ربما عندما يتطرق لذهنك أن واحدًا من أفضل لاعبى الدورى الإنجليزى وهو الأقوى فى العالم على الإطلاق، خرج بالفعل من استفتاء الاتحاد الإفريقى لاختيار أفضل لاعب لعام ٢٠٢٤، ستشعر أن الأمر يحول حوله مجموعة من علامات الاستفهام التى قد لا تجد لها إجابة منطقية.. فمن يتخيل أن الفرعون المصرى محمد صلاح لاعب ليفربول الاستثنائى، تم إقصاؤه من اختيارات كاف النهائية ضمن قارتنا السمراء والتى ضمت ١٠ لاعبين.
فإذا تركنا الأرقام تتحدث عن نفسها سنجد أن محمد صلاح فى الموسم الماضى تمكن من تسجيل ١٨ هدفًا وبالموسم الحالى حتى الآن فقط سجل ١٢ هدفا فضلًا عن فاعليته الهجومية الكبيرة مع ليفربول بالإضافة لكونه واحدًا من أهم الأوراق الرابحة لفريقه الذى يعد من أندية المقدمة فى الدورى الإنجليزي.
على الطرف الآخر ستجد أسماء متواضعة فنيًا ولا تقارن بمحمد صلاح موجودة ضمن القائمة النهائية لكاف على سبيل المثال سيمون أدينجرا لاعب برايتون ومنتخب كوت ديفوار بسبب فوزه بكأس الأمم الإفريقية، وحارس صن دوانز رونوين ويليامز وسيرهو جيراسى لاعب بروسيا دورتموند الألمانى ومنتخب غينيا، حتى ولو تحدثنا عن أكثرهم نجومية وشهرة وهو المغربى أشرف حكيمى لاعب باريس سان جيرمان ومنتخب المغرب فأرقامه ليست أفضل من صلاح مع الوضع فى الاعتبار قوة وشراسة الدورى الإنجليزى الذى يلعب له صلاح مقارنة بالفرنسى فالمقارنة بينهما ظالمة.
محمد صلاح الفرعون المصرى الذى حطم أرقامًا لم يحطمها قبله لاعب عربى أو إفريقى فى جيله أو فيمن سبقوه فمستواه يضاهى اللاعبين العالميين وخرج من نطاق المقارنة بمن هم ذووه، فعلى مدار ٧ سنوات وهو يدافع عن ألوان ليفربول نجح فى صناعة تاريخ خاص به فى الدورى الإنجليزى، حيث خاض ٢٧٧ مباراة وسجل ١٦٩ هدفًا وصنع ٧٧ تمريرة حاسمة مقابل ٢٤٤ مساهمة.
لم تقف إنجازات صلاح عند هذا الحد ولكنه توج بجوائز عالمية فى الدورى الإنجليزى لم يحققها عربى غيره فعلى الساحة حاليًا لا منافس لمحمد صلاح.
خروج صلاح، من ترشيحات كاف جعل جمهوره يشير إلى وقوعه قيد مؤامرة لاستبعاده فى ظل عدم وجود أسباب فنية أو رقمية لعدم تواجده فلا بديل للفرعون ولا مثيل لمستواه وأرقامه بالتالى تطرق المشجعون للحديث عن الأسباب المجهولة التى أدت لعدم تواجده فالبعض راودته الشكوك حول رغبة السيد فوزى لقجع فى تتويج لاعب مغربى بالجائزة لتدعيم البلاد التى ستستضيف النسخة المقبلة من كأس الأمم الإفريقية المنتظره ٢٠٢٥ فى خطوة لتسليط الضوء باستمرار عليهم بعد حالة الرواج الكروى الذى يعيشونها.
فى النهاية ومع كثرة الأقاويل مابين صحتها وبهتانها توج صلاح أو لم يتوج بجوائز كاف، استمرّ مع ليفربول أو لم يستمر فى ظل خروجه بتصريحات مفاجئة تشير لإمكانية رحيله عن النادى وعدم تجديد عقده، فالعالم أجمع على كونه واحدًا من الأساطير الكروية فهذا هو الإثبات الذى لن تستطع المؤمرات إخفاءه أو السيطرة عليه.