الدوحة – سيف الحموري – د. العربي عطاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أود أن أستفسر عن حالتي كلما أركب المصعد أو أي شيء مرتفع تصيبني رهبة وخوف، أرجو منكم تفسير حالتي، وكيف أزيل هذا الخوف. وجزاكم الله خيرا. أخوكم / أبو كرم.
الإجابة /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي السائل أبو كرم حفظكِ الله ورعاكِ، ووفقك لكل خير وشفاك من كل مكروه، كما أشكركِ على تواصلك معنا.
الشيء الذي تُعاني منه هو ما يُسمى في مصطلح علم النفس بـ»الفوبيا أو الخوف»، والخوف درجات، فقد يكون بسيطاً، أو متوسطاً، أو شديداً، بالإضافة إلى أن الخوف أنواع، ومنه ما ذكرته أنت في رسالتك، وهو الخوف من ركوب المصعد، ومن ركوب السيارة، ومن السفر، وغيرها من المخاوف.
ومعروفٌ أن مرض الفوبيا هو مرضٌ نفسي، والمقصود به: الخوف الشديد المتواصل من مواقف، أو نشاطات، أو أجسامٍ معينة، أو أشخاص؛ وهذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادةٌ يعيش في ضيقٍ وضجر.
الفوبيا أو الخوف الذي تُعاني منه، يحتاج إلى علاجٍ روحيٍ إيماني وسلوكي، أكثر منه علاج دوائي، وأقصد هنا بالعلاج الروحي الإيماني هو: تقوية علاقتك بالله سبحانه وتعالى، والتمسك بحبله، وعدم اللجوء إلا إليه، ويكون عندك يقينٌ تامٌ أن النافع والضار هو الله، وأن كل شيء مقدرٌ بأمره، فاطمئن، ولا تخف، ولا تحزن، وغير هذا الحزن بالفرح، والخوف والقلق بالاطمئنان والراحة.
كذلك أنت بحاجة إلى علاجٍ سلوكي، وهناك خطواتٌ يمكن لك اتباعها من أجل الخروج من أزمتك هذه، وهي كالآتي:
1- تمسك بحبل الله تعالى، واطلب منه العون والسداد، والتوفيق والشفاء.
2- تعلم الرضا، وعدم السخط؛ فهذا سيجلب لك الراحة النفسية.
3- أكثر من قراءة القرآن والأذكار {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
4- عدم التفكير السلبي في السلوك الذي ستقوم به.
5- عدم إرسال رسائل سلبية فيها الخوف والتردد إلى عقلك الباطني، فكلما برمجتِ نفسك على الخوف من الشيء الذي أمامك؛ بالفعل ستحدث لك أعراضُ الخوف، من خفقانٍ، وجفاف الحلق، وكثرة رجفان في اليد، وستنفذه في عقلك الواعي.
6- حاول أن تستخدم تمرين الاسترخاء لعدة فترات؛ لكي يزول عنك بالتدريج هذا الخوف.
7- يجب أن تعلم أن الخوف لا يزول مرةً واحدة، ولكن يحتاج إلى تدرجٍ لإزالة مشاعر الخوف والهلع التي كنت تخاف منها، والمرتبطة برؤية شيءٍ، أو ركوبِ شيء، أو دخول مكانٍ ما.
8- لا تعتمد كثيرا على العلاجات الدوائية، ولكن كما قلت لك: العلاج الإيماني، بالإضافة إلى العلاج السلوكي، وأن تواجه هذه الأشياء والمواقف دون خوفٍ أو تردد.
9- حاول أن تُسافر، وتركب السيارة، وتركب المصعد، وتحدّ كل هذه الأمور وغيرها بدون خوف، ودائماً أعط كما قلت لك رسائل إيجابية إلى عقلك الباطني أنه لن يحدث شيءٌ -بإذن الله تعالى-، وإنما هي ٌأفكار وسواسية سيطرت على دماغك.
10- حاول أن تكون صاحب ابتسامةٍ عريضة؛ فالابتسامةُ تخفف من خوفك وهلعك، وتُنسيك كل الهموم والأحزان.
قد يكون الخوف من الأشياء هو سبب زيادة تهيج القولون العصبي عندك، فحاول أن تكون هادئا مطمئنا مستقر البال، فالجانب النفسي سينعكس لا محالة على الجانب الجسدي.