«سميت ببيت العصابة».. «الأسبوع» داخل اللوكاندة الحمراء أحد المعالم التراثية بالإسكندرية

مازلت محافظة الإسكندرية تحتفظ بداخلها العديد من الأماكن و الأبنية التي تعد عمرها مئات الأعوام و هي شاهدة علي عظمة تلك المدينة الساحرة التي بناها الاسكندر الأكبر لتكون أحدي المدن من بين الكثير من المدن حول العالم و تشتهر عروس البحر بالمناطق القديمة ومن بينها منطقة المكس التي تعد من أقدم المناطق بل و أهمها علي طول الساحلي لها و عند مرورك هناك علي كورنيش البحر تجد مبني مصمم بشكل معماري فريد و تظهر عليه عبق التاريخ علي مدار مائتي عام لم يتأثر بالعوامل الجوية أو طول العمر إلا بعض الرطوش البسيطة بالتأكيد سوف يجذبك هذا المنزل بتصميمه الأكثر من رائع وستصيبك الدهشة و يدعي هذا المبني أو المنزل بـ الـ «لوكاندة الحمراء أو بيت العصابة».

وعند دخولك الي هذا المنزل الذي له وجهتين الأولي علي طريق المكس و الثاني علي البحر مباشرأ و الذي يتكون من أربع طوابق حيث يتميز بشكل معماري فريد يجمع بين الطراز الايطالي و اليوناني ومن الوحله الأولي لدخولك يجذبك الشكل المعماري المتميز و تظهر عليه علامات القدم و لكن يعتبر من اشهر المنازل في محافظة الإسكندرية الذي كان مكاناً المفضل لإقامة الحفلات و السهرات للجاليات اليونانية و الإيطالية حتي أصبح مزار سياحي يأتي إليه الكثير من الزوار لالتقاط الصور التذكارية أمامه.

يقول تامر الطباخ الباحث التاريخي و أحد سكان اللوكاندة الحمراء بمنطقة المكس بالإسكندرية لـ «موقع الأسبوع» أنه من أحد السكان في الطابق الاول وهو يسكن مع والده الذي عاصر كل تفاصيل حكايه هذا المنزل لافتا ان اللوكاندة الحمراء تعد من اشهر اللوكاندات في محافظة الإسكندرية و تاريخيها يرجع إلي 200 عام حيث تم إنشاؤها مطلع القرن 18 ميلادي عام 1898 و بنيت علي أعلي مستوي هندسي من خلال صاحبها اليوناني كوستاكوبوس و كان لديه ابنان «ديمتري و مخالي» و الذي أدار اللوكاندة الحمراء و الصفراء هو ديمتري و انشاء فندق و مطعم زفير مضيفاً أن كوستا إستعان بشركة هندسية يونانية لتصميم اللوكاندة الحمراء و الصفراء علي نظام و تراث هندسي ليكون صادم أمام العوامل الجوية لافتا أن كانت في بداية الأمر سكن للملوك و الامراء في عصر الملك فؤاد والملك فاروق و تعتبر المكان المفضل لإقامة الحفلات والسهرات للجاليات اليونانية والإيطالية و الإنجليزية في هذا، قبل أن تتحول لمنزل لأهالي المنطقة بعد رحيل الجاليات الإنجليزية و اليونانية من مصر.

واضاف أن اللوكاندة الحمراء سميت بهذا الاسم نسبة لأنها كانت معروفة بالطوب الأحمر و الطفله التي تشع جمالا علي الطراز القديم حيث وهو كان اللون المميز وسط المبانى الموجودة بالمكس التى كانت مطلية بلون موحد بينما كان اللون الأحمر هو اللون المميز

أما عن الاخشاب التي استخدمت في البناء من الشرف و أسوار السلم كلها من جزوع الشجر من الخارج حيث تم تصميمها لتتصدي العوامل الجوية و البحرية لأنها تطل علي الكورنيش.

وأشار أن اللوكاندة الحمراء مكونة من أربعة طوابق و لكن يوجد طابق اخر مردوم بسبب عوامل التعريه حيث يوجد بها 3 كبائن مصيفيه كان يقيم بها الملوك بخلاف يوجد أيضا خندق كان يحتمي فيه الملوك و سرداب المهرب البري للحمايه من القراصنة أما اللوكاندة الصفراء يوجد بها خندقين الاول من ناحية الكورنيش و الثاني من ناحيه الشارع الرئيسي و كان أيضا يحتمي فيه الخدم و الملوك أثناء الهجوم علي المنطقة.

و أشار أن الشاطئ الخاص باللوكاندة اطلع اسمه علي ابن صحاب اللوكاندة و هو ديمتري الذي كان له بصمات داخلها وكان آخر من خرج من منطقة المكس و اللوكاندة ايام الترحيل في أواخر الخمسينات بعد أن سلم الحجه الخاصة باللوكاندة الحمراء و الصفراء و مطعم زفير بعد ما إنشائه في 1943 لانه كان دائما يعتذ بتراث مصر بعد أن أمره الخديوي اسماعيل بالحرص و الحفاظ علي أحد المسالات الفرعونية ولذلك تم سميت الشاطئ علي اسمه.

وتابع إن اللوكاندة الحمراء شهدت الكثير من الأعمال السينمائية وقد أطلق عليها بيت العصابة وذلك بعد تم تصوير فيلم رصيف نمرة 5 بطولة الفنان فريد شوقي وأخراج نيازي مصطفي و تم تصوير أيضا فيلم المشاغب بطولة محمود المليجي و فريد شوقي وكانت مشاهد الفيلم كلها داخل اللوكاندة الحمراء و ايضا تم تصوير مسلسل في التسعينات الهروب الي السجن بطولة امام شاهين و احمد مرعي و تم تصوير المشاهد علي السطح الخاص باللوكاندة لافتا أنه اخر عمل فني تم تقديمه داخلها هو اغنية للفنان احمد شيبه تم تصويرها داخل أحد الشقق السكنية باللوكاندة الحمراء.