من الأئمة المتميزين وجمع غفير من المصلين.
وخلال اللقاءات، أكد العلماء أهمية التمسك بالأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة باعتبارها ركائز أساسية لقيام الحضارات واستقرارها وتفوقها. واستدلوا بقول الله تعالى:
“كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ” (آل عمران: 110).
تطرق العلماء إلى جانب من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها احترام الكبير وتوقيره، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا”،
وكذلك قوله: “أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ”. واستشهدوا بموقف النبي صلى الله عليه وسلم عندما أمر الصحابة بالقيام إلى سيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه قائلًا: “قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ”.
كما أشار العلماء إلى احترام النبي صلى الله عليه وسلم لكبار الصحابة، وأوردوا قصة سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، الذي كره أن يجيب النبي في حضرة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما احترامًا لهما رغم علمه بالإجابة.
وأضاف العلماء أن احترام المعلم من أرقى صور الاحترام التي أعلت من شأنها الشريعة الإسلامية، حيث قال الله تعالى:
“شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ” (آل عمران: 18)،
وقال سبحانه: “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ” (المجادلة: 11).
كما استشهدوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
“وَإِنَّ الْعَالِمَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ”.
اختُتمت الفعالية بتأكيد العلماء على ضرورة الاقتداء بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وتعزيز القيم السامية التي تُسهم في بناء المجتمعات وتقويتها.