الاثنين 28 أكتوبر 2024 | 03:49 مساءً
انتشار الملاريا في إثيوبيا
كشف موقع “أخبار الأمهرة”، المتخصص في الشأن الإثيوبي وخاصة في شأن ثاني أكبر عرقية في إثيوبيا، عن تفشي حالات الإصابة بالملاريا في إثيوبيا، مؤكدًا أنه تم الإبلاغ عن 6 ملايين حالة إصابة، و1038 حالة وفاة.
إثيوبيا تواجه أزمة تفشي وباء الملاريا
وتواجه إثيوبيا أزمة، بعد تفشي ما وصف بـ “وباء” الملاريا في ولاية أمهرة، حيث أصيب أكثر من 50 ألف حالة خلال أسبوع واحد، كما ارتفع الإجمالي الإصابات إلى 600 ألف خلال 90 يومًا فقط، ما دفع معهد أمهرة للصحة العامة إلى التحذير من انتشار الملاريا بسرعة، حسبما ذكر المعهد في بيان له.
ارتفاع حالات الإصابة بالملاريا في إثيوبيا
وأعلن موقع أخبار الأمهرة في تقرير له “عن ارتفاع حالات الإصابة بالملاريا في إثيوبيا.. مع الإبلاغ عن أكثر من 1038 حالة وفاة وأكثر من 6.1 مليون حالة.”
وقال الدكتور فيتسوم تاديسي، المشرف الرئيسي على برنامج الملاريا في معهد أرماور هانسن للأبحاث في أديس أبابا: “إننا نتراجع بسرعة كبيرة، لقد عدنا عقدًا من الزمن إلى الوراء”.
ارتفاع معدلات الإصابة بالملاريا في إثيوبيا
وترتفع معدلات الإصابة بـ الملاريا في إثيوبيا، حيث أدت الصراع المسلحة المتزايدة، وتغير المناخ ومقاومة البعوض المتزايدة للأدوية والمبيدات الحشرية إلى سرعة انتشار الملاريا، الذي كانت إثيوبيا تعتقد، ذات يوم، أنها تمكنت من السيطرة عليه، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
ويعتقد الدكتور فيتسوم تاديسي أن الارتفاع في حالات الملاريا في إثيوبيا قد يرجع إلى تنامي مقاومة الأدوية، حيث أصبحت الطفيليات المسببة للملاريا في شرق إفريقيا، والمقاومة بشكل متزايد للعلاجات، التي كانت منذ فترة طويلة الأساس للاستجابة للعلاج.
كما أشار الدكتور فيتسوم تاديسي، المشرف الرئيسي على برنامج الملاريا في معهد أرماور هانسن للأبحاث في أديس أبابا، إلى أن “البعوض أصبح أكثر مقاومة للمبيدات الحشرية المستخدمة في شبكات الأسرة الواقية، وفي برامج الرش داخل المباني، كما تطورت هذه البعوضة بحيث أصبحت قادرة على مراوغة التشخيص من خلال بعض اختبارات الملاريا الأكثر شيوعًا.”
وقال الدكتور تاديسي: “تتجمع جميع العوامل البيولوجية هنا، ويحدث هذا في أسوأ وقت ممكن، وقد تم الإبلاغ عن أكبر زيادة في الحالات في منطقة أوروميا في البلاد، حيث تقاتل الحكومة الفيدرالية مع الحركات العرقية في حرب أهلية طويلة”.
الصراعات في إثيوبيا تزيد من تفشي الملاريا
وذكر المشرف الرئيسي على برنامج الملاريا في معهد أرماور هانسن للأبحاث في أديس أبابا، أن الصراع بين قوات الجيش الإثيوبي وجيش تحرير أورومو اشتد على مدى السنوات الخمس الماضية، ما أدى إلى نزوح أكثر من 1.5 مليون شخصَا، وظلت بعض المناطق، مثل المنطقة المسماة منطقة غرب ويليجا، والتي سجلت أعلى أعداد حالات الملاريا في عام 2024، مع عدم قدرة المنظمات الإنسانية ومنظمات الإغاثة الوصول إليها لسنوات.
كما أشار تاديسي إلى أن هذا القتال أدى إلى إضعاف النظام الصحي في إثيوبيا، وتعطيل أنشطة مكافحة الملاريا ونزوح الناس، مما جعل من الصعب عليهم، وفي بعض الأحيان من المستحيل، الحصول على الرعاية الصحية، كما أصبحوا أكثر عرضة للدغات البعوض أثناء إقامتهم في ملاجئ مؤقتة، فقد يأخذون معهم طفيلي الملاريا، مما يؤدي إلى انتشار المرض إلى مناطق جديدة، في حدود إثيوبيا، بما في ذلك حدودها الشمالية الغربية مع السودان.
وأدى تغير المناخ إلى جعل أجزاء جديدة من إثيوبيا عُرضة للخطر؛ فقد أبلغت مدن لم يسبق لها أن أصيبت بالملاريا، عن المرض هذا العام، كما تم الإبلاغ عن العديد من حالات تفشي المرض في المناطق المرتفعة، التي يزيد ارتفاعها عن 2000 متر حوالي 6560 قدمًا، وأصبح المناخ في هذه المناطق أكثر دفئًا ورطوبة، وأكثر ملاءمة لانتشار البعوض، حيث انتشرت الملاريا فيها.
تهديد إضافي في إثيوبيا بعد غزو البعوض الآسيوي
وقال الدكتور تاديسي: “هناك تهديد إضافي في إثيوبيا من خلال غزو البعوض الآسيوي، ويسمى Anopheles stephensi، والذي أصبح مستقرًا في البلاد في السنوات الأخيرة، حيث كان مرض الملاريا مرضًا ريفيًا، إلى حد كبير في أفريقيا، لكن بعوضة stephensi هي بعوضة حضرية تتكاثر في علب الصودا المهملة وفي قنوات الصرف الصحي وتتنتشر في المدن المزدحمة، وتسببت في زيادة حالات الملاريا مؤخرًا، في مدينة دير داوا، ما أثار قلق مسؤولي الصحة العامة الذين تم تصميم برامج الملاريا لديهم لخدمة المناطق الريفية.”
وأكد تقرير معهد أرماور هانسن للأبحاث في أديس أبابا أنه تم تسجيل أكثر من 6.1 مليون حالة إصابة بالملاريا، و1038 حالة وفاة في البلاد هذا العام حتى نهاية سبتمبر، مقارنة بـ 4.5 مليون حالة و469 حالة وفاة طوال عام 2023.
وأشار التقرير إلى أن الأسوأ من ذلك أن الحالات من المرجح أن ترتفع بشكل كبير في الشهرين المقبلين، حيث يكون موسم الذروة للملاريا، بسبب الأمطار الموسمية، الذي يبدأ في سبتمبر ويستمر حتى نهاية العام.
وحذر التقرير من ارتفاع حالات الملاريا في إثيوبيا، ووصفه بأنه بمثابة نذير لدول أخرى في المنطقة، حيث توجد نفس العوامل البيولوجية الأساسية، كما أن الحرب وتغير المناخ يجعل كثير من الناس أكثر عرضة للخطر.
وأثار معهد أمهرة للصحة العامة، مخاوف بشأن الانتشار السريع لما وصفه بـ “وباء الملاريا” في إثيوبيا، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 51650 حالة في المنطقة خلال أسبوع واحد فقط.
وأشار المعهد إلى أن 72٪ من مرض الملاريا يتركز في 40 مقاطعة في جميع أنحاء الأمهرة، حسبما ذكرت صحيفة “أديس ستاندرد” الإثيوبية.