هذا العنوان جزء من مثل شعبى ( فولكلور ) حينما سأل الولد خاله قائلًا ”
يا خال عايز الناس يحترمونى ” فرد الخال ” لما يموت اللى يعرفوك ” !!
هذا المثل الجميل ينطبق على حالات إنسانية بيننا حتى اليوم حينما يحاول بعض الأشخاص أن يرتدى ثوبا إجتماعيا أو سياسيا جديداَ بعيد كل البعد عن مكوناته الأساسية وعن تاريخه الشخصى ، وعن كيفية تكوينه لثرواته ومصانعه وشركاته وكيف وصل سياسياَ بأن يكون مبعوث ألهى إلى ” الأمة ” لكى يرشدها إلى طريق العفة والصدق والأمانة والإخلاص، ويدعوا المواطنين لانتهاج الشفافية فى التعامل ويطالب بضرورة وجود رؤية واضحة للمستقبل (كلام كبير جدًا) وأخلاق عظيمة خالص، وسمات إنسان نبيل عصامى محترم، كل شىء قام به فى حياته تحت الضوء وأعطى نفسه مثلا وقدوة للشباب لكى يقتدوا به، ويصبحوا مثله !!
إلا أن كل ذلك أوهام فهو حينما يتحدث يكذب !! وحينما يصادق ينافق !! وحينما يختلف يقهر ويفجر !! وحينما يؤتمن يخون !! وحينما يتحدث عن نفسه وعن مكونات شخصيته وعن كيفية صعوده نسمع قصص ألف ليلة وليلة بل ” كليلة ودمنة “!! المجتمع يحتشد بمئات من الناس والمرموقين فى المجتمع يتمنوا من كل قلوبهم أن يموت كل من يعرف أصولهم ويعلم عن نشأتهم ولا “يتوارو ” أبدا فى أن يدبروا من المواقف والمكائد والمصائب لكل من يعلم شىء !! حتى يبحث لنفسه عن فرصة للخلاص من الشبكة التى أحاطوه بها !! وطبعًا ( الملهى بمشاكله لا يفكر فى غيره )!! وهذه أيضًا ضمن بديهيات الأدب الشعبى المصرى !!.
ولعلنا ونحن نسرد مثل هذه الصور السيئة فى مجتمعنا نرنوا أن يتخلص أصحاب مثل هذه الصفات من هذه ( العنكبة ) التى تسيطر على أدمغتهم وضمائرهم !!
وكنت قد فكرت فى أن أكتب كتاب عن أصول بعض من أعرفهم من(مرموقى) هذا المجتمع الذى نعيش فيه وانا أدعى بأننى أعرف الكثير من هؤلاء المرموقين، وأعرف عن تاريخهم بحكم العشرة، ورغم أن هذة الرغبة يقابلها بداخلى شىء من الأدب الإجتماعي غير أن كل ماتعرفه لا تعلنه حرصًا على الناس، وحرصًا على العلاقات وحرصًا على النفس !! إلا أن بعض زملائى ومعارفى يؤيدون ضرورة تسجيلى لهذه ( السِيرْ الذاتية ) حيث أنها ملك شعب ما دام أن صاحبها أخذ العمل العام منهج ووظيفة ووسيلة أيضًا !!
إلا أننى أطالب المرموق الصادق أن يعلن أمام شباب هذا الوطن قصة نجاحه حتى ولو كان فيها ما يشيب له الوجدان !!
وحتى يعطى مثلاَ، يحتذى أو لا يحتذى.. حتى أن الإنسان الصادق القدوة يعلن عن أخطائه قبل محاسنه حتى يصبح إنسان مفيد لمجتمعه طبعاَ هذه أحلام عصافير