دموع في عيون غَزِّي.. حين تكون أمُّ المسعف هي الضَّحيَّة

في مشهد مؤلم وسط تصاعد المآسي في غزة، عاش المسعف الفلسطيني عبدالعزيز البرديني لحظات صادمة حين أدرك أن الضحية التي ينقلها بعد غارة إسرائيلية، ليست إلا والدته التي كانت من بين ضحايا الهجوم. استهدفت الغارة الإسرائيلية سيارة في منطقة المغازي وسط قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، لتكشف هذه الحادثة عن واحدة من أبشع صور المعاناة اليومية التي يعيشها السكان في القطاع.

الغارة وأول لحظات الصدمة

وقع الهجوم في ساعات الصباح عندما استهدفت القوات الإسرائيلية سيارة مدنية في منطقة المغازي، ما أسفر عن سقوط ثلاثة أشخاص، بينهم والدة المسعف عبدالعزيز. لم يكن يعلم عبدالعزيز حين هرع كالمعتاد إلى المستشفى لنقل الضحايا، أن والدته كانت من بين الجثث التي ينقلها؛ إذ اعتقد في البداية أنها ضحية أخرى من ضحايا الغارات المكثفة التي تشهدها غزة.

وبعد دقائق من وصوله إلى مستشفى شهداء الأقصى، وأثناء تفقده للضحايا لتقديم الإسعافات، بدأ يدرك بعض التشابهات الملامح بين الضحية ووالدته. لحظات قليلة كانت كافية ليحسم الشك باليقين، عندما تبيّن له أن الجثة التي كان ينقلها هي بالفعل لوالدته التي قضت في هذا الهجوم.

مشاهد متكررة وسط تصاعد الضحايا

هذه الحادثة هي واحدة من مشاهد مآسٍ لا تكاد تتوقف في غزة. فبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد الضحايا حتى الآن أكثر من 43 ألف قتيل منذ بدء العمليات العسكرية. وتعيش المستشفيات لحظات مشابهة باستمرار، مع استمرار سقوط الضحايا من مختلف الأعمار، ما يفاقم حالة الفجيعة بين الأسر، ويجعل من غزة ساحة لأبشع تجليات الألم والوجع الذي لا يعرف حدودًا.

حياة المسعفين بين الواجب والخطر

الواقع الذي يعيشه المسعفون في غزة أصبح أصعب من أي وقت مضى، حيث يتوجب عليهم أداء واجبهم الإنساني رغم الخطر المستمر الذي يتربص بهم وعائلاتهم. يعملون ليل نهار لإنقاذ أرواح الآخرين، بينما قد يفقدون في أي لحظة أحد أحبائهم، دون أن تتاح لهم الفرصة لمواساة أنفسهم أو حتى أخذ الوقت للحزن.

تُبرز قصة عبدالعزيز البرديني تضحيات المسعفين، الذين يتحملون أعباءً نفسية وجسدية فوق طاقتهم، من أجل إنقاذ أرواح أبناء وطنهم. ففي غزة، كل لحظة جديدة تأتي بمعاناة جديدة، وكل مسعف يمكن أن يجد نفسه في موقف عبدالعزيز، بين مأساة شخصية وواجب لا يمكن التخلي عنه.