مقلاع داوود، أو ما يعرف أيضا بـ”العصا السحرية”، هو نظام دفاع جوي متقدم طورته إسرائيل لاعتراض الصواريخ الباليستية، المجنحة، ومتوسطة وبعيدة المدى، وتم تصميمه ليكون بديلًا عن نظام “باتريوت” في الجيش الإسرائيلي ويشكل جزءًا من منظومة الدفاع الجوي المتعددة الطبقات، بجانب أنظمة مثل “القبة الحديدية” و”حيتس”.
عناصر مقلاع داوود
يتكون النظام من عدة عناصر، أهمها صاروخ “ستانر”، الذي يتميز بتصميمه على مرحلتين مع أنظمة توجيه متعددة. يستطيع الصاروخ اعتراض أهداف على ارتفاعات تصل إلى 15 كيلومترا ومدى يتراوح بين 40 و300 كيلومتر. كما يتمتع النظام بقدرة عالية على المناورة، حيث يستخدم رادار ELM-2084 الإسرائيلي المتعدد المهام لتتبع الأهداف وإرشاد الصواريخ الاعتراضية نحوها.
التجارب الأولى لمقلاع داوود
طُوّر النظام بالتعاون بين شركة “رافائيل” الإسرائيلية وشركة “رايثيون” الأمريكية. وبدأت أولى تجاربه الناجحة في عام 2012 قبل أن يدخل الخدمة الفعلية في عام 2017. يُستخدم “مقلاع داوود” لاعتراض الصواريخ ذات الرؤوس الحربية الكبيرة، مثل صواريخ فاتح 110 الإيرانية التي يملكها حزب الله، وهو مصمم للعمل في نطاق أوسع مقارنة بالقبة الحديدية، التي تختص في التصدي للصواريخ قصيرة المدى.
النظام استطاع تحقيق نجاحات في اعتراض تهديدات صاروخية، أبرزها خلال النزاعات المتكررة بين إسرائيل وحزب الله، وآخرها في 25 سبتمبر عندما اعترض صاروخًا أطلقه حزب الله على تل أبيب.
ويشير الخبراء إلى أن النظام بات جزءًا رئيسيًا من الدفاع الجوي الإسرائيلي، مع تأثير ملحوظ في توازن القوى مع الفصائل المسلحة.
عيوب مقلاع داوود
ورغم قدراته المتقدمة، يشير البعض إلى أن “مقلاع داوود” يواجه تحديات، مثل عدم مرونته في الحركة والتعامل مع رشقات كثيفة من الصواريخ. لكن النظام يبقى سلاحًا دفاعيًا حيويًا، ليس فقط لإسرائيل، بل أيضًا لحلفائها. وقد وقعت إسرائيل مؤخرًا اتفاقية لتصدير النظام إلى فنلندا، وهو ما قد يكون بداية لتوسيع نطاق استخدامه بين دول الناتو.
يعتبر “مقلاع داوود” من أبرز أنظمة الدفاع الصاروخي في العالم، حيث يمزج بين التكنولوجيا المتقدمة والقدرات الدفاعية الفعالة، ليصبح جزءًا رئيسيًا من استراتيجية إسرائيل الدفاعية ومكملًا لأنظمة أخرى في مواجهة التهديدات الإقليمية.
إضافةً إلى القدرات الأساسية التي يتمتع بها نظام “مقلاع داوود”، يشكل هذا النظام جزءًا لا يتجزأ من بنية الدفاع الجوي الإسرائيلية التي تتعامل مع مجموعة واسعة من التهديدات في منطقة مشحونة بالتوترات. في إطار التكامل بين أنظمة الدفاع المختلفة مثل “القبة الحديدية” و”حيتس”، يتميز “مقلاع داوود” بموقعه المتوسط بينهما، مما يسمح له بالتعامل مع التهديدات الصاروخية الأكثر تعقيدًا والتي تفوق قدرات القبة الحديدية على الصواريخ قصيرة المدى.
التحدي الأكبر الذي يواجهه النظام يأتي من التطورات المستمرة في تكنولوجيا الصواريخ الهجومية، لا سيما مع تنامي قدرات الصواريخ فائقة السرعة مثل الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية التي تطورها روسيا.
وفقًا للخبراء العسكريين، فإن سرعة هذه الصواريخ ومناورتها العالية قد تجعل من الصعب على الأنظمة الدفاعية التقليدية، بما فيها “مقلاع داوود”، التعامل معها بكفاءة. ورغم أن حزب الله أو غيره من الفصائل في المنطقة لم يصلوا بعد إلى امتلاك هذه التكنولوجيا، إلا أن الخبراء لا يستبعدون احتمال حصولهم عليها في المستقبل، خاصة في ظل العلاقات الوثيقة بين إيران وروسيا.
فيما يتعلق بتكاليف التشغيل، يشير الخبراء إلى أن تكلفة الصواريخ الاعتراضية للنظام تُعتبر مرتفعة نسبيًا، إذ تبلغ تكلفة صاروخ “ستانر” مليون دولار تقريبًا، هذا يجعله نظامًا مكلفًا على المدى الطويل، خاصة في حالة مواجهة هجمات كثيفة. وعلى الرغم من ذلك، يعتبر النظام أكثر فعالية من حيث التكلفة مقارنة بنظام “باتريوت” الأقدم، نظرًا لأن صواريخه الاعتراضية لا تحتوي على رؤوس حربية تقليدية وتعتمد على إصابة الهدف بشكل مباشر لتدميره.
على صعيد الصادرات العسكرية، لا يعد مقلاع داوود مجرد نظام دفاع محلي، بل أصبح أيضًا وسيلة لتعزيز العلاقات الأمنية مع حلفاء إسرائيل. مع توقيع اتفاقية تصدير أولى مع فنلندا، وهو ما يعزز مكانة إسرائيل كمزود رئيسي لأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة في العالم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.