أحمد قذاف الدم قذاف الدم
أحمد قذاف الدم المسئول السياسي لجبهة النضال الوطني الليبية
توقفت النيران في لبنان وتحدث نتنياهو معللاً بنقص الذخائر، وأن الجيش الإسرائيلي محتاج بعد عام من المواجهات إلى إعادة تنظيم وصيانة للأسلحة، وقدم لوماً للحلف الأمريكي بأن ما لديه لا يكفي وهناك تقصير، رغم أن الدعم الأمريكي وحده فاق 20 مليار دولار، وأسلحة من أحدث ترسانتها الجهنمية، بعضها يستخدم لأول مرة في ميادين الرماية العربية.
وفي اليوم التالي تشتعل النيران في أطراف سوريا وحماه، ونستمع في الإعلام العربي التكبيرات وصور القواعد العسكرية تُدمر وكأنهم حرروا عكا، وكما أقول دائماً لو دخلت سوريا مأئة حرب مع الصهاينة لما كان هذا الدمار، ولما شردت هذه الملايين ولما هدمت هذه المدارس والمصانع والمساجد والكنائس، ولو قدمنا لسوريا هذه المليارات من الأموال المحروقة لكانت اليوم مصدراً للخير، ولو سقطت سوريا على الجميع حولها أن يستعدوا، فما عجزت عنه الأنظمة سيوحده التطرف الغير مسبوق، ينطلق من بطن جحيم البؤس والغبن، وقبل ذلك على كل من ساهم في هذا الحريق الذي بدأ في بغداد ولن يتوقف إلا في طنجة، وعندها لن يكون هناك عاصم لأحد، ومن يقف متفرجاً أو شامتاً اليوم سيسكب دموعاً من دم “حرقة وندماً”، إذ لم تتنادى الأمة فالدمار سيطال لبنان والأردن والسودان وفلسطين المحتلة والعراق وسوريا ولن تكون الجزيرة العربية في سلام وتحيط بها كل هذه الدول الفاشلة، وستطل كل الفيروسات الكامنة بأشكال مختلفة.
كل ما حدث وسيحدث في الوطن العربي ليس صدفة، ولن ينتصر أحداً، ولن ينجو أحداً.
ولذا أقول منذ بداية حرب غزة بأن الحرب لم تبدأ بعد، ، وقد أكد نتنياهو ذلك في خطابه وأكد على أنه يعد العُدة ونبشر هذه المرة “بطوفان نوح” فهذه الأمة “العصبة العصية” في غزة وجنوب لبنان التي أرهقته، وشلت الكيان الصهيوني لا تمثل سوى 1%، فهذه العربدة، وهذا البيع الرخيص أوهم الذين لا يعرفون التاريخ بأننا فقدنا الثقة في أنفسنا، وأحاط بنا صمت القبور، ولا حياة لمن تنادي.
ستطل غداً وجوه العرب الأحرار، وستشرق شمس الأمة لتعلن ميلاد فجر جديد، وعندها “سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون “.
“سيهزم الجمع ويولون الدبر” صدق الله العظيم.