ينتابني الآن وفي هذه المرحلة الفارقة للبلاد شعور لا يوصف بالكلام ولكن يترجم بالعطاء، يترجم بالحنين للذكريات الممزوجه بآلام الهزيمه والانكسار وروعة وعظمة وفخر الشعور بالإنتصار، يترجم بالأفعال حينما يملك كل وطني سلاحه للدفاع عن أرضه وعرضه وشرفه وحصنه ووطنه.
ومازال روح نصر اكتوبر يرفرف علينا، ونتذكر روعة الإصرار علي النصر رغم كل الصعوبات والتحديات التي واجهت الجيش المصري، ولكن جاء الأداء العسكري المصري مخالف لكل التوقعات الدولية، رغم ان العدو كان من وجهة نظره متابع وملم بالتحركات العسكرية المصرية، وإستقربجهله على عدم قدرة المصريين على الإقدام علي الحرب، وفي غفلة جاء قرار الحرب، والأداء العسكري المصري البطولي ليكشف للجميع عن بسالة وعظمة الجيش المصري.
فحقاً أن حرب أكتوبر عملاً عسكرياً مبدعًا، عبرنا به العبور الأول للنصروالإستقلال والكرامه، وهو أعاد لمصر مكانتها في الساحتين الإقليمية والدولية بعد قرار الحرب والأداء العسكري البطولي، لنأكد للعالم أن الشعب المصري لايقهر، وأن هزيمة العدو أدى إلى إنهاء الغرور الإسرائيلي السياسي، وإفاقة للجميع وأولهم الولايات المتحدة الامريكية على أن إستمرار النزاع العربي الإسرائيلي سيكون له تدعيات وخيمه علي الساحه الدولية، فها هو الوجه الأول للعبوربالبلاد الي النصر وإستعادة الأرض.
أما عن الوجه الآخر للعبور بالوطن الحبيب الي بر الأمان نجده يترجم الآن علي أرض الواقع، فبرغم كل التحديات والأزمات العالمية والإقتصادية والسياسية والحروب التي تعصف بنا من جميع الإتجاهات، ولكن يتعجب الجميع لصمود مصر وقدرتها علي البقاء بفخر وعزه ونهضه في جميع مناحي الحياه، ولكن كل هذه الإنجازات لم تأتي صدفه او بسهولة، إنما جاءت بالعمل الشاق والجهد المتواصل، لتأتي التنمية والنهضة والعديد من الانجازات في عصر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تم تنفيذ مئات من المشروعات القوميه، ضمن عمليه إصلاح ضخمه في ظل ظروف شديدة الصعوبة ومتغيرات محلية وإقليمية وعالمية غير مسبوقه جعلت كبري المؤسسات العالميه تشيد بالإنجازات التي حققتها مصر علي أرض الواقع.
وفي ظل قيادة حكيمه واعيه مخلصه تمكنت الدولة المصرية خلال الأعوام الماضيه من تأسيس اقتصاد قوي يتمتع بالمرونه والتنوع استنادًا إلى برنامج إصلاح شامل من أجل مستقبل أفضل.
ومن أهم الأحلام التي كانت بداخلنا هي أحياء أرض الفيروز(سيناء الغالية)، وجاءت الإرادة السياسية وحولت الحلم إلى واقع ملموس يتحدث عن إرادة شعب عظيم وقف بجانب قياداته وجيشه ومؤسساته، فنجد الإنجاز الذي تحقق علي أرض سيناء يترجم لواقع حيث إن مصر تتعامل مع التنميه في سيناء بإعتبارها قضية أمن قومي لامجال للتهاون بشأنه، حيث ارتكزت استراتيجية الدولة علي البناء والتعميروتنفيذ العديد من المشروعات التنموية والعمرانية والخدمية والإستثمارية، في كافة المجالات فضلا عن تحسين البنية التحتية وتطويرها وربطها بالدلتا وجعلها امتداداً طبيعياً لوادي النيل، وإتاحة فرص عمل جديدة للشباب وجذب المستثمريين إليها.
نبذة صغيرة عن ما تم إنجازه في سيناء ومدن القناة:
حيث أقامت الدولة شبكة نقل عملاقة بسيناء ومدن القناة ( تشمل مشروعات الطرق والانفاق والكباري العامة وانشاء انفاق أسفل القناه لربط سيناء بمدن القناة بتكلفة تقدر بخمسة وثلاثون مليارجنيه ليصل عددها الي سبعة انفاق عام2024)، كما أن التنمية العمرانية على أرض سيناء ومدن القناه حيث تم تطوير سبعة مدن جديدة أبرزها مدينة الإسماعيلية الجديدة علي مساحة 208 ألف فدان، التنمية الزراعية الشاملة فى سيناء ومدن القناة، كما تم توفير منظومة صحية متكاملة لأهالى سيناء ومدن القناة مثل إنشاء مجمع السويس الطبى بالإضافة للمجمع الطبى بالإسماعيلية، كما أنه حدثت طفرة عظيمة فى منظومة التعليم حيث تم إنشاء سبع مدارس يابانية لأول مرة فى سيناء بجانب أربع مدارس تكنولوجية تطبيقية، وتم إنشاء الجامعة التكنولوجية بشرق بورسعيد، كما تم تطوير قصر الثقافة بمدينة شرم الشيخ، كما تم تطوير قصر الثقافة بمدينة العريش وإنشاء متحف شرم الشيخ.
وقد جاء انبهار العالم بما حدث على أرض الفيروز وكانت الرؤية الدولية لتطوير سيناء ومدن القناة، حيث ذكرت مجموعة أكسفورد للأعمال عام 2023 أن وزارة السياحة المصرية تعمل على مبادرة سياحية كبيرة تعرف بإسم مشروع التجلى الأعظم، وأشارت الحكومة البريطانية عام 2024 إلى أن مصر تتخذ تدابير أمنية إضافية لحماية منتجعات شرم الشيخ، كما أوردت خدمة أبحاث الكونجرس الأمريكى عام 2023 أنه على مدى السنوات الماضية بذلت الحكومة المصرية جهودًا كبيرة لمكافحة الإرهاب وزيادة التنمية الإقتصادية فى سيناء.
ومع الحرب الشرسة التى خاضتها الدولة المصرية ضد الإرهاب فى سيناء، ومع كل التحديات والصعوبات التى واجهتها خلال عشر سنوات إلا أننا وجدنا أنفسنا داخل دولة تؤمن وتصر على وضع إستراتيجية جديدة لبناء الإنسان وتوفير كل سبل العيش الكريم له على كافة الأصعدة وجهود جبارة لتأمين كل خطوات التنمية لبوابة مصر الشرقية باعتبار أن الأمن والتنمية وجهان لعملة واحدة، ولأن تنمية أرض سيناء هو حائط الصد الأول فى وجه الطامعين.
فتحية وسلام لبطل الحرب والسلام الشهيد الراحل محمد أنور السادات الذى عبر بمصر إلى النصر والتحرير والكرامة، وتحية تقدير للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى حافظ على العبور الأول وأكمله بالعبور الآخر بالمشاريع العملاقة وتأمين الجيش المصرى بكافة المعدات الحربية والتنمية المستدامة لأرض سيناء ومدن القناة.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقائدها.