قاطع المحامون في جنوب شرقى بنجلاديش المحاكم اليوم الأربعاء، احتجاجاً على مقتل زميل في أعمال عنف استمرت لمدة 24 ساعة على خلفية اعتقال زعيم بارز من الأقلية الهندوسية.
اشتبك المئات من أنصار كريشنا داس برابهو مع مسؤولي الأمن والمسلمين بعدما رفضت إحدى المحاكم الإفراج عنه بكفالة وأمرت باحتجازه بناء على اتهامات بالتحريض أمس الثلاثاء، بانتظار المزيد من الإجراءات.
ومنذ الإطاحة برئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد في الخامس من أغسطس، تحاول الحكومة المؤقتة تهدئة التوترات في الدولة الواقعة بجنوب آسيا.
ويقول الهندوس وغيرهم من الأقليات الأخرى إنهم يواجهون المزيد من الهجمات منذ فرت حسينة إلى الهند عقب انتفاضة حاشدة ضد حكمها الذي استمر 15 عاما. وتقول الحكومة إن التهديد للهندوس مبالغ فيه.
ويشكل المسلمون نحو 91 % من سكان بنجلاديش بينما يشكل الهندوس كل البقية تقريبا.
وبدأت أعمال العنف أمس الثلاثاء، عندما حاولت الشرطة نقل الزعيم الهندوسي إلى السجن . وحاصر أنصاره الشاحنة التي كانت تنقله، ما أجبرها على التوقف لأكثر من ساعة قبل أن يطلق مسؤولو الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتجمعين وأطلقت القنابل اليدوية وضربتهم الهراوات، مما أسفر عن إصابات. كما انضم المسلمون إلى مسؤولي الأمن وهاجموا المتظاهرين الهندوس.
وقتل محامي مسلم يدعى سيف الإسلام أليف، في أحد الأزقة بينما كان يغادر منطقة المحكمة فيما اندلع العنف، حسبما تردد. ولم يتضح من الذى قتله. ونفت جماعة برابهو الهندوسية المزاعم التي تفيد بأنها مسؤولة عن قتله وطالبت بتحقيق.
وذكر ناظم الدين شودري، رئيس نقابة المحامين المحلية في شاتوجرام، لوكالة أنباء أسوشيتد برس (أ ب)، أن المحامين في المدينة يتظاهرون ضد مقتل زميلهم وسوف يقاطعون المحاكم غدا الخميس أيضا. وألقى باللائمة على السلطات سيما الشرطة، في الإخفاق في وقف أعمال العنف التي استمرت لساعات.
على صعيد أخر حث محمد يونس، رئيس الحكومة المؤقتة في بنجلاديش الأمة على التوحد ضد المتآمرين، الذين يعملون على “خطة كبرى” لتقويض الحكومة المؤقتة وإثارة انقسامات داخلها.
ووجه يونس في خطاب سابق بمناسبة مرور 100 يوم على حكمه، قائلاً: إن”زعماء حكومة رابطة عوامي المخلوعة ، الذين تورطوا في غسل أموال باهظة، يسعون بشكل نشط لزعزعة استقرار الإدارة ومحاولة العودة إلى السلطة.
وكان محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل، قد أدى اليمين الدستورية، في 8 أغسطس الماضي رئيساً للحكومة المؤقتة في بنجلاديش، بعد ثلاثة أيام من الإطاحة بحكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة إثر احتجاجات طلابية دامية.