محمد فؤاد: الحكومة لم تتفق حتى الآن مع صندوق النقد على صرف الشريحة الرابعة


تشكل المناقشات بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي موضوعًا هامًا للغاية، إذ تتعلق بمستقبل الاقتصاد المصري وسبل الارتقاء بموارده،في ظل التحديات الاقتصادية الحالية، تأتي التصريحات التي أدلى بها الخبير الاقتصادي والمالي الدكتور لتسلط الضوء على المفاوضات المستمرة مع الصندوق، والتي تأخرت في الاتفاق على شروط صرف الشريحة الرابعة،تعتبر هذه الشروط دليلاً على الأهمية البالغة لضمان تحقيق التوازن بين الأهداف الاقتصادية المحلية والمتطلبات الدولية.

شروط صرف الشريحة الرابعة لصندوق النقد

كشف الدكتور في لقائه مع الإعلامي عمرو أديب عبر برنامج “الحكاية” أن الحكومة لم تتوصل بعد إلى اتفاق نهائي مع صندوق النقد بشأن صرف الشريحة الرابعة من القرض،وأوضح أن غياب البيان الرسمي الذي يشير إلى الوصول إلى اتفاق على مستوى الخبراء يعد دليلاً على التأخير في المفاوضات،كما أشار إلى أن الموعد المتوقع للتوصل إلى الاتفاق النهائي قد يتأجل حتى نهاية شهر يناير المقبل بسبب العطلات الرسمية في بعض الدول.

توضيحات حول الدعم وتحرير المحروقات

أوضح الخبير أن صندوق النقد يركز بشكل أساسي على تحرير أسعار المحروقات كجزء من الاستراتيجيات الإصلاحية الضرورية،هذه التغييرات الاقتصادية تهدف إلى تحسين أداء الاقتصاد الوطني، حيث أشار إلى ضرورة التوصل إلى توازن بين متطلبات صندوق النقد واحتياجات السوق المحلية،كما قام بتسليط الضوء على أهمية استقرار الأوضاع الاجتماعية في هذه المرحلة الحرجة.

أضاف الدكتور أن الاقتصاد المصري أصبح يعتمد على التمويل أكثر من الإنتاج، مما أدى إلى تحول الاقتصاد إلى نمط ريعي،فقد ارتفعت تحويلات المصريين العاملين بالخارج إلى نحو 31 مليار دولار في عام 2021، مما يعكس هذه الحالة الاقتصادية،ويعتقد أن تحرير سعر الصرف والسماح بتحركاته لن يكون له تأثيرات سلبية مباشرة على حياة المواطنين، إذ أنها تعكس تطورات طبيعية في الاقتصاد.

كما أعرب الدكتور عن ثقة الحكومة في استقرار الأوضاع اقتصاديًا، مشددًا على أهمية تطمينات رئيس مجلس الوزراء، والتي تعد ضرورية لضمان عدم تأثر المواطنين بالتغيرات الحاصلة في سعر الصرف،يبقى الدور الرئيسي لحكومة مصر في استكمال المفاوضات والتوصل إلى اتفاقات تلبي الحاجة لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.

باختصار، تعتبر المفاوضات الحالية مع صندوق النقد الدولي مسألة محورية مرتبطة بتحقيق الإصلاحات الاقتصادية اللازمة،يجب أن تكون هذه المفاوضات شاملة وتؤخذ في الاعتبار الأبعاد الاجتماعية لضمان تحقيق التوازن المطلوب، مما قد يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي لمصر وتعزيز استقراره على المدى الطويل.