مفاجأة، ميتا تتواصل مع مطوري الطاقة النووية


تعتبر الطاقة النووية واحدة من البدائل الواعدة لتوليد الكهرباء في ظل الطلب المتزايد على الطاقة، خاصة في عصر يتزايد فيه الاستهلاك الكهربائي بفضل نمو التقنيات الحديثة والابتكارات الرقمية،قامت شركة ميتا، التي تملك منصات اجتماعية متعددة، بالإعلان عن استراتيجية تهدف إلى تعزيز استخدام الطاقة النووية كمصدر مهماً لتحقيق أهدافها البيئية،هذه الخطوة تأتي وسط توجهات عالمية نحو الانتقال إلى شبكات كهربائية أنظف وأكثر كفاءة، مما يدفع شركات التكنولوجيا الكبيرة لاستكشاف حلول الطاقة المستدامة،في هذه المقالة، سنستعرض تفاصيل الخطة التي وضعتها ميتا، وكيفية تأثيرها على قطاع الطاقة النووية.

تطوير قدرة توليد الطاقة النووية الجديدة

أعلنت شركة ميتا أنها تسعى لإضافة ما بين 1 إلى 4 جيجاوات من قدرة توليد الطاقة النووية الجديدة في الولايات المتحدة، مستهدفة بدء التنفيذ في أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين،وتجدر الإشارة إلى أن محطة الطاقة النووية الريادية في الولايات المتحدة تمتلك قدرة تقارب 1 جيجاوات، مما يعني أن هدف ميتا يشير إلى إضافة عدد من المحطات الجديدة، وهو ما يعكس اهتمام الشركة العميق في هذا المجال.

دور الطاقة النووية في تحقيق شبكة كهربائية أنظف

وضح بيان الشركة أن الطاقة النووية ستلعب دوراً محورياً في الانتقال نحو شبكة كهربائية أنظف وأكثر موثوقية،في ظل التوقعات المتزايدة لاستخدام مراكز البيانات للطاقة، من الضروري توفير مصادر طاقة مستدامة تلبي الطلب المتزايد، وهو ما يعزز موقف الطاقة النووية كمصدر يعتمد عليه.

يُتوقع أن يتضاعف استخدام مراكز البيانات في الولايات المتحدة للطاقة ثلاث مرات تقريباً بين عامي 2025 و2030، وهو ما يتطلب نحو 47 جيجاواط من قدرة التوليد الجديدة حسب تقديرات جولدمان ساكس،لكن تلبية هذه المتطلبات بسرعة تمثل تحدياً كبيراً، بسبب الضغوط من الجهات التنظيمية والقلق بشأن إمدادات وقود اليورانيوم، بالإضافة إلى المعارضة المجتمعية في بعض الحالات.

أعلنت شركة مايكروسوفت بالتعاون مع شركة Constellation Energy في سبتمبر عن خطة لإعادة تشغيل وحدة في محطة Three Mile Island في بنسلفانيا، وهي خطوة تعتبر الأولى في إحياء مركز بيانات يعمل بالطاقة النووية،بينما كانت هذه الخطوة تتبع اتفاقاً سابقاً لشركة أمازون مع شركة تالين إنيرجي لإنشاء مركز بيانات مماثل.

بحث ميتا عن مطوري الطاقة النووية

تبحث ميتا عن تعاون مع مطورين ذوي خبرة في مجالات المشاركة المجتمعية، التطوير والتصاريح، حيث تنظر في إمكانية استخدام مفاعلات نووية صغيرة أو مفاعلات أكبر مشابهة لمحطات الطاقة النووية الحالية،الشركة قد وضعت موعداً نهائيًا لاستقبال الطلبات من المطورين حتى 3 يناير 2025.

صرحت ميتا أن استخدام عملية طلب العروض يعود إلى أن مشاريع الطاقة النووية تحتاج إلى استثمارات مالية أكبر، وتستغرق وقتًا أطول للتطوير مقارنة بمشاريع الطاقة المتجددة الأخرى مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فضلاً عن متطلبات تنظيمية أكثر تعقيدًا،وهذا يؤكد أن الشركة تتبنى نهجاً مدروساً وشاملاً لتقييم هذه المشاريع.

في الختام، تعكس جهود شركة ميتا نحو تطوير الطاقة النووية استراتيجيتها للاستدامة ولتلبية الطلب المتزايد على الطاقة بطريقة فعالة ومسؤولة بيئيًا،بينما يواجه قطاع الطاقة النووية تحديات عديدة، فإن التوجه نحو استخدامها كمصدر رئيس للطاقة يبرز أهمية التعاون بين الشركات التقنية والمطورين والمجتمعات المحلية لتعزيز شبكة كهربائية خضراء وأكثر كفاءة في المستقبل،إن تحقيق الأهداف البيئية يتطلب التوازن بين الابتكار والاعتبارات التنظيمية والاجتماعية، مما يجعل من الضروري أن تظل شركات التكنولوجيا رائدة في هذا المجال.