أصدرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الأحد، مقطع فيديو يوثق عملية نوعية نفذتها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أنها جاءت كخطوة انتقامية ردًا على استشهاد قائدها يحيى السنوار.
وفقًا للبيان المرفق بالفيديو، أكدت الكتائب أن العملية تمت يوم 22 نوفمبر الماضي في منطقة مفترق برج عوض بحي الجنينة شرق مدينة رفح. ووصفت العملية بأنها “محكمة ومخطط لها بدقة”، مشددة على أنها اعتمدت على تكتيكات عسكرية متطورة للإيقاع بقوات الاحتلال في كمين مدمر أوقع خسائر فادحة.
خلفية العملية
مثّل استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، منعطفًا حاسمًا في مسار التصعيد مع الاحتلال الإسرائيلي، فقد استشهد السنوار في منتصف أكتوبر الماضي خلال اشتباكات عنيفة اندلعت في حي السلطان غرب رفح، وذلك في إطار عملية عسكرية إسرائيلية استهدفت قيادات بارزة في صفوف المقاومة الفلسطينية.
دلالة العملية
عملية مفترق برج عوض تجسد إصرار كتائب القسام على توجيه رد حاسم ضد سياسة الاغتيالات الإسرائيلية التي تستهدف قادة المقاومة. الفيديو الذي نشرته الكتائب يوثق تفاصيل دقيقة للعملية، ما يبرز تطورًا لافتًا في التكتيكات الميدانية والقدرة على تنفيذ ضربات نوعية تُكبد قوات الاحتلال خسائر فادحة.
تأتي هذه العملية كجزء من سلسلة هجمات تهدف إلى توجيه رسالة واضحة بأن استهداف قادة المقاومة لن يمر دون عقاب، وأن كتائب القسام تحتفظ بقدرتها على التخطيط وتنفيذ عمليات مركبة رغم كل التحديات.
الكمين الذي نفذته الكتائب اتسم بالتنسيق المحكم والمراحل المتتابعة، حيث بدأ بعمليات قنص دقيقة استهدفت جنود الاحتلال أثناء تحركهم عبر محور صلاح الدين، المعروف بمحور “فيلادلفيا”.
لاحقًا، تصاعدت العملية باستهداف آليات الاحتلال وقوات الدعم التي وصلت للموقع، مستخدمة قذائف مضادة للدروع، ما أدى إلى تدمير المعدات العسكرية وإلحاق خسائر مباشرة في صفوف القوات الإسرائيلية.
هجوم نوعي واستهداف محكم للمعدات والقوات الإسرائيلية
أظهر مقطع الفيديو الذي نشرته كتائب القسام تفاصيل دقيقة عن العملية، حيث استهدف مقاتلو الكتائب دبابة من طراز “ميركافا” وجرافة عسكرية ثقيلة من طراز “دي 9″، باستخدام قذيفتي “الياسين 105″، وهو سلاح محلي الصنع يتميز بقدرته العالية على اختراق الدروع.
ولم تقتصر العملية على تدمير المعدات العسكرية، بل امتدت لتشمل استهداف مبنى سكني تحصن داخله سبعة جنود إسرائيليين. استخدم مقاتلو القسام قذيفة مضادة للأفراد، ما أدى إلى تدمير المبنى بالكامل وإيقاع خسائر مباشرة في صفوف الجنود المتحصنين داخله.
العملية أظهرت تنسيقًا دقيقًا بين عناصر الكتائب، إضافة إلى الاستخدام المدروس للقدرات العسكرية المتاحة. هذه الخطوة تعكس تصميم المقاومة على استهداف قوات الاحتلال في عمق تحركاتها وتدمير مواقع تمركزها، مما يزيد من كلفة الاعتداءات الإسرائيلية.