في ظل القمع المستمر داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، يبرز الأسير مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، كرمز نضالي عالمي يجسد الصمود والإرادة في وجه الاحتلال، متجاوزًا في مكانته حدود المحلية والعربية. وعلى الرغم من محاولات الاحتلال المتكررة للتخلص منه واغتيال معنوياته، يظل البرغوثي أيقونة نضال تمثل جميع الفلسطينيين.
أيقونة النضال الوطني وحجم التضحيات
أكد الكاتب الصحفي ثائر أبو عطيوي، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، أن مروان البرغوثي بات رمزًا وطنيًا يحظى باحترام ودعم كل أطياف الشعب الفلسطيني، نتيجة لتضحياته الكبيرة ونضاله المتواصل منذ شبابه.
وأوضح أبو عطيوي أن البرغوثي يُعدّ رمزًا يجسد الحرية والاستقلال، حيث لم يتوانَ عن دفع ثمن الانتماء الوطني من دمه وسنوات أسره، متعرضًا لاعتداءات متكررة من قبل الاحتلال.
وأضاف أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ “الفجر” أن البرغوثي واجه خلال العام الحالي ثلاثة اعتداءات عنيفة، كان آخرها في زنازين عزل سجن “مجدو” خلال سبتمبر الماضي، مما تسبب له بإصابات بليغة تشمل نزيفًا في الأذن اليمنى وجروحًا عميقة في ذراعه، إلى جانب آلام مزمنة في الظهر والصدر، وسط إهمال طبي متعمد يزيد من صعوبة حالته الصحية.
عدوان ممنهج لتصفية الأسرى ومحاولات كسر إرادتهم
في ذات السياق، أشار ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إلى أن البرغوثي بات هدفًا دائمًا للاحتلال نتيجة ما يمثله من ثقل نضالي، موضحًا أن الاعتداء الأخير عليه كشف طبيعة الأساليب القمعية التي تتبعها سلطات الاحتلال لإضعاف الأسرى الفلسطينيين.
وأكد دلياني، في تصريحاته لـ “الفجر”، أن هذا الاعتداء لم يكن الأول، فقد تعرض البرغوثي في العام الماضي لاعتداءات مشابهة في سجن “عوفر” ثم في “مجدو”، لافتًا إلى أن الاحتلال يمارس سياسات ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة الأسرى وتحطيم معنوياتهم.
وانتقد دلياني ما وصفه بـ “الشلل الدولي” تجاه معاناة الأسرى الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن غياب العقوبات الدولية يشجع الاحتلال على التمادي في انتهاكاته. ودعا المؤسسات الحقوقية إلى التحرك السريع لحماية الأسرى، وتسليط الضوء على الظروف الصعبة التي يعانون منها، خاصةً بعد تولي وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسؤولية، حيث تصاعدت عمليات القمع الممنهج ضد الأسرى.
دعوة لحماية الأسرى وتحرك عربي عاجل
اختتم أبو عطيوي ودلياني تصريحاتهما بدعوة جامعة الدول العربية إلى التحرك العاجل عبر صياغة مشروع دولي يهدف لحماية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وعلى رأسهم الأسير مروان البرغوثي، وذلك لضمان حصولهم على حقوقهم الإنسانية.