«سعاد الصباح والتاريخ الكويتي» محاضرة بمعرض الكويت الدولي للكتاب الـ47

أقيم على هامش معرض الكويت الدولي الـ47، محاضرة عنوانها “سعاد الصباح والتاريخ الكويتي.. .الكتابة والمعايشة بين المشافهة والتدوين”، وذلك في المقهى الثقافي شارك فيها بأوراق بحثية الأكاديميون الدكتورة نور الحبشي والدكتور عبد الله النجدي والدكتور علي الكندري، وأدارها مدير دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع سعاد الصباح الكاتب علي المسعودي.

وألقى المحاضرون الضوء على ما الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح، للمكتبة الكويتية والخليجية والعربية والعالمية من إصدارات مهمة وملهمة.

وفي السياق قال علي المسعودي: المحاضرة تسلط الضوء على جهود سعاد الصباح في تدوين التاريخ الكويتي بدأته من حقبة مبارك المؤسس، في سلسلة طويلة، وثقت من خلالها مرحلة مهمة وغائبة عن المكتبة الكويتية، وهي الأمانة التي حملتها وحملها إياها سمو الشيخ عبد الله المبارك الصباح طيب الله ثراه، الذي كان حريصا على تسجيل تاريخ الكويت منذ الخمسينيات عندما كان نائبا للحاكم في الكويت ومن خلال ترأسه لمجلس المعارف، بعث نداء لشعب الكويت لجمع كل الوثائق التي تخص التاريخ الكويتي ثم استقطب المستشرقين منهم ديكسون وشجعهم على تسجيل التاريخ الكويتي، وأيضا استدعى محمد خليفة النبهان الطائي واستضافه في قصر مشرف، الذي كان حريصا أن تكون الكويت جزءا من تحفته “التحفة النبهانية”.

وقال سمو الشيخ عبد الله المبارك الصباح طيب الله ثراه إن تاريخ الكويت لا يتوقف عند مبارك الكبير، وإنما قبل ذلك، وبالتالي كلف الدكتورة سعاد الصباح بالبحث في تاريخ الكويت، وبدورها شرعت فوراً وبحثت في الوثائق البريطانية والعثمانية وكتب التاريخ التي دونها المستشرقون والعرب الذين زاروا الكويت، فكان هذا النتاج، وأضاف: “سعاد الصباح تتميز بصدقها وإخلاصها، ولا تبحث عن ترويج شخصي، فهناك مثقف يعمل لنفسه وهذا من حقه، وهناك مثقف يُنشئ حراكا ويشجع الشباب، وهذا ما فعلته الدكتورة سعاد الصباح من خلال تأسيس دار نشر منذ عام 1984م، حينما أعادت طبع مجلة الرسالة، ثم أعلنت مسابقات سعاد الصباح للإبداع الأدبي، ومسابقات عبد الله المبارك للإبداع الأدبي، وكرمت كبار المبدعين، منهم صاحب السمو الملكي عبد الله الفيصل آل سعود وثروت عكاشة وغسان توني ونزار قباني وعبد الكريم غلاب والدكتور صالح العجيري، وغيرهم الكثير من المفكرين والأدباء الذين اثروا بعطاءاتهم الساحة الثقافية والفكرية العربية، وكانت الفكرة تكريم المثقف قبل موته، لأن العادة العربية أنه لا يُكرم المثقف إلا بعد موته، وهذا ما أعطى سعاد الصباح القوة والقبول لدى المجتمع الكويتي بشكل خاص والعربي بشكل عام، كما تُرجم بعض أعمالها إلى اللغات الحية جميعها، وأخيرا دُشن ترجمة أحد أعمالها إلى اللغة الهندية”.

وقرأ المسعودي قصيدة وردة البحر، التي كتبتها الشاعرة سعاد الصباح، خلال الأيام العصيبة التي مرّت بها الكويت أثناء الغزو، حيث ملأت الدنيا شعرا ونثرا، وتنقلت تدافع عن قضية الكويت.

من جهتها قالت الدكتورة نور الحبشي: الدكتورة سعاد الصباح.. .اسم كبير وله قيمته الثقافية والعلمية الكبيرة، ثم تحدثت في مجمل عام عن الكتب التي أصدرتها الدكتورة سعاد الصباح في تاريخ الكويت، وكانت الاستثناء الوحيد في الكويت الذي كتب عن الشيخ صباح الأول إلى الشيخ مبارك الكبير، بسلسلة متقنة متزنة بمعايير الوثائق، حيث وثقت التاريخ بحرفية ومهنية وبسلاسة ولغة واضحة للجميع، ومتاحة للكل، ومن ثم نقلتها بأمانة علمية.

وأضافت: الشيخ عبد الله المبارك كان داعما للشاعرة الدكتورة سعاد الصباح في كل المراحل وكان الدعم كبيرا، وواضح ولقد ذكرت في كل لقاءاتها الصحافية والتلفزيونية تشجيعه ودعمه لها على صعيد الإنتاج الثقافي الذي قدمته، وتابعت: الدكتورة سعاد الصباح إضافة إلى ما قدمته في توثيق تاريخ الكويت، حملت هموم الأمة العربية بقضاياها ودعمت مواقف القضية الفلسطينية من خلال درا نشرها وحضورها في الملتقيات الثقافية على صعيد الخليج والمنطقة وأوروبا من خلال مشاركات دار سعاد الصباح للنشر، ولم تتخل يوما عن أي مثقف، فقد احتوت الجميع، وكان حضورها جدا متميزا بتواضعها وسمو أخلاقها ومن يقترب منها سيجد البعد الإنساني فيها.

وقال الدكتور عبد الله النجدي: تجربتي مع دار سعاد الصباح تعود إلى فترة الدكتوراه، حينما كتبت عن سيرة أحد حكام الكويت الكبار والعظام وهو الشيخ عبد الله السالم، منذ طفولته وشبابه ومشاركاته السياسة قبل الحكم وبعده، عندما استند على رجالات دولة أقاموا كيان الدولة الحديث، أحد هؤلاء الرجال هو الشيخ عبد الله المبارك الصباح، لذلك بحثت عن سيرته فوجدت الكتاب الذي يعد أول إصدارات الشيخة سعاد الصباح وعنوانه “صقر الخليج” فبدأت أبحث عنه فوجدت كمّا كبيرا من الوثائق، والكتاب في نسخته المزيدة والمنقحة أضاف العديد من المعلومات، وهو من الكتب المميزة الذي نقلت لنا فيه الدكتورة سعاد الصباح حياة الشيخ عبد الله المبارك، من خلال علاقاته مع أسرته ثم انتقلت إلى علاقاته السياسة والدولية، وتأسيسه للطيران المدني والدفاع، والإذاعة ومجلس المعارف وغير ذلك من الإنجازات الكثيرة، كما تولى نيابة الحكم لفترات طويلة.

واستطرد قائلا: توالت السلسة التي تؤرخ لتاريخ الأسرة، التي تعد من الناحية العلمية مفيدة، وتضم معلومات مهمة من خلال شتى أنواع المصادر، وكنت أقول لتلاميذي إن كنتم تبحثون عن كتب مهمة ابحثوا عن كتب الدكتورة سعاد الصباح، كما أعجبتني لمساتها الشعرية، حيث كانت ترفق الأشعار في كتبها، إضافة إلى أنها أعطت التاريخ حقة من كل جوانبه، وهذا يدل على شغفها بالبحث عن المعلومات الدقيقة.

وبدوره قال الدكتور علي الكندري: عادة في قراءة أي مشروع تاريخي تكون هناك أسئلة عدة حاضرة عند النقاش، فالكتاب له خطين زمنين للتسلس التاريخ، خط للأحداث، وخط للمؤلف، والكتاب، له خط زمني معاكس للخط الزمني التاريخي.

وتحدث الكندري عن فكرة ذاتية المؤلف، وذكر مثالا حول كتاب عبد العزيز الرشيد عن تاريخ الكويت، ليؤكد على وجود حركة ثقافية مؤثرة على المحيط العربي وأن الكويت جزء منها، وكتاب مرزوق الشمال “من تاريخ الكويت”، وهو بذلك يريد التأكيد على تاريخ الكويت البحري، وأشار إلى انه في مشروع سلسة كتب سعاد الصباح الكثر من الأفكار ومنها علاقة أسرة الحكم بالشعب، والنهضة في الكويت.

وقال الروائي هيثم بودي في مداخلته: الشيخة الشاعرة سعاد الصباح، جزء من تكويننا الوجداني، فحينما كنت أتجول في لندن أجد إصداراتها، كونها الناشر الأول للكتب الكويتية المترجمة، فرحلتنا مع دواوينها قديمة، وشخصيتها الإبداعية والكتابية متنوعة حيث إنها مؤرخة وحررت الكثير من الوثائق المهمة.

أما الشيخة الشاعرة أفراح المبارك الصباح، فقد أكدت أن الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح لديها الكثير من المؤلفات، وهي مرجع تاريخي مهم، ومن ثم طرحت اقتراحين، الأول حول نشر إصدارات الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح بطريقة الكتاب المسموع، والاقتراح الثاني أن تكون هذه الإصدارات في متناول الأطفال، من خلال كتب مبسطة تضمّ رسومات، كي يعرفوا تاريخ الكويت.